قصة قوم عاد

قصة قوم عاد الذين أرسل إليهم الله عز وجل إليهم سيدنا هود عليه السلام، واحد من أفضل الأنبياء الذين جاءوا للدعوة لله وحده لا شريك له، المميز في قوم عاد أنهم كانوا من الشعوب العربية.

وكانوا متيمين بعبادة الأصنام، حيث كانت أصنامهم هي أجدادهم، وكبار هذه القبيلة، حيث يرجع اسم قوم عاد إلى واحد من كبار هذه القبيلة وهو نفسه يدعى عاد.

قصة قوم عاد

قوم عاد هم أحد الشعوب العربية الذين كانوا يعبدون الأصنام،وهم ينتمون في الأصل إلى عوص بن أرم بن سام بن نبي الله نوح عليه السلام.

كان هؤلاء القوم يأخذون من الأحقاف مساكن، وهناك اعتقاد سائد أنهم كانوا موجودين بين كل من عمان واليمن.

وكانت عاصمة بلادهم هي مدينة إرم، وهذه المدينة يظن أنها موجودة في الربع الخالي بين السعودية وكذلك اليمن الجنوبي.

تميزت حياة هؤلاء القوم بأنها كانت حياة مليئة بالرفاهية حيث كان يملكون قصوراً شامخة.

وخيرات عديدة، وبالرغم من أن هذه الأمور هي من نعم الله عليهم إلا أنهم ظلوا يتخذوا من الأوثان آلهة للعبادة.

وكانت الآلهة الخاصة بهم ثلاثة وهم هباء وصمود وصداء، وهذا الأمر يتماشى مع قوم نوح عليه السلام الذين عبدوا.

كذلك أوثاناً تعرف بالأسماء التالية (ود وسواع ويعوق ويغوث ونسرا).

دعوة سيدنا هود لقوم عاد

بعد أن بُعث نبي الله هود عليه السلام إلى قوم عاد حتى يدعوهم إلى دعوة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

قام بتذكرهم بعذاب يوماً عظيم وهو يوم القيامة، لذا كان ردهم على ذلك هو الاحتقار والتكذيب.

وقاموا بوصف سيدنا هود بأوصاف بشعة مثل أنه شخص طائش، وسفيه بالرغم من قوله إنه رسول من الله جاء للنصح.

نهاية القول لم يستمع قوم عاد إلى جميع نصائح سيدنا هود عليه السلام، ولم يشكروا الله سبحانه وتعالى على النعم التي يملكونها.

بل أصبحوا منغمسين في الشهوات أكثر.

شاهد أيضًا: قصة هود عليه السلام

هلاك قوم عاد

كان الهلاك هو مصير قوم عاد المحتوم جراء رفضهم النصح من سيدنا هود عليه السلام، لهذا سلط الله عليهم بلاء الجفاف والقحط الشديد.

وبعد ذلك توجهوا إلى عبادة الأصنام مرة أخرى وذلك حتى يستغيثون بها.

ولكن في حقيقة الأمر كانت هذه الاستغاثة في ضلال.

حيث قال تعالى (قَالُواْ يَهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيَ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ).

ذات يوم ظهرت سحابة ضخمة الحجم وكانت مجتمعة في السماء.

لذا ظن قوم عاد أنها مساعدة وفرتها لهم الآلهة وأن السماء سوف تمطر، لذا تجمعوا جميعهم تحتها.

وفي حقيقة الأمر كانت السحاب حاملة ريحًا صرصرًا عاتية، وجعلت هذه الرياح الباردة والقوية قوم عاد وكأنهم رميم.

حتى أنها هدمت مساكنهم، واستمر عذاب قوم عاد لمدة سبعة ليالي وثمانية أيام.

اقرأ أيضًا: قصة النبي سليمان للأطفال

قصة قوم عاد في القرآن الكريم

ذكرت قصة قوم عاد في العديد من الآيات القرآنية الكريمة، وذلك حتى يوضح الله لعباده الأمثال من خلال العباد الذين عاشوا قبلهم، وفيما يلي الآيات التي ذكرتهم:

  • أهم الأمور التي ميزت قوم عاد أنهم كان يملكون أنعام كثيرة.
    • وكذلك بنين، وجنات، وعيون، وجاء ذلك في قول الله تعالى (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
  • كذلك ذُكر أنهم كانوا يأخذون من الأحقاف مسكن.
    • وذلك في قوله تعالى: (وَإذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ.
    • وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
  • ذكر عنهم كذلك أنهم قاموا ببناء مدن شاهقة وكبيرة الارتفاع.
    • وذلك في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ).
  • كان لهم أيضاً صروح مرتفعة، وقصور عملاقة، حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ).
  • جاء ذكر عذابهم الأليم في قول الله سبحانه وتعالى (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ، فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ).

الدروس المستفادة من قصة قوم عاد

ندرك من قصة قوم عاد وسيدنا هود عليه السلام العديد من الحكم والعبر والدروس المستفادة التي على المرء أن يرجع نفسه حتى يتأكد من أنه تفهم هذه الآيات ومنها، ما يلي:

  • اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى.
  • التوكل على الله في جميع الأمور، تماماً كما فعل سيدنا هود” عليه السلام “.
  • القوة والطاقة والجبروت ما هي إلا نعم من الله سبحانه وتعالى.
    • لذا عندما يسئ المرء استخدام هذه النعم تنقلب إلى نقم يمكن أن تتسبب في هلاكه.
  • دعوة الله هي خير سبيل لنصرة الحق وإظهاره وتحض الباطل وزهقه.
  • أن الله لا يهمل الظالمين، حتى وأن الله عز وجل يمهلهم، ولكنه لن يهملهم أبداً.
  • لله سبحانه وتعالى لديه حكمة من كل شيء.
    • حتى عندما يتأخر الله عز وجل في الاستجابة للدعاء.

تابع من هنا: قصة هلاك قوم عاد

قصة قوم عاد وهود عليه السلام تعلمنا الصبر على النصر من الله سبحانه وتعالى، وكذلك يعتبر واحد من أعظم الدروس المستفادة من هذه القصة أيضاً هو الصبر على الدعاء.

حيث قال الله تعالى:” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ “.

قصص ذات صلة