صلح الحديبية وفتح مكة
صلح الحديبية وفتح مكة من أهم الأحداث التي ميزت التاريخ الإسلامي، وصلح الحديبية حدث نتيجة العمرة التي قرر النبي الكريم محمد معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم الخروج لتأديتها.
ولكن قريش رفضت أن تدخل الرسول إلى مكة، ولهذا قبل الرسول بالتصالح معهم، لأنه رفض أن يعرض دماء المسلمين إلى الخطر، وقبل بالحل السلمي.
صلح الحديبية وفتح مكة
منطقة الحديبية هي أحد المناطق القريبة من مكة، وهي تعرف في الوقت الحالي باسم منطقة الشميسي.
وصلح الحديبية هو صلح عقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش، وتم عقد هذا الصلح في ذي القعدة من العام السادس هجرياً.
وكان الهدف من هذا الصلح هو إنشاء هدنة بين المسلمين ومشركي قريش، وكانت مدة هذا الاتفاق هي عشر سنوات.
كان سبب هذا الصلح أو الاتفاق هو الاعتداء الذي قام بني بكر بن مناة على بني خزاعة.
وكان قد تم الاتفاق على صلح الحديبية في منطقة قريبة من مكة، وهو كان الحل الأمثل، والأصح للمسلمين في ذلك الوقت، وكان نقص الصلح هو السبب في فتح مكة.
شاهد أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام والخضر كاملة
سبب صلح الحديبية
السبب الرئيسي وراء عقد صلح الحديبية هو المنام الذي رآه الرسول في نومه صلى الله عليه وسلم.
حيث رأى نفسه يطوف حول الكعبة، لذا رغب في زيارة الكعبة الشريفة هو مسلمين آخرين.
وكذلك بيت الله الحرام، لذا اجتمع وفد من المسلمين عند الرسول الكريم، وأعربوا عن نيتهم للدخول إلى مكة لقضاء مناسك العمرة.
كانوا يحلقون رؤوسهم تماماً كما رأى سيدنا محمد رسول الله في المنام، وافق الرسول الكريم بالفعل على طلب الوفد، وذهبوا إلى مكة.
خرج المسلمين إلى مكة حيث كانت في ذلك الوقت المقر الرسمي لكفار قريش وأعداء الإسلام ورسوله.
ذهب مع المسلمين الرسول الكريم، وبعضاً من العرب، وكذلك الأنصار، وكان إجمالي عدد الأشخاص ألف ونصف شخص.
كان الرسول غائب عن المدينة المنورة هو عدد من كبار الصحابة، الذين ذهبوا معه في هذه الرحلة.
لذا عين هناك نميلة بن عبد الله ليكون خليفة حتى يحين موعد عودته من مكة، لذا بدأ الرسول الكريم رحلته بنية واضحة.
وهي أنه ينوي أداء العمرة هو المسلمين، وليس لديه أي نية في الحرب مع قريش.
استعداد قريش لقتال الرسول
لكن بالرغم من نية الرسول الواضحة في الدخول إلى مكة في سلم، إلا أن قريش كان لها نية أخرى، حيث التقى الرسول الكريم في طريقه بسفيان الكعبي.
الذي قال له أن قريش تنوي وتستعد إلى قتاله، ولن يسمحوا له أبداً بالدخول إلى مكة عن طريق السلم.
وكان في مقدمة جيش قريش هو خالد بن الوليد، الذي سيصبح فيما بعد سيف الله المسنون، وحاول أن يمنع الرسول والمسلمين من الدخول لمكة.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا هود عليه السلام مختصرة
قرر صلح الحديبية
جاء وقت التفاوض مع كفار قريش عندما لم تأت الطرق السلمية ثمارها، وخاصةً بعد أن أرسل الرسول الكريم عثمان بن عفان للتفاوض مع قريش ولم يعد.
وشاع خبر قتله هناك، لهذا ذهب الرسول إلى كفار قريش، واتفق معهم على عقد صلح الحديبية.
والتي قرر بنوده كل من قريش والرسول صلى الله عليه وسلم.
ولكن كان هناك عدد كبير من المسلمين لم يكونوا موافقين على الكثير من البنود التي جاءت في الصلح.
بنود صلح الحديبية
شمل صلح الحديبية العديد من البنود، ومن أهمها ما يلي:
- توقف جميع المعارك والغزوات بين كل من المسلمين، وبين كفار قريش لمدة عشر أعوام كاملة.
- وقف أعمال العنف مثل الحروب المفتعلة، والخيانة، وكذلك الاغتيال للمسلمين أو كفار قريش.
- مجيء أي شخص من قريش إلى الرسول دون علم لهم بذلك يجب أن يرده رسول الله، والعكس غير صحيح.
- حيث إذا أتى أحد المسلمين إلى قريش ليس من الضروري أن يقوموا برده.
- جميع القبائل تمتلك الحق في اختيار دينهم، وعلى هذا دخل بني خزاعة في عهد المسلمين.
- بينما دخل بنو بكر في عهد قريش.
- ليس للمسلمين عمرة هذا العام، ولكنهم يمكنهم العودة العام القادم.
- يدخل المسلمين مكة غير مسلحين بأي شيء سوى السيف.
غدر قريش وفتح مكة
نقض صلح الحديبية بعد ذلك لأن كفار قريش اتفقوا مع بني بكر على قتال قبيلة بني خزاعة، وذلك خلال فترة انشغال المسلمين بالدعوة والفتوحات.
وقتل على أثر هذا الاتفاق حوالي ثلاثة وعشرين شخص، لذا خطط الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم سرًا لمهاجمة كفار قريش ودخول مكة وفتحها.
وذلك لأن قريش نقضت العهد، ولم يخبر الرسول أحد حتى لا تعرف قريش خطته.
وبالفعل فتحت مكة في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة، وبالفعل انتصر المسلمين.
الدروس المستفادة من صلح الحديبية
نذكر فيما يلي أهم العبر المستفادة من صلح الحديبية، ومنها ما يلي:
- أن يكون هناك حزم عند خرق الطرف الآخر العهد.
- إمكانية الاستغناء عن الشكليات في سبيل الحصول على الثمرة الحقيقة.
- يمكن أن يكمن الخير فيما يمكن أن يظنه المسلم شرّا.
- يجب أن يطيع الشخص ولي الأمر العادل.
- الدبلوماسية في بعض الأحيان ليست ضعف.
تابع من هنا: قصة إبليس مع سيدنا آدم عليه السلام
صلح الحديبية وفتح مكة هما حدثين مهمين للغاية في التاريخ الإسلامي، وذلك لأن كل منهما مترتب على الآخر، عقد صلح الحديبية بسبب خوف قريش من فتح المسلمين لمكة، وفتحت مكة بسبب نقض قريش لبنود الصلح.