قصة أصحاب الأخدود

قصة أصحاب الأخدود عي قصة ذُكرت في القرآن الكريم في سورة “البروج” تدور أحداث هذه القصة عن ملك ظالم قام بتعذيب شعبه وحفر لهم الأخاديد وألقى فيها من آمن بالدين الإسلامي.

وتعتبر هذه القصة مثالًا عظيمًا على التضحية من أجل نصرة الإسلام، والتمسك بالدين مهما كانت العواقب، وفيما يلي توضيح لهذه القصة بالتفصيل.

من هم أصحاب الأخدود؟

أصحاب الأخدود هم قوم من النصارى، يرجع أصلهم إلى اليمن، عاشوا في الفترة ما بين بعثه سيدنا عيسى وسيدنا محمد – صلّ الله عليه وسلم –.

وتم تسميتهم بهذا الاسم نسبًة إلى الأخاديد التي قام الملك بتكوينها وإشعال النيران فيها وألقى فيها كل من دخل الدين الإسلامي.

شاهد أيضًا: قصة نملة سليمان عليه السلام

مكان أصحاب الأخدود

جاء في الأثر أن هذه القصة قد وقعت في مدينة “نجران” وذلك على صفاف وادي نجران لي سبة الجزيرة العربية، وكانت هذه المدينة تسمى سابقًا “رقمات”.

حيث دارت أحداث هذه القصة خلال عهد مملكة “حمير” والتي انتهت 525م.

ومن هنا فإن أحداث قصة أصحاب الأخدود وقعت في المملكة العربية السعودية في وادي نجران.

فذلك الوادي يحتوي على حفرة عميقة جدًا موجودة بين سلسلة جبال ضخمة.

وهذا المكان تحديدًا هو الدي كان يتم فيه تعذيب أصحاب الأخدود بسبب إيمانهم بالله.

بداية القصة

بدأت قصة أصحاب الاخدود على يد ملك ظالم ادّعى الربوبية وفرض على الناس عبادته، وأخذ هذا الملك في نشر الظلم والفساد داخل المملكة.

وكان يعتمد في ذلك على ساحر يساعده في خداع الناس، حتى يستمر الجهل منتشر في البلاد.

ولكي يبقى الحكام بمساعدة الساحر ملوكًا يتحكمون في الناس، وبمرور الأيام والسنوات أصبح الساحر رجًلا عجوزًا فذهب إلى الملك.

وطلب منه أن يبحث له عن غلام كي يعلمه فنون وشعوذه السحر، وحتى يكون مساعدًا للملك بعد وفاة الساحر.

وذلك بسبب خوفه من أن يموت فجأة وادفن معه أسرار السحر وأساليبه.

وبالفعل أعجبت هذه الفكرة الملك الظالم، وبدأ يبحث عن غلام ذكي لديه القدرة على تعلم السحر وشعوذته في فترة قصيرة.

الصراع بين الراهب والساحر

استمر الملك الطاغية في البحث لقترة طويلة حتى وجد غلام ذكي وكلفه بأن يتعلم جميع المهام من الساحر.

وبالفعل بدأ الساحر تعليم الغلام أساليب وفنون السحر وفي كل مرة يُبدي إعجابه الشديد بذكاء الغلام وسرعة استجابته حيث أنه يمتلك عقل مستنير ومتفتح.

إلا أن هذا الغلام في كل مرة يذهب فيها للساحر كان يلفت انتباهه رجل يجلس في منزله، ويبدو عليه أنه رجل صالح.

وفي يوم من الأيام جلس الغلام مع هذا الرجل الصالح، وبدأ يسأله عن الدين الذي يتعبه وطريقة عبادته.

وبمرور الوقت أحب الغلام الرجل الصالح، ولكنه لم يحكي للساحر أي شيء يتعلق بهذا الرجل.

وبدأ الغلام في الذهاب إلى الرجل الصالح، لكي تعلم منه أمور الدين، وذلك قبل أن يذهب للساحر.

وبمجرد أن يذهب الغلام إلى الساحر متأخرًا يغضب عليه غضبًا شديدًا ويصرخ في وجهه ويضربه ضربًا مبرحًا.

وأيضًا كان الغلام يتأخر في رجوعه إلى المنزل فيغضب أهله، ويقومون بضربه بسبب تأخره.

واستمر الوضع بهذه الطريقة لفترة طويلة، وفي يوم من الأيام بكى الغلام للرجل الصالح، وأخبره بما يحدث.

لأن يشعر كان يشعر بالراحة عند الرجل الصالح، وعندما شكى الغلام للرجل نسح له دموعه وبشره بأنه وجد خلًا مناسبًا له.

حيث قال له عندما يسألك الساحر عن سبب التأخير قل له أن أهلك قد منعوك من الخروج وبهذا فلا يضربك.

وإن سألك أهلك عن سبب التأخير قل لهم بأن الساحر السبب، وبالفعل كان هذا هو الحل المناسب الغلام المسكين، حيث امتنع أهله والساحر عن ضربه.

اقرأ أيضًا: قصة مالك بن دينار وابنته

ماذا حدث في بالدابة التي اعترضت طريق الناس؟

عندما كان يسير الغلام في طريقه وجد دابة تعترض الطريق، فقال الغلام سوف اتأكد اليوم من على حق الساحر ام الراهب.

فأمسك بحجر ودعا الله إن كان الراهب على حق تقتل الحجر هذه الدابة، وبالفعل عندما ألقى الغلام للحجر توفقت الدابة.

وبعد ذلك ذهب الغلام للرجل الصالح وأخبره بما حدث، فقال له الراهب أن قد بلغ مرتبة عظيمة من الإيمان.

وأن الله منحه كرامات تساعده في نشر الدعوة ومنها شفاء المريض ورد بصر الأعمى وإبراء الأبرص.

موقف الملك الظالم من الراهب والغلام

عندما علم الملك الظالم بهذا الموضوع، حيث قال له جليس بأنه شفي من المرض بعدما دعا له الغلام.

وهنا شعر الملك بأن هذا الموضوع يهدد بقاءه في العرش، فقام بالذهاب إلى الراهب الملك وقتله.

وبالنسبة الغلام قد اتبع أساليب أخرى معه لتخويفه وتعذيبه، إلا أن الله سبحانه وتعالى كان ينجيه في كل مرة.

في كل مرة كن يحاول الملك الظالم قتل الغلام كان يفشل، حتى أصيب الملك باليأس.

فقال له الغلام أنه لن يستطيع قتله إلا بالطريقة الذي يحددها بنفسه.

والغرض من بلك ليس رغبة الغلام في الموت إلا أنه أراد أن يثبت للجميع أن الله عز وجل وحده القادر على ذلك.

قال الغلام الذكي للملك أنه لن يتمكن من قتله إلا عنما يتجمع الناس في مكان واحد.

ويقوم بصب الغلام عصا ورميه بالسهم، قائلًا (باسم الله رب الغلام).

وبالفعل قام الملك بتنفيذ ذلك الملك، وسقط الغلام ميتًا، ثم ارتفعت الكثير من الأصوات (آمنا برب الغلام).

فغضب الملك وطلب من الجنود حفر الأخاديد وإشعال النيران فيها، وإلقاء كل من يُصر على التمسك بالدين الإسلامي.

الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأخدود

  • التمسك بطاعة الله عز وجل حتى لو كانت طاعته سترهق البدن أو ستؤدي إلى الهلاك الدنيوي.
  • الدعاء قادر على تغيير مسار الأحداث.
  • الصراع بين الحق والباطل سيظل مستمر.
  • عدم الخوف من شيء في سبيل الله.

تابع من هنا: قصة الأضحية للأطفال

إن قصة أصحاب الأخدود من القصص المؤثرة التي تترك أثرًا جميلًا عند كل من يستمع إليها، لذلك يجب الاعتماد على مثل هذه القصص

قصص ذات صلة