قصة الإمام البخاري مع أمه

قصة الإمام البخاري مع أمه، الإمام البخاري هو واحد من أهم علماء الحديث في التاريخ الإسلامي كله وهو المعروف بالأحاديث التي تسمى صحيح البخاري حيث قام بجمع أحاديثه في هذا الكتاب.

سوف نتعرف معاً عن مجموعة من التفاصيل الخاصة بقصته المميزة مع والدته المتدينة العظيمة، معنا التفاصيل كلها في موضوعنا التالي وقصتنا المميزة تابعونا.

نشأة الإمام البخاري

ولد البخاري في مدينة بخاري في أوزبكستان عام 194 هجرياً، واسمه الحقيقي هو محمد وله أخ اسمه أحمد كان أبوهما من أطلق عليهما الاسمين اقتداءاً بأسماء نبينا الكريم صل الله عليه وسلم.

كان أبوه اسمه إبراهيم وكان رجل صالح وتقي حيث حج إلى بيت الله الحرام وزار النبي صل الله عليه وسلم، ولكن مع الأسف توفى مبكراً وكان وقتها البخاري محمد وأحمد صغيرين في السن.

تميز محمد البخاري من صغره في عمر العاشرة بإنه حافظاً للقرآن الكريم، كما تلقى العديد من الأحاديث الشريفة وكل أساسيات الدين الإسلامي وما ساعد على هذا  هو طبيعة مكان بخاري فهو كان مركز من مراكز العلم يلتحق بها كل العلماء من كل مكان.

تولت الأم البارة الصادقة المتدينة تربية أبنائها حيث ظلت تهتم بهما وترعاهما، وقامت بتربيتهما أحسن تربية وكأن الأب لم يغب يوماً حتى جاء يوم وفقد محمد البخاري نظره وهو صغير وقد جاءه مرض نادر وتسبب في فقدان بصره بشكل جزئي.

كانت الأم في شدة قلقها على طفلها الصغير الغير مبصر فكانت تحلم بأن يكون له مستقبل باهر، ليتعلم ويسافر ويرى مستقبله وكان منذ صغره يتسم بالذكاء والحكمة وسرعة البديهة والذاكرة القوية التي ساعدته فيما بعد في جمع الأحاديث.

أم البخاري

حينما عملت أم البخاري بمرض ابنها ومن شدة حزنها عليه وعلى حاله، فكان كلما يتحرك يعلق في مكان ما ويقع فأصبح محتاج للمساعدة في كل حركة يتحركها الأمر الذي استصعبته أمه كثيراً.

ألهمها الله عز وجل أن تقوم تلجأ له وتقوم بالدعاء الشديد له بشدة احتياجها خوفاً على ابنها، ظلت المرأة تدعو وتناجي الله سبحانه وتعالى بشكل يومي حتى جاءها يوم بعد مدة طويلة من الدعاء والإلحاح واليقين بالله.

كانت في هذا اليوم تدعي بشدة حتى جاءها نوم سريع وهو سنة من النوم، جاءها سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام وأخبرها بإن الله عز وجل رد بصر ابنها لكثرة دعائها ومناجاتها له يومياً بثقة ويقين.

شعرت بالخوف والرعب من المنام هذا واستيقظت وفي قلبها رجفة لأن الرؤية كان بها بشارة وخير وفير، انتظرت للصباح كي ترى ابنها وحالته الجديدة وبالفعل وجدته استيقظ من نومه ويمشي بمفرده دون مساعدة أو اتكاء.

أبصر محمد البخاري بالفعل وقام ليتوضأ بمفرده مما جعلها تقوم وتصلي لله عز وجل ركعتين، وأخذت ولديها وذهبا للحج من أجل شكر الله عز وجل في مكانه وبيته.

حج الأم مع البخاري وأخوه أحمد

سافرت الأم بصحبة ولديها لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة وكان وقتها في عمر الـ16 عاماً، وبعد تأدية مناسك الحج عادت الأم مع أحمد ابنها مرة أخرى إلى بخاري ولكن تركوا محمد البخاري يكمل بقية تعليمه في مكان الحج.

ظل ستة أعوام من أجل تلقي العلم وكل ما له علاقة بالأحاديث النبوية الشريفة، خلال تلك الفترة قام بجمع الأحاديث وسافر لعدد كبير من الدول العربية الأخرى لهذا الهدف مثل الكوفة ومصر ودمشق وخراسان.

كان خلال هذا السفر لبلدان مختلفة يقوم بجمع الأحاديث وكتابتها بعد التأكد منها بجد واجتهاد للتدوين، وقيل عنه إنه كان لا يكتب الحديث إلا بعد أن يتوضأ ويصلي ركعتين.

أعمال البخاري

ظل لمدة 16 عاماً يتعلم ويذهب للكثير من البلاد وكانت رحلاته شاقة جداً من أجل تلقي العلم، ونتيجة ذكائه واجتهاده وحكمته الكبيرة البالغة تمكن من تأليف كتاب صحيح البخاري أو الجامع الصحيح والعديد من الكتب الأخرى التي تمثلت في 20 كتاب.

بجانب صحيح البخاري له العديد من المؤلفات على رأسها التاريخ الكبير والأدب المفرد، كما نجد التاريخ الصغير والذي كان يتحدث عن تاريخ مصغر لحياة النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه.

قبل أن يقم بكتابة كتابه قام بالكثير من المراجعة والتدقيق والتفحص حتى ظهر للنور بصورته النهائية، حيث جمع حوالي ستة آلاف حديث شريف وكان مدقق قوي له بناء على منهج صارم وقوي.

أصبح كتابه مصدر قوي للكثير من العلماء من بعده، فقد كان كتابه جامع لكل الأحاديث الهامة بعد الفحص القوي وكان أفضل مرجع للرجوع له فهو منذ صغره لديه القدرة على التمييز بين الأحاديث القوية والضعيفة وكان على معرفة بعلل الأحاديث.

بعد أن كبر البخاري تم إطلاق لقب عليه وهو أمير المؤمنين في الحديث، حيث تتلمذ على يده الكثير من العلماء فيما بعد وأصبحوا من أفضل أئمة الحديث مثل الترمذي وابن خزيمة ومسلم بن الحجاج.

وفاة البخاري

توفى البخاري في إحدى قرى سمرقند عام 256 هجرياً،  تلك التي وصل لها بعد أن طرده حاكم بخاري من المدينة حيث اشتد عليه المرض كثيراً بها.

وكان السبب وراء طرده إن الملك يرغب في أن يقوم البخاري بتعليم أبنائه فقط،  ولكن كان يرفض أن يقوم البخاري بتعليم عامة الناس فرفض البخاري هذا الظلم بالطبع الأمر الذي جعله يقوم بطرده من المدينة بأكملها.

الدروس المستفادة من قصة الإمام البخاري مع أمه

  • الإيمان بالله والثقة واليقين في قدراته تصنع المعجزات.
  • ضرورة الاهتمام بحفظ الأطفال للقرآن الكريم خلال عمر صغير.
  • الاهتمام بقدرات الطفل وتنميتها وخاصةً عند ظهور سمات تلك القدرات عليه.
  • التدقيق والفحص الجيد قبل نشر أو كتابة أي كتاب يتم قرائته من قبل الآخرين.

في خاتمة حديثنا حول قصة الإمام البخاري مع أمه، نكون تعرفنا معاً على قصة من أروع القصص التي تدل على قوة الإيمان ومدى قدرة الله عز وجل على أمل أن تكونوا استمتعتم منها بشكل كبير دمتم بخير.

قصص ذات صلة