قصة الأسد المريض
تعد قصة الأسد المريض من ضمن مجموعة القصص والحواديت التي يحبها الأطفال، كما أن في تلك القصة الكثير من الأحداث الطريفة والدروس التي يمكن للأم نقلها للطفل بشكل جميل، لتعلمه بعض من القيم الإنسانية.
قصة الأسد المريض
في يوم من الأيام كان هناك أسد قوي وشجاع يحكم غابته بالظلم والقوة، وكانت جميع الحيوانات تخشى بأسه، بل كانوا يستعدون لمجرد سماع صوته أو زئيره.
كان هذا الأسد سريع جدا وقوي البنية يخرج في كل صباح للصيد، فكان ينقض على فريسته.
كان يمتلك الأسد مخالب حادة جدا وأسنان قوية تجعله يمزق فريسه ويأكل فيها حتى يشبع.
بعد أن ينتهي من طعامه تأتي الحيوانات الضعيفة وتأكل ما يتبقى من ذلك الأسد الجبار.
تمر الأيام ولا يزال الأسد يزيد من جبروته وبطشه على الحيوانات.
حيث كان جميع من في الغابة يخشى غضبه ويتحاشى مواجهة، مرت الكثير من السنوات على الأسد، حتى تحول الأسد المتغطرس إلى حيوان كبير في السن لم يقدر على الحركة ولا يمكنه الصيد.
ظل الأسد في كهفه وحيدا وحزينا يفطر في حاله وكيف له أن يؤمن قوت يومه، وهو على هذه الحالة من التعب والكبر.
فهو لم يكن لديه القدرة على الخروج من كهفه كي لا تعرف الحيوانات بحجزه ومرضه فتذهب هيبته والخوف منه، كما أنه كان يخشى لو علمت الحيوانات بحالته تستهزئ به وتتجرأ عليه.
شاهد أيضًا: قصة الأمير والفقير
حيلة الأسد للحصول على الطعام
بعد تفكير طويل من الأسد اهتدى لفكرة عبقرية تجعله يؤمن قوت يومه من خلالها.
وفي الوقت نفسه لم يفقد هيبته وخوف الحيوانات منها، وكانت تلك الفكرة هي أن يخفي الأسد أمر كبر سنه.
وعدم قدرته على الصيد والاكتفاء بإذاعة خبر مرضه، ولأن جميع الحيوانات تخشى بطشه فيأتون لزيارته والاطمئنان على صحته والدعاء له بالشفاء العاجل.
خاصة أن الأسد قد وعدهم بأن من يرسل من أحدا من أفراد أسرته فقد آمن نفسه من غضب الأسد وبطشه.
وبذلك بدأت الحيوانات تتواجد على كهف الأسد بشكل يومي دون الخوف منه.
فقد وثقت الحيوانات في وعد الأسد بعد ما كانت لا تجرؤ على الاقتراب من عرينه، حتى من بعيد خوفا منه.
وهكذا ظلت الحيوانات تتواجد على عرين الأسد، ففي كل صباح تذهب مجموعة من الحيوانات جديدة، ومتنوع لزيارته والاطمئنان على صحته.
ما عدا الثعالب فقد لاحظ الثعلب أن هناك آثار أقدام الحيوانات عند الدخول، وليس هناك أي آخر لأقدام خروج الحيوانات من العرين، فأخبر أصدقائه بالأمر.
وما أن يدخل الحيوان لكافة الأسد حتى ينقض عليه، وينشب أظافرك في عنق.
ويحوله لفريسة يأكل منها حتى يشبع، مضت عدة أيام على مرض الأسد.
ولكنه كان سعيدًا بحيلته الذكية التي تمكن من خلالها تأمين طعام يومي طازج ولذيذ ودون أن يتعب الأسد في الإلحاق به لصيده.
اقرأ أيضًا: قصص تربوية هادفة للأطفال
نجاة الثعلب من حيلة الأسد
في يوم من الأيام جاء دور الثعلب والذي كان يعلك بأمر الحيوانات التي كانت تزوره، ولكنه مضطر إلى زيارة الأسد.
وفي أثناء ذهاب الثعلب للكهف، انتاب الثعلب الشعور بالخوف من ملاقاة الأسد، وبدأ بتجهيز الكلام المعسول الذي سيلقيه على مسامع الأسد.
حتى لا يطوله بطش الأسد وغضبه وما أن وصل الثعلب لباب كهف الأسد، حتى لاحظ أن هناك الكثير من آثار الأقدام للحيوانات.
كما قال له صديقه، ولكن تلك الآثار هي للحيوانات وهي تدخل الكهف.
وليس هناك أي أثر لخروج أي منهما فجميع الحيوانات تدخل ولا تخرج، فوقف الثعلب على باب الكهف ولم يدخل للأسد المريض.
ويسأله عن صحته ولكنه اكتفى بالسؤال عليه من الخارج.
فسأله الأسد لماذا تقف خارج الكهف هلا دخلت إلى هنا لتطمئن على صحتي عن قرب.
ونقضي بعض الوقت سويا لأنسى مرضي وألمي، ضحك الثعلب كثيرًا، وقال للأسد كنت أتمنى ذلك.
ولكنني لا أريد أن أسألك سؤال لما لا أرى أي آثار لأقدام الحيوانات.
وهي تخرج من كهفك، فلم يجيب عليه الأسد، وفهم مقصد الثعلب من سؤاله والتزم الصمت.
فأكمل الثعلب كنت أتمنى الدخول للكشف، والاطمئنان على صحتك عن قرب.
ثم أكمل الثعلب ولكني لا أرغب في أن يكون مصير أثر أقدام مثل آثار أقدام الحيوانات الأخرى.
ونجا الثعلب من خطة الأسد المريض وهو ما يجب أن يتعلم البشر.
الدروس المستفادة من قصة الأسد المريض
هناك بعض من الدروس التي يجب أن نتعلمها في حياتنا ومن المواقف التي دائمًا ما يمر بها الإنسان لعل من أهمها ما يلي:
- ضرورة التخطيط لأي موضوع قبل الاقدام عليه والنظر إليه من جميع الاتجاهات، حتى لا يقع الشخص في أي مشكلة.
- كما أنه من الضروري جدًا عدم الثقة المطلقة في أي شخص مهما كانت درجة القرب بين الشخصين.
- وذلك لأن تلك الثقة العمياء يمكن أن تؤدي بالإنسان إلى الهلاك.
- الخوف المستمر والزائد عن الحد يجعل الإنسان يتحول لشخص جبان.
- ويصبح من السهل الإيقاع به، لذا فإنه من الضروري أن يتحلى الإنسان بالشجاعة.
- ويستخدم ذكاءه في الخروج من مخاوفه.
تابع من هنا: قصة حيوانات الغابة جميلة بالصور
وبذلك يكون انتهى حديثنا عن قصة الأسد المريض والتي تعرفنا فيها على قصة ذلك الأسد الظالم، فهو كان قاسي، وهو بكامل صحته وعند مرضه لم يكف عن أذيته، بل استخدم عقله وأصبح أكثر دهاء وقسوة.