قصة أصحاب الأخدود مكتوبة

قصة أصحاب الأخدود مكتوبة، سنتعرف اليوم على واحدة من أهم القصص الدينية المفيدة بشكل كبير للكبار والأطفال والتي تم ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج.

سنقدم لكم في موقعنا اليوم قصة أصحاب الأخدود بشكل سهل ومبسط حتى يسهل فهمها على الجميع، على أمل أن تستمتعوا معنا بشكل كبير من تلك القصة المميزة.

أصحاب الأخدود

الأخدود في الأساس هو عبارة عن شقوق كبيرة وضخمة غائرة في الأرض كما تدل على الحفرة العميقة في باطن الأرض، وتم استخدام تلك الحفر أو الشقوق من أجل دفن المؤمنون بها في وقتها وهم من يؤمنوا بالدين المسيحي.

كانت تلك القصة خاصة بنبي الله عيسى عليه السلام قبل ظهور الإسلام ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بحوالي أربعين سنة، أصحاب الأخدود هم الكافرون والذين قاموا بتعذيب المؤمنين وقتها بالدين الإسلامي.

حدثت تلك القصة في منطقة نجران وكانت الحفر تلك أو الأخاديد عددها سبعة أخاديد، كما كان عرض كل أخدود منهم حوالي 12 ذراعاً أما طوله فكان حوالي 40 ذراعاً.

كان الملك في هذا الوقت يهودي الديانة ولا يؤمن بما يسمى بالديانة المسيحية وكان يعتقد نفسه دائماً هو رب العالمين والإله، وكان اسمه ذو نواس وتم ذكر تلك القصة بشكل مختصر في سورة البروج أما في الحديث الشريف تم ذكرها بالتفصيل.

بداية قصة أصحاب الأخدود

كان الملك ذو نواس لديه ساحر هذا الساحر أصبح عجوز وكبر في عمره مما جعله يطلب من الملك ساحر شاب صغير يعلمه كل السحر، ويعطيه كل الخبرة في السحر حتى يقوم باستخدامها هو وخدمة الملك بها.

بالفعل قام الملك بإحضار شاب ساحر صغير وهو كان غلام فهو عيسى بن مريم عليه السلام، كان في طريق الغلام هذا راهب كان يجلس معه الغلام خلال طريقه إلى قصر الملك لمقابلة الساحر كل يوم.

كما كان يحب كلام الراهب كثيراً ويتأثر به الذي كان يتحدث عن الرب وإله الكون، ولم يحب الغلام جلسته مع الساحر وكان يفضل الراهب أكثر ويؤمن بكلامه كثيراً.

ذات يوم خرجت دابة في الأرض وكان كل الناس يخشوها ويختبئوا في منازلهم خوفاً منها، فجاء في بال الغلام فكرة والتي ستريحه حول من الأفضل بهم الساحر أو الراهب.

الفكرة كانت تتمثل في إنه سيأخذ حجارة ويدعو الله بالتعرف على من أحب إلى الله ومن أقرب الساحر أم الراهب، حيث جاءته الفكرة أن يقوم بضرب الدابة فإذا ماتت تلك الدابة وتمكن الناس من الخروج من منازلهم والمرور بسلام يكون الراهب أفضل.

بمجرد أن ألقى الغلام حجر على الدابة ماتت فوراً وخرج الناس في أمان تام، بعد هذا الموقف ذهب الغلام ليحكي تلك القصة للراهب فسعد كثيراً وأخبره إن من الواضح إن هذا الغلام أقرب لله منه وأخبره إن في حال تم ابتلاءه من الله عز وجل لا يدل عليه.

شفاء عيسى عليه السلام للآخرين

كان من المعروف عن الغلام وهو عيسى عليه السلام إنه كان يشفي الناس من جميع الأمراض، كما إنه كان يشفي الأكمه والأبرص والأكمه هنا هو الأعمى أي الشخص الذي ولد كفيفاً لا يرى.

أما بالنسبة للأبرص هو مرض البرص وهو مرض البهاق أو تغير لون الجلد عن طبيعته نتيجة نقص مادة الميلانين به، وعرف جليس الملك هذا الأمر وهو قد تم إصابته بالعمى فذهب بالعديد من الهدايا الثمنية لعيسى عليه السلام.

ذهب جليس الملك لعيسى وأخبره إن تلك الهدايا له بمجرد أن يشفيه فأخبره عيسى إنه لا يشفي أحد فهو يؤمن بالله ويدعوه وهو يشفيه بإذنه، فأخبره في حال كان يريد أن يتعالج من مرضه أن يؤمن بالله ويدعوه وسوف يشفيه.

بالفعل آمن الرجل بالله عز وجل ودعاه فرد إليه الله عز وجل بصره، وأصبح الرجل مؤمناً حينما علم الملك الأمر استشاط غيظاً فجاء بجليسه هذا وسأله من شفاه فأخبره بإن رب العالمين هو من شفاه فغضب أكثر.

حيث قال له من ربك فالملك يرى نفسه رب القوم حينما أخبره جليسه إن هناك رب أعلى منهم جميعاً وهو رب الكون كله، وحينما سأله من قاله له هذا الكلام لم يقل فعذبه عذاباً شديداً حتى اعترف بإن الغلام هو من جعله يؤمن برب العالمين.

أحضر الملك عيسى ابن مريم لمحاسبته فسأله كيف يشفي الناس والأكمة والأبرص، فرد عليه بإن الله عز وجل هو من يفعل كل هذا فليس بيده أي أمر أو حيلة.

ظل يعذبه حتى عرف منه أمر الراهب وحينما أحضره أخبره أن يرجع عن دينه وعن تلك الأفكار، رفض الراهب تماماً مما جعل الملك يأمر بإحضار المنشار وقام بشق رأسه به من المنتصف.

ومن ثم أحضر جليسه أمره بالرجوع عن دينه وحينما رفض قام بشق رأسه أيضاً بالمنشار، وكان الدور على الغلام عيسى عليه السلام فهو من يدعو بهذا الدين.

محاولات الملك لقتل عيسى عليه السلام

قام الملك بأمر عيسى بالرجوع عن دينه هذا ولكنه رفض فأحضر مجموعة من حراسه وأمرهم أن يأخذوه لأعلى قمة جبل وإن لم يرجع عن دينه يقوموا بإلقائه من أعلى الجبل، وحينما ذهب بالفعل ورفض فدعا الله عز وجل فانشق الجبل فسقطوا جميعاً إلا هو.

عاد للملك وحينما سأله عن حراسه أخبرهم إن الله أنقذه منهم، فأرسل جماعة أخرى معه إلى قارب في منتصف البحر وإن لم يرجع عن دينه يقوموا بإلقائه في البحر.

حينما وصل معهم أبى أن يرجع عن دينه وكانوا على وشك إلقائه ودعا الله لإنقاذه فوقع القارب وغرقوا جميعهم إلا هو، فعاد مرة أخرى إلى الملك وحينما سأله عن حراسه الآخرين أخبره إن الله عز وجل أنقذه منهم أيضاً للمرة الثانية.

جاء عيسى عليه السلام للملك وقال له إن في حال يرغب في قتله فعليه أن يقم بما سيأمره به حتى يقتله، وأخبره أن يقم بتجميع كل القوم في مكان واحد وأن يقوم بصلبه على جزع الشجرة ويأخذ سهم من كنانته وأن يقوم بوضعها في منتصف القوس.

وضرورة أن يقوم بقول باسم الله رب هذا الغلام ويقوم بالتصويب تجاهه ومن ثم سيقتله فوراً، بالفعل قام الملك بكل تلك الخطوات وتمكن من قتل عيسى عليه السلام فقال كل الناس في نفس الوقت آمنا برب الغلام ثلاث مرات.

ومن هنا آمن كل الناس برب عيسى عليه السلام مما جعل الملك يستشاط غيظاً فأمر بحفر الأخاديد، وإشعال النيران بها وإلقاء كل من يؤمن بعيسى وربه بداخلها.

الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأخدود مكتوبة

  • الثقة بالله واليقين به والدعاء له من القلب حتى يتقبله ويحقق ما يتمنى الإنسان.
  • الإصرار على الحق والثبات عليه مهما كانت المعوقات.
  • تربية الأطفال بشكل سليم وبتنشئة كريمة وفطرة سليمة على الإيمان بالله.
  • احترام المعلم لتلميذه والاعتراف به مع مدحه حيث إن من الممكن أن يتفوق التلميذ على أستاذه في كثير من الأحيان.

في خاتمة حديثنا حول قصة أصحاب الأخدود مكتوبة، نكون تعرفنا معاً على واحدة من أجمل القصص الدينية المميزة ونرجو أن تكونوا استفدتم منها معنا دمتم في أحسن حال.

قصص ذات صلة