قصة النبي صالح عليه السلام

يبحث الكثيرون عن قصة النبي صالح عليه السلام ليقرأونها لأبنائهم؛ وذلك لما فيها من معجزات وحكم ومواعظ ستفيدهم كثيراً، حيث وردت قصة نبي الله صالح عليه السلام في القرآن الكريم في سورة الشعراء مع قومه ثمود، وخلال مقالنا اليوم سنتعرف على هذه القصة كاملة.

قصة النبي صالح عليه السلام

وفيما يلي سنسرد لكم قصة النبي صالح عليه السلام مع قومه في أجزاء قصيرة متصلة ببعضها البعض مع الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية:

دعوة نبي الله صالح عليه السلام لقومه

أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه صالح عليه السلام لدعوة قوم ثمود، وهم قبيلة ذات أصل عربي كانت تقيم في الحجب بين تبوك والحجاز.

وكانت قبيلة ثمود غير مؤمنين بالله، فقد كانوا يعبدون الأصنام، وعندما دعاهم سيدنا صالح عليه السلام إلى عبادة الله تبارك وتعالى رفضوا.

لأن أجدادهم وآباؤهم كانوا يعبدون الأصنام (يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا  وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)[هود:62].

وأصر نبي الله صالح على قوم ثمود، وقال لهم أن الأصنام لن تنفعهم، وأن الله تعالى هو الذي يرزقهم وينفعهم.

وأخذ يذكر لهم أن الله تعالى هو الذي جعلهم بعد قوم عاد خلفاء في الأرض.

وبدأ يذكرهم بنعم الله عليهم، ولكنهم أصروا على الرفض وكذبوه، وقالوا عنه أنه ساحر ومجنون.

شاهد أيضًا: قصة النبي داود للأطفال

معجزة سيدنا صالح عليه السلام

عندما قال سيدنا صالح لقومه ثمود أنه لا يطلب منه سوى أن يأمنوا بالله العلي العظيم.

وبأنه رسول الله مبعوث لدعوتهم، طلبوا منه أن يثبت صدق كلامه بمعجزة إلهية.

فسألهم عن المعجزة التي يريدوها، فقالوا له أنهم يريدون أن يخرج لهم ناقة من صخرة معينة أشاروا عليها.

ثم قاموا بتحديد مواصفات تعجيزية في الناقة، حتى لا يستطيع سيدنا صالح أن يخرجها.

فذهب رسول الله صالح عليه السلام إلى المسجد يصلي، ويدعي ربه أن يخرج ناقة بتلك المواصفات، فاستجاب له ربه.

وخرجت ناقة بنفس المواصفات التي طلبوها قوم ثمود من الصخرة (قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً)[هود:64].

فآمن القليل من قوم ثمود برسول الله صالح عليه السلام ولكن أكثرهم لم يأمنوا.

وطلب سيدنا صالح عليه السلام من قوم ثمود أن يتركوا تلك الناقة، تقوم بشرب الماء من البئر يوم ويشربون هم منه في اليوم الذي يليه.

وهكذا (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ)[القمر:28]، واستمر ذلك، حيث كانوا القوم يتركون البئر للناقة تشرب منه يوماً.

ثم يأخذون منه حاجتهم في اليوم التالي (هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)[الشعراء:155]، وظلت الناقة بينهم يشربون منها اللبن.

اقرأ أيضًا: قصة النبي يونس للأطفال

هلاك قبيلة ثمود

وفي يوم من الأيام قرر قوم ثمود قتل الناقة، وجلسوا يتناقشون، حول ذلك الأمور فرفض البعض منهم قتلها.

لأن نبي الله صالح عليه السلام قد حذرهم من عقاب قتل الناقة.

وهناك قول آخر بأن قوم ثمود كلهم كانوا موافقين على قتلها، وذهب تسعة أشخاص وقتلوها هي وابنها.

وعندما وصل خبر قتلها لسيدنا صالح عليه السلام، حذرهم بأن الله تعالى سينزل عليهم غضبه وعقابه.

لهم بعد ثلاثة أيام فقط (تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)[هود:65].

ولكنهم لم يهتموا بكلامه واستهزئوا به وقرروا أن ينتقموا منه ويقتلوه.

فحل عذاب الله على التسعة أشخاص الذين قتلوا الناقة قبل الثلاثة أيام، التي سيهلك فيها قومهم.

حيث أرسل الله عليهم حجارة، وبعد مرور الثلاثة أيام، التي حددها النبي صالح عليه السلام.

تغير لون وجوهم للون الأصفر في أول يوم، وفي اليوم الذي يليه أصبح لون وجوهم أحمر.

وفي اليوم الثالث الذي كان يصادف يوم السبت أصبحت وجوههم لونها أسود.

وعندما جاء صباح يوم الأحد كانوا جالسين منتظرين عذابهم، وعند بروز الشمس سمعوا صيحة قادمة من السماء وشعروا برجفة تحتهم قادمة من الأرض.

فهلكوا جميعاً وكان هذا هو عقاب القوم الكافرين، الذين عصوا أمر الله تبارك وتعالى ورسوله.

موقف قوم ثمود من قتل الناقة

يُقال أن بعضهم رفض قتلها، ولكن هناك قول آخر بأن قوم سيدنا صالح كلهم كانوا موافقين على قتلها.

حيث قال قتادة: “بلغني أن الذي قتل الناقة طاف عليهم كلهم، أنهم راضون بقتلها حتى على النساء في خدورهن، وعلى الصبيان”.

ويؤيد ذلك القول ما تم ذكره في القرآن الكريم في أكثر من سورة، حيث قال الله تعالى في سورة الإسراء (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا).

وقال عز وجل في سورة الشمس (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا)، وقال في سورة الأعراف (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ).

الدروس المستفادة من قصة سيدنا صالح عليه السلام

نتعلم من قصة سيدنا صالح عليه السلام بعض المواعظ والعبر، ومنها:

  • من يعمل الأعمال الصالحة ويتقي ربه يكون من القوم الفائزين.
  • الذي يخلف وعده سيلقى جزاء أليم.
  • من يطيع الله ورسوله ينجو من الأزمات والصعاب والمهالك.
  • طاعة الله عز وجل ورسوله تكسب رضوان الله ورحمته.
  • الشخص الذي يعصي أوامر الله سيعاقبه الله عقاباً شديداً.
  • العذاب والعقاب هو ما ينتظر المكذب لله ورسوله سواء عاجلاً أم أجلاً.

تابع من هنا: قصة النبي يوشع بن نون للأطفال

وفي ختام مقالنا اليوم نكون قد قدمنا لكم قصة النبي صالح عليه السلام مع قومه ثمود، وذكرنا المعجزة التي قدمها الله لقوم سيدنا صالح عليه السلام حتى يصدقوه، ووضحنا كيف عاقب الله تعالى قوم ثمود عندما قتلوا الناقة وخالفوا أوامره.

قصص ذات صلة