قصة أصحاب الفيل مبسطة للأطفال
قصة أصحاب الفيل مبسطة للأطفال، واحدة من أجمل القصص وأكثرها تشويقاً وخاصةً بالنسبة للأطفال هي قصة أصحاب الفيل التي تم ذكرها في سورة الفيل بالقرآن الكريم في الجزء الثلاثين.
على الرغم من إن تلك السورة هي سهلة الحفظ والفهم ومتعارف عليها من قبل الكثير، ولكن الأطفال قد لا يكونوا على علم بها كاملةً لذلك معنا القصة بشكل سهل وبسيط تابعونا.
قصة أصحاب الفيل
كانت تلك القصة في عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي قام ببناء الكعبة الشريفة في مكة المكرمة وكان يدعو الناس للدين الإسلامي والإيمان بالله عز وجل وتوحيده، بالفعل كان هناك الكثير من الناس تأثروا به وبدءوا في التوحيد بالله.
كان عدد كبير من القوم يقوموا بالتجهيز في موعد معين أي موعد الحج كل عام قبل الموعد بيومين وتحضير أنفسهم، من أجل الذهاب لزيارة الكعبة في مكة وكان خلال هذا الوقت هناك حاكم ظالم لليمن اسمه أبرهة الأشرم وكان معروف بأبرهة الحبشي.
من المتعارف عليه حول أبرهة إنه كان حاكم كافر وظالم ولاحظ أبرهة إن القوم كل عام في هذا الوقت يقوموا بالاستعداد للسفر لمكان بعيد ولا يعلم السبب، سأل وزيره حول هذا الأمر فأخبره إنهم يذهبوا لزيارة الكعبة التي قام ببناءها إبراهيم عليه السلام.
كما أخبره إن السبب وراء ذهابهم للكعبة هو الحج الذي يقوم به هؤلاء القوم فهم مؤمنون بالله، ويقوموا بالطواف حول الكعبة ويحجون لبيت الله الحرام ويكونوا أعداد كبيرة جداً من أجل الطواف حول تلك الكعبة.
وأخبره الوزير أيضاً إن هؤلاء الناس بجانب تأدية الحج هم يذهبوا للتجارة حيث يبيعوا منتجاتهم هناك التي أحضروها من مدينتهم، ويقوموا بشراء منتجات من مكة والعودة بها لبلادهم.
عرف الملك من الوزير تلك المعلومات كلها واستخلص من كلامه إن مكة تضم أماكن مقدسة وتجارية أيضاً، لذلك يذهب لها الكثير من الناس وبالتالي عرف أهمية الكعبة في جذب الكثير من الناس وزيادة ازدهار البلد لكثرة التجارة بها من بيع وشراء.
فكرة أبرهة في بناء كنيسة بدلاً من الكعبة
اعتقد أبرهة إن بناء الكعبة تلك لها دور كبير في ازدهار مكة والتجارة بها وبالتالي في حال فكر في بناء مكان ضخم مثلها، سوف يكون هو أيضاً بمثابة مكان لازدهار التجارة في اليمن وتكون مملكته مزدهرة ومليئة بالأموال من كل مكان في العالم.
قام أبرهة بأمر وزيره بأن يحضر له أفضل شخص خبير قوي في بناء الكنائس والمعابد الضخمة والقصور الفخمة، بالفعل قام الوزير بإحضار أحد أهم من يعمل في البناء فطلب أبرهة منه أن يبني كنيسة لا تتشابه مع أي بناء ضخم قام ببنائه من قبل.
أمر أبرهة الشخص الذي يقوم بالبناء والتشييد أن يقوم بتزيين تلك الكنيسة بالذهب والفضة وأن تكون ذو شكل فخم، حتى يحضر لزيارتها العديد من الناس وخاصةً العرب وحينما سأله الوزير سبب تخصيصه للعرب كان رده غريب بعض الشيء.
كان رد الملك إنه يرغب أن تجذب تلك الكنيسة نظر العرب حتى يتركوا الكعبة ولا يقوموا بالحج بها، ويأتوا للحج في تلك الكنيسة والقيام بالتجارة بها وبالفعل خلال وقت قصير تمكن عمال البناء من الانتهاء من بناء كنيسة مبهرة حيث عملوا بكل نشاط وطاقة.
قام أبرهة بدعوة كبار الشيوخ للقبائل والأمراء من أجل زيارة تلك الكنيسة الخاصة به، وخصص نفس الموعد الخاص بالحج لتلك الدعوة ومرت عدة أشهر حتى جاء الموعد الذي قام بتحديده في دعوته ولكن لم يحضر أي شخص نهائياً إليه.
صدم أبرهة بعد أن سأله وزيره حول من قام بالحضور للكنيسة خلال الوقت المحدد، وأخبره الوزير إن لم يحضر أي شخص مما زاد من حقده وغضبه من الكعبة وقرر أن يقوم بهدم الكعبة تلك حتى لا يجد المؤمنون سوى كنيسته لزيارتها.
قرار هدم الكعبة
أمر أبرهة بحضور أقوى وأضخم جيش من الفيلة التي لن يقدر عليها أي أحد، وخرج بكل غضب وحقد مع هذا الجيش وكان في طريقه إلى مكة المكرمة وجد أحد أشراف مكة الذي نصحه بعدم الذهاب وعدم فعل هذا ولكنه لم يقتنع وأصر على فعلته.
قبل أن يصل أبرهة إلى أطراف مكة مر بالعديد من المعارك والتي كسبها كلها دون خسائر، حتى وصل إلى منتصف الطريق وجعل جنوده يستولوا على كل الخيرات التي تتواجد في مكة ويسرقوها.
كان من يحكم مكة خلال هذا الوقت هو عبد المطلب بن هاشم، وكان هو قائد جيش قريش وكان على وشك أن يرسلهم لمحاربة جيش أبرهة.
ولكنه تراجع حينما علم عدم التكافؤ بين الجيشين فجيش قريش أضعف من جيش أبرهة كثيراً وهي معركة خاسرة لهم، خرج عبد المطلب عند علمه بقدوم أبرهة واستقبله أفضل استقبال.
وحينما سأل أبرهة عبد المطلب عن طلباته، فأخبره عبد المطلب ألا يسرق خيرات بلده وخاصةً الإبل الخاصة به وأن يستعيدها مرة أخرى.
كان رد أبرهة في منتهى البجاحة فسأله هل يخاف على بعيره أكثر من خوفه على بيت هو من المفترض بيت دينه ودين أبائه وأجداده ولكن كان رد عبد المطلب أكثر قوة حيث أخبره إنه مسئول عن حماية الإبل ولكن الله عز وجل هو الحامي للكعبة بقدرته.
بالفعل قام أبرهة بإرجاع الإبل كلها لعبد المطلب ولكنه أصر على هدم الكعبة، وبدأ في أخذ جيشه وأفياله الضخمة وتقدم بهم جميعاً للدخول إلى مكة.
دخول أبرهة إلى مكة
بمجرد دخول أبرهة وجيوشه لمكة بركت الأفيال ولم تتحرك نهائياً تجاه الكعبة وكأنها تلقت أوامر من الله ألا تتحرك، ظلوا جنود أبرهة يضربون الأفيال بقسوة حتى تتحرك ولكنها لم تقبل أبداً.
تقدم جنود أبرهة معهم بمفردهم ولكن جاءت المفاجأة وهي جنود من الله عز وجل في هيئة طيور، كانت تلك الطيور تحمل معها حجارة من جهنم في أقدامها وكانت تلك الحجارة أكبر من حجم العدسة وأصغر من حجم الحمصة.
تم إلقاء تلك الحجارة من الطيور ونزلت على الجنود فحولتهم إلى عصف مأكول أي أصبحوا كأنهم ورق من الزرع قد تناولته الدواب وقضت عليه، أي أصبحوا لا وجود لهم وأهلكهم الله جميعاً حتى يصبحوا عبرة لمن لا يعتبر.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الفيل مبسطة للأطفال
- ولادة النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبداية الدعوة حيث كانت ولادته في عام الفيل.
- العظة من ناحية كل من يحاول أن يفكر في الاعتداء على أي مكان مقدس لله عز وجل وخاصةً بيت الله الحرام.
- التعرف على مدى علو شأن وقيمة بيت الله الحرام عند الله عز وجل فلم يقبل بحدوث أي أضرار أو تخريب لها.
- قدرة الله سبحانه وتعالى في الانتقام من أي عدو مهما كانت قوته فالله عز وجل قادر على كل شيء، حيث استخدم الطيور والفيلة كجنود له للانتقام.
في خاتمة موضوعنا حول قصة أصحاب الفيل مبسطة للأطفال، نكون تعرفنا معاً على واحدة من أجمل القصص الدينية للأطفال حول قصة أصحاب الفيل وتعرفنا على أهم الدروس المستفادة والعبر منها ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية.