قصة صاحب الجنتين للأطفال

قصة صاحب الجنتين للأطفال من شأنها أن تعلمهم الكثير من القيم، وذلك لأن الله تعالى أنزلها في القرآن الكريم لهدف إرشاد بني آدم نحو مجموعة من الأخلاقيات.

وسنتعرف على هذه القصة بالتفصيل وما تهدف إليه والقيم التي تنص عليها، والدروس المستفادة منها في سطور هذا الموضوع.

قصة صاحب الجنتين للأطفال

ذكرت هذه القصة في الآية التي قال الله تعالى فيها: “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ،

وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا”.

تقدم لنا هذه القصة رأيين مختلفين لشكل الحياة، حيث تبين لنا ما في الحياة من رزق، وخير متفاوت بين الناس وبعضهم البعض.

وتوضح لنا شكل الثراء والفقر بين الناس الذي له حكمة إلهية، ربما لا نستطيع أن نكتشفها.

تتحدث القصة بشكل عام عن وجهة نظر شخص مسلم لم ينعم عليه الله بالرزق الوافر، ولم يصبح غنيًا.

لكنه كان متوكلًا على الله تعالى في كل شيء، فهو مؤمن بالله ويعرف يقينًا أن الحياة بكل متاعها لا تساوي شيئًا عند مقارنتنا لها بالآخرة.

اقرأ أيضًا: قصة الفيل الصغير والأصدقاء الثلاثة لمحبي الضحك والتسلية

الفصل الثاني من القصة

على الجانب الآخر يوجد رجل أنعم الله تعالى عليه بالرزق الوافر فأصبح صاحبًا لجنتين.

لكن أمواله قد فتنته حتى وصل به الحال للاعتقاد بأن هذا الغنى، والوفرة في الرزق في الحياة الدنيا أمر دائم ولن يزول منه في يوم.

وكان كافرًا وجاحدًا بنعم الله تعالى عليه، كان الله قد أنعم عليه بالجنتين وبستانين، وقد توفر فيهما شتى أنواع الفاكهة والأعناب.

وكانتا ممتلئتين بأشجار من النخيل، وكانتا قمة في الروعة، والعظمة التي تبرز قوة الله تعالى.

لكن هذا الرجل لأن الكفر بالله تعالى والجهل، والجحود بالنعمة قد سيطروا عليه، وفتنته عظمة هذه النعم، وفتن بالجنتين، وما فيهما من فاكهة ذات طعم طيب.

حيث كان الله تعالى قد أمر تثمر في هاتين الجنتين شتى أنواع الفاكهة، وقد ام هذا وأصبح يمتلك ثمارًا يافعة تسر الناظرين.

فمن المفترض أن هذا الرجل حينما يرى كل هذه النعم أن يحمد الله تعالى، ويشكره على هذه النعم العظيمة، لكنه بدلًا من ذلك قد تجاوز حدوده على الله.

وكفر بالنعم العديدة، كما أنه قد أصبح يتباهى بنعم الله تعالى عليه على الأفقر منه.

خاصةً الرجل الفقير الأول، حيث إنه قد قال له “وكَانَ لَه ثَمَر فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهوَ يحَاوِره أَنَا أَكْثَر مِنْكَ مَالًا وَأَعَز نَفَرًا”.

ذلك يوضح مدى عدم إيمانه بالله تعالى، وعدم شكره له على هذه النعم، وعدم تصدقه بما يملك.

وعلى الرغم من هذا كله وعدن قيامه بما ينبغي عليه فعله، فقد كفر وتكبر على الآخرين.

كما أنه قد أنسب كل هذه النعم العظيمة لنفسه، بدلًا من أن ينسبها إلى أصلها.

حيث هي أنها قد أتت بفضل الله تعالى الذي كان فضله عليه عظيمًا.

الفصل الثالث من القصة

أدعى الرجل الغني أنه إذا عاد إلى الله تعالى سيحصل على أكثر مما حصل عليه، وذلك تكبرًا منه.

لكن رد عليه الرجل المسلم المتمسك بأخلاقيات الإسلام وتعاليمه، وأن يعترف بفضل الله تعالى عليه، ولم تخدعه الحياة وشهواتها ليقول كلام هادف.

حيث يذكر الرجل الأخر بأن الله تعالى في البداية قد خلقه ضعيفًا، ثم أكمل الرجل وعرض إيمانه بالله تعالى.

وقال له أن التعلق بالله تعالى من أسمى مظاهر الإيمان، وأنه من المفترض عليه أن يشكر الله تعالى على فضله، وأن يقول ما شاء الله.

كما أن ينسب الفضل في حصوله على هذا الملك والرزق الوفير إلى الله تعالى.

حيث قال له:

“لَكِنَّا هوَ اللهُ رَبِّي وَلَا أشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قوَّةَ إِلَّا بِالله إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا”.

ثم يتابع الرجل حديثه بكل ثقة، فيقول للرجل الغني على الرغم من أنه يراه أقل منه، من حيث المال والعدد، والقوة والمنعة.

ألا أنه أغنى منه عند الله، حيث إن الله تعالى بقادر على إعطائه خير أفضل من هاتين الجنتين.

بعدها أخذ يحذره من عصيان الله تعالى، وذلك حتى لا يغضب عليه الله ومنعه من كل هذه النعم.

بالفعل قد تم ما قاله الرجل الفقير للغني، وقد نزلت صاعقة على هاتين الجنتين ودمرتهما تمامًا.

وقد كان كل هذا جزاء ما فعله من كفر وتكبر وغرور، وبالفعل قد ندم لكن ندمه لا ينفعه شيء.

اخترنا لك أيضًا: قصة الرجل الذي يتحول إلى الذئب رائعة

الدروس المستفادة من القصة

بعد أن تعرفنا على قصة صاحب الجنتين للأطفال بالتفصيل.

سوف ننتقل للفقرة التالية التي نتعرف فيها على أهم العبرات التي نستنتجها من هذه القصة:

  • يهتم الله تعالى في هذه القصة بأن يوصل لنا العديد من العبر والعظة العظيمة.
  • كما أن الهدف الأساسي منها تثبيت إيمان المسلمين بربهم عز وجل.
  • حيث إنهم عند قراءتهم لهذه القصة يقومون بتقوية علاقتهم مع الله تعالى.
    • كما يتقربون منه أكثر، ويزيلون الكفر من قلوبهم.
  • كما أن هذه القصة تعرفنا أن عذاب الظالمين والكافرين بالله عظيم.
    • أيضًا يبين لنا أنه يجب علينا ألا نجعل الدنيا همنا الأكبر، وذلك لأن الجنة أفضل منها بكثير.

تابع من هنا: قصة الفيل الصغير والأصدقاء الثلاثة لمحبي الضحك والتسلية

في هذا المقال تعرفنا على قصة صاحب الجنتين للأطفال بالتفصيل، وتعتبر هذه القصة من أفضل القصص للأطفال، وذلك لأنها تعلمهم المبادئ الصحيحة التي يقوم عليها الإسلام.

قصص ذات صلة