قصة نجاح محمد علي كلاي

قصة نجاح محمد علي كلاي، النجاح لا يقتصر على مجال واحد فقط بل يمتد أيضاً ليصل لمجموعة من المجالات الكثيرة والتي على رأسها مجال الرياضة ومعنا قصة نجاح واحد من أهم الشخصيات الرياضية وهو محمد علي كلاي.

محمد علي كلاي مثال حي للشخصيات التي يجب أن نتخذها جميعاً قدوة لنا، فهو أسطورة في عالم الملاكمة حيث صنف كونه أعظم الملاكمين حول العالم وعلى مر التاريخ قصته معنا بالتفصيل.

نشأة محمد علي كلاي

ولد محمد علي كلاي في عائلة متوسطة الحال وكان من أصحاب البشرة السمراء، أما اسمه بالكامل هو كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور في عام 1942م في يوم 17 يناير.

نشأ في مدينة لويفل في مدينة كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، وظهر حبه للرياضة في وقت مبكر من عمره حيث بدأ في ممارسة رياضة الملاكمة في عمر الثانية عشر عاماً في أحد الصالات الرياضية في نفس المدينة الخاصة به.

ولد محمد علي كلاي في وقت كان هناك تنمر شديد لأصحاب البشرة السمراء حيث كان في زمن العنصرية، وكان هناك اضطهاد لمن هم بشرتهم سوداء في الولايات المتحدة الأمريكية مما جعله يعاني في طفولته بصورة كبيرة من التنمر.

اتخذ كلاي مثال حي له في الرياضة وهو الملاكم الأفريقي شوجر راي روبنسون، ومنها أصبح جاداً بشكل كبير تجاه رياضة الملاكمة التي أصبحت كل طموحاته في حياته منذ الصغر.

أصبح من أهم الهواة نجد إنه في عمر ال16 عاماً تمكن من تطوير مهاراته وفاز في أول مباراة خاصة به للهواة، وقد كان لديه قدرات هائلة ومتفوقة فكان سريع في حركة يديه وقدميه.

ومن بعدها تمكن للوصول تحت قيادة مدرب الملاكمة الأسطوري أنجيلو داندي، والذي ظل يقوم بتدريبه حتى استطاع توصيله للمسابقات العالمية في الملاكمة.

احتراف محمد علي كلاي للملاكمة

تمكن من إحراز العديد من الألقاب على المستوى المحلي وأيضاً المستوى الوطني، حيث تمكن من الحصول على الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية في عام 1960م عن الوزن الخفيف الثقيل مما زاد من رغبته للاحتراف في رياضة الملاكمة.

استطاع بكل سهولة أن يحصل على الانتصار القوي بالضربة القاضية في 19 مباراة متتالية، تمكن بكل سهولة من صدمة الجميع وإثارة الدهشة في نفوسهم حينما تمكن من التغلب على بطل العالم في الملاكمة وهو سوني ليستون.

بعد فوزه الساحق على بطل العالم في الملاكمة تمكن من الحصول على اللقب الخاص ببطل العالم لملاكمة المحترفين لأول مرة بحياته الخاصة بالوزن الثقيل، ومن هنا تمكن من إحراز رقم قياسي كأصغر ملاكم في العالم يحقق لقب البطول عن عمر 22 عاماً.

كان أول ملاكم يحمل لقب بطل العالم الخاصة بفئة الوزن الثقيل في شكل متتالي وتمكن من خوض حوالي 61 مباراة، تمكن منها من الفوز في 56 مباراة انتصاراً ساحقاً حيث كانت منها 37 مباراة الفوز بها بالضربة القاضية وخسر فقط في خمس مباريات.

كانت لديه مباراة قوية جداً في عام 1971م والتي كان يطلق عليها اسم ملاكمة القرن وهي كانت واحد من أشهر مبارياته حيث واجه بها جو فريزر، وخسر بها كلاي مقابل فوز جو فريزر.

ولكن في عام 1973م تمكن كلاي من مقابلة كين نورتن وإحراز فوز ساحق عليه وهو ملاكم من الدرجة العليا فهو ملاكم في الوزن الثقيل، ومن بعدها واجه فريزر مرة أخرى وانتصر عليه انتصار ساحق.

مباراة المواجهة في الغابة

هي واحدة من أشهر المباريات الخاصة بكلاي حيث كانت تلك المباراة اسمها المواجهة في الغابة في زائير، حيث كان من المتوقع خسارته في تلك المباراة من قبل الجميع ولم يتوقع أحد فوز كلاي نهائياً.

كان السبب وراء هذا التوقع هو مواجهته للملاكم القوي جو فورمان المعروف بقوته وجبروته، ولكن على عكس المتوقع تمكن من الفوز الساحق على فورمان من خلال خطة ذكية للغاية.

كانت خطته تعتمد على التدقيق والتدريب والتكتيك مع التدريب المكثف دون راحة، وتمكن كلاي بلا شك ورغماً عن توقعات الجميع ضده من النجاح القوي والفوز الساحق عليه ليس هذا فقط بل تم تصنيف تلك المباراة بإنها أعظم لحظة رياضية في التاريخ.

تمتع كلاي بمهارات لم يتمتع بها أحد غيره والتي تميزه عن الجميع حيث كان يصف نفسه دائماً بإنه يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة، فقد كان صاحب أقوى وأسرع لكمة في العالم حيث كانت تعادل القوة الخاصة بها حوالي ألف باوند.

سحب اللقب من كلاي وقرار اعتزاله

قام كلاي بإعلان إسلامه وأصبح متعارف عليه باسم محمد علي كلاي كما رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية الخاصة بالجيش للولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان هذا في حرب فيتنام حيث كان له رأي أخر في تلك الحرب.

كان رأي كلاي في تلك الحرب هو الاعتراض عليها كحال الكثير من الأمريكيين المواطنين، الأمر الذي جعله يتعرض لموقف صعب وهو سحب كل الألقاب الخاصة به والتي حصل عليها خلال حياتة الرياضية.

ولكن سرعان ما تم إعادة تلك الألقاب له مرة أخرى بعد سحبها منه، مما جعله يتربع على عرش الملاكمة داخل الولايات المتحدة الأمريكية بل وفي العالم كله أجمع.

من الجدير بالذكر أن نعلم إن محمد علي كلاي بمجرد إعلان إسلامه كان مدافعاً قوي لمباديء الإسلام كلها، وكان ضد العنصرية تجاه الأشخاص أصحاب البشرة السمراء ومن بعدها لجأ إلى الزواج والإنجاب من أجل إنشاء أسرة متدينة مستقرة.

من بعد مسيرة طويلة وكلها نجاح قرر كلاي الاعتزال نهائياً عام 1981م ومن هنا تم إطلاق لقب رياضي القرن عليه، وقد كانت في شكل جائزة مقدمة له من مجلة سبورتس ايلاستريتد.

صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية قد أجروا استفتاء ومنه حصل على نفس اللقب وهو رياضي القرن، حيث فاز به بشكل ساحق على مجموعة من أهم الرياضيين المرشحين معه على رأسهم دييغو مارادونا.

وفاة محمد علي كلاي

أصاب كلاي مرض الشلل الرعاشي أو ما يطلق عليه اسم مرض باركنسون، ومن هنا بدأت مشكلاته الصحية تتوالى عليه وتأتي بشكل متتالي.

ظل في هذا المرض مع مجموعة من المتتابعات الأخرى حتى دخل إلى المستشفى يوم 2 يونيو عام 2016م، وتوفى في اليوم التالي من دخوله للمستشفى أي يوم 3 يونيو عام 2016م وانتهت حياته الأسطورية.

الدروس المستفادة من قصة نجاح محمد علي كلاي

  • التفكير الإيجابي يزيد من فرص النجاح بل ويخلقها أيضاً للإنسان.
  • الإصرار على القرار الصحيح طالما هو صحيح ومناسب بالنسبة للإنسان حتى ولو الجميع يرى بإنه قرار خطأ.
  • ضرورة أن يمتلك الشخص الفكر الناضج الشجاع والروح القتالية في مختلف الأمور.
  • أهمية أن يظل الشخص مهتم بالمعتقدات الخاصة به والإيمان بها تماماً.
  • العمل على الموهبة التي يمتلكها الإنسان وتطويرها حتى تزداد وتنضج.

في خاتمة حديثنا حول قصة نجاح محمد علي كلاي، نكون تعرفنا معاً على واحدة من أجمل وأعظم القصص الخاصة بنجاح الملاكم العظيم محمد علي كلاي الملقب بالأسطورة بالنسبة للكثير من الناس على أمل أن تكونوا استفدتم منها بشكل كبير دمتم في أحسن حال.

قصص ذات صلة