قصة هارون عليه السلام

قصة هارون عليه السلام وهو أحد الرسل الذين عاشوا في عهد الفراعنة، هارون هو الأخ الأكبر لسيدنا موسى عليه السلام، لكن شاء القدر أن يقضي كلاً منهما طفولته في مكان بعيد عن الآخر.
على الرغم من ذلك اجتمع كلاهما في النهاية على مبدأ نشر الدعوة الإسلامية، وإليكم أحداث القصة التي عاشها هارون عليه السلام.
الفصل الأول من القصة
قضى موسى عليه السلام طفولته في قصر الفرعون بعيدًا عن هارون الذي عاش وسط عائلته، حيث كلف الله تعالى موسى بنشر الدعوة الإسلامية.
لكن موسى قد توجه إلى الله سبحانه وتعالى بطلب، وهو أن يسانده هارون في الدعوة التي يقوم بها.
وذلك في قوله ( واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ).
كان موسى يرغب في أن يساعده هارون في الدعوة نظرًا، لكون هارون يتحكم في غضبه ويتميز بلسانه الفصيح.
كما أنه كان من الرجال الذين يتميزون بالقوة، والحكمة في نفس الوقت.
تميز هارون أيضًا بأنه لديه قدرة هائلة على الاقناع، وذلك لكونه يتميز بالكلام الصادق.
بالإضافة إلى أنه يتميز بشكله المألوف عند أي شخص ينظر إليه، توجه موسى إلى دعوة الناس إلى الإسلام.
وكان هارون يساعده في ذلك، فقد قام هارون بالتحدث إلى الناس بإرادة قوية وعزيمة.
حيث كان ينهاهم عن الأفعال التي تغضب الله سبحانه وتعالى ويرشدهم إلى الصواب.
فقد كان هارون بمثابة المعين لموسى في نشر الدعوة، وبالأخص عندما توجه موسى دعوة فرعون إلى الإسلام.
شاهد أيضًا: قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاتهم
الفصل الثاني من قصة هارون عليه السلام
عندما توجه موسى إلى دعوة فرعون للإسلام قابل فرعون دعوته بكل قوة، وقام بظلم موسى ومن معه.
فقرر موسى الخروج من مصر والتوجه إلى بيت المقدس، وذلك بعد أن لاقى فرعون مصيره هو ومن تبعه من الجنود وهلكوا في البحر.
لكن أثناء الرحلة التي قطعها موسى وهارون إلى بيت المقدس شاهدوا قوم يعبدون الأصنام.
الأمر الذي جعل بني إسرائيل يطلبون من موسى أن يصنع لهم بعض الأصنام لكي يعبدونها.
لكن موسى أنذرهم من غضب الله عليهم في حالة أن قاموا بعمل ذلك.
ترك موسى أخاه هارون ومن تبعه من القوم، وذهب إلى جبل الطور ليتعبد إلى ربه.
حيث قام هارون في ذلك الوقت برعاية القوم الذين اتبعوا موسى أثناء غيابه.
الفصل الثالث من القصة
طلب السامري من بني إسرائيل أن يقوموا بإحضار كل الذهب، الذي جمعوه قبل الخروج من مصر.
حيث وعدهم بأن يصنع لهم الأصنام التي يرغبون بها لعبادتها، وبالفعل جمع بني إسرائيل كمية الذهب بالكامل وبدأ السامري بإذابته لكي يتمكن من صناعة الأصنام.
وبالتالي تمكن من صنع الصنم وشكله على هيئة عجل، كما قام بجعل العجل فارغ من الداخل، وبالتالي أصبح الهواء يمر بداخله.
مما جعل هذا العجل يصدر صوت من الداخل يشبه بالفعل صوت العجل، الأمر الذي جعل بني إسرائيل يتعجبون من هذا الصنم.
وبالتالي نجح السامري في خداع بني إسرائيل و ينصرفون عن عبادة الله تعالى ويتوجهون إلى عبادة الأصنام.
لكن قام هارون عليه السلام بتوعية بني إسرائيل بأن هذا الصنم لا يستطيع أن يقدم لهم أي شيء، سواء كان يعود عليهم بالنفع أو بالضرر.
وقد بدأ هارون بدعوة الناس إلى الرجوع إلى الله تعالى، والابتعاد عن عبادة الأصنام.
لكن قابل بني إسرائيل دعوة هارون بالرفض، ولكنه استمر في توعية الناس بخطورة ما يفعلونه.
اقرأ أيضًا: قصة اليسع عليه السلام للأطفال
الفصل الرابع من قصة هارون عليه السلام
رجع موسى إلى قومه فوجدهم يعبدون العجل الذي صنعه السامري فانتابه الشعور بالغضب، ثم توجه إلى أخوه وأمسك برأسه.
وكذلك أمسك بلحيته وبدأ يعاتبه عن تركه القوم يعبدون العجل، فقال له هارون أن هؤلاء القوم قاموا بتهديده بالقتل.
إذا لم يكف عن الدعوة، مما جعله يشعر بالخوف من أن يتفرق القوم ويقومون بقتله.
لذلك جاء في القرآن الكريم (لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ).
توجه موسى إلى السامري لكي يسأله عن السبب، الذي جعله يقوم بصناعة هذا الصنم.
فقال له السامري أنه استمع لوسوسة الشيطان إلى أن أصبح في الضلال.
لذلك قام موسى بحرق العجل وقام بإلقائه في البحر، ليخرج قومه من الضلال ويعودوا إلى عبادة الله تعالى.
الدروس المستفادة من قصة هارون
هناك العديد من الدروس التي يمكننا الاستفادة منها من هذه القصة وهي كالآتي:
- أن كل شخص لابد من أن يكون العون الذي يساند أخوه في الحياة، وفيما يرغب في عمله مثلما ساند هارون موسى في الدعوة الإسلامية.
- العمل على توجيه الناس للخير من خلال توجيه النصيحة إليهم.
- يجب على كل شخص أن يدافع عن دينه ووطنه الذي يعيش فيه.
- الابتعاد عن كل شيء يغضب الله تعالى وعدم الاستماع، والانسياق وراء من يدعون الناس إلى الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى.
- يجب أن يتحلى كل شخص بالصبر، وعدم التسرع في الحكم على الأشخاص.
اقرأ من هنا: قصة آسيا زوجة فرعون
تعرفنا على قصة هارون عليه السلام بالتفصيل، كما تعرفنا على الدور الذي قام به هارون لمساعدة موسى في نشر الدعوة الإسلامية.