قصة إسلام خالد بن الوليد
شهد التاريخ الإسلامي واحدًا من الصحابة، الذي اشتهر بقوته، وقدرته الحربية، وخاض الكثير من الحروب، والفتوحات الإسلامية، وهو خالد ابن الوليد، وسنروي اليوم من خلال هذا المقال قصة إسلام خالد بن الوليد، بعد أن كان واحدًا من فرسان قريش، ولكن الله من عليه بالهداية، ودخل الإسلام.
قصة إسلام خالد بن الوليد
بدأت قصة إسلامه بعد صلح الحديبية بين المسلمين وقريش، وكان لخالد أخ مسلم.
وحينما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة، لأداء العمرة، التقى بأخيه.
وسأله عن خالد بن الوليد، وقال له أخيه: الله قادرًا على أن يأتي به.
فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام يوصله لخالد بن الوليد، يحمل مضمونه الدعوة إلى دخول الإسلام.
فظل الأخ يبحث عن خالد بن الوليد، ليخبره بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم يجده، وترك له رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت الرسالة تحمل في آخرها هذا الكلام: (استدرك ما فاتك يا أخي، لقد فاتك مواطن صالحة)، وحينما رأى خالد بن الوليد الرسالة.
وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرح كثيرًا، وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلن إسلامه.
كيف كانت بداية إسلام خالد بن الوليد؟
كانت بداية قصة إسلام خالد بن الوليد في صفر لعام 8هـ، قبل فتح المسلمون لمكة ب6 شهور، وبعد أن أسلم رأى رؤيا في منامه.
حيث رأى في منامه، أنه في مكان ضيق، ثم خرج منه لأرض خضراء واسعة.
وحينما روى منامه لأبي بكر الصديق وهو في المدينة قال له: هذا مخرجك الذي هداك به الله للإسلام.
والمكان الضيق يعني الشرك والضلال الذي كنت فيه، حتى من الله عليك بالإسلام.
وبدأت أولى غزواته مع المسلمين في غزوة مؤتة، وحمل فيها راية الإسلام، وشارك في حروب الردة.
وافتتح دمشق مع أبو عبيدة رضي الله عنه، وقاتل في أكثر من 100 معركة مع المسلمين.
وشهد غزوة حنين، وفتح مكة، وهزم الكثير من الأعداء، حتى أن أبو بكر الصديق جعله أميرًا على أمراء الأجناد.
كيف استقبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إسلام خالد بن الوليد؟
يرجع إسلام خالد بن الوليد إلى أن الله أراد أن يقذف في قلبه الإسلام، بعدما كان يحارب ضد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وحينما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أخيه رسالة تحثه على الدخول للإسلام.
فرح خالد بن الوليد، وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلى عليه الشهادتين.
وكان رد فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أنه تبسم له، وحمد الله على هدايته.
وطلب منه خالد بن الوليد أن يدعوا الله ليغفر له كل ما فعله قبل الإسلام.
وأن يغفر له محاربته لنبي الله، ودعا له الرسول بالفعل، وبعدها شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كل المعارك.
حتى أن الرسول وصفه بأنه سيف من سيوف الله في معركة مؤتة.
كيف كان خالد بن الوليد قبل دخوله الإسلام؟
كان خالد بن الوليد مثل أبيه معاديًا للإسلام، وظهر ذلك جليًا في غزوة أحد، فهو من أبرز الأسباب التي أدت إلى هزيمة المسلمين في تلك المعركة.
فقد التف حول المسلمين في المعركة، وشن حملة على الرماة، والذين قد خالفوا أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتمكن خالد من تفرقة صفوف المسلمين، مما أصابهم بالهلع.
وكان خالد بن الوليد قد وقف ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المسلمين,
حينما أرادوا دخول مكة المكرمة في نفس العام الذي تم فيه صلح الحديبية، وحينما حدث الصلح، وعاد المسلمون لأداء العمرة.
لم يقدر خالد بن الوليد على أن يراهم يطوفون في البيت الحرام، لدرجة أنه خرج من مكة حتى لا يراهم.
ولكن بعدما أدى الرسول صلى الله عليه وسلم العمرة في مكة المكرمة، وأرسل له بالهداية.
وأسلم خالد بن الوليد، وأعلن إسلامه، أصبح يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال عنه أنه ليس بساحر، ولا شاعر، وإنما كلامه حق من كلام رب العالمين.
وأسلم وهو في عمر ال47 عامًا، ولقبه نبي الله صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول.
الدروس المستفادة من تلك القصة
تحمل قصة إسلام خالد بن الوليد الكثير من الدروس، والعبر المستفادة، والتي من أبرزها ما يلي:
- أن الصحابة جميعهم، رضي الله عنهم، أبرز القدوات للمسلمين، فهم من علمونا معنى العزة، والكرامة.
- وأن ذلك يتحقق بالإسلام، والاهتداء بهدى الله، والسير على ما أمرنا به ديننا الحنيف.
- تعلم هذه القصة الأجيال معنى الشجاعة، والإقدام، والبطولة، فخالد بن الوليد مثالًا عظيمًا.
- وقدوة علمتنا فنون الحرب في القتال، وكيف كان يضع خطط منظمة، بنظرة ثاقبة.
- كذلك تعلمنا القصة أن الدين الإسلامي هو الممر، الذي نعبر به من حياتنا الدنيا، إلى الآخرة.
- المؤمن الحق هو من يعمل الأعمال الصالحة، طمعًا في أن ينال رضا الله عز وجل عنه.
- وأن يكون الهدف من الحياة هو كسب رضا الله عز وجل عن أعمالنا.
جديرًا بالذكر، أن قصة إسلام خالد بن الوليد أوضحت لنا أن الشخصيات الإسلامية كان لهم دورًا هامًا في الجانب العسكري، ومن أبرزهم خالد بن الوليد، الذي سيظل قدوة لنا، وسيظل التاريخ يذكر مواقفه الكبيرة في معارك التاريخ الإسلامي.