قصة العجوز والبحر

قصة العجوز والبحر من القصص التي يعشقها الأطفال نظرًا لما فيها من خيال واسع، وإصرار على النجاح، كما ينبغي عليك أن تسمح لطفلك أن يتوقع الأحداث بنفسه عندما تقرأ له قصة.
لتنمية الخيال لديه، واتساع الإدراك، ومن فوائد القصص أيضًا أنها تنمي اللغة عند الأطفال، كما أنها تساعدهم على الفصاحة، ولباقة اللسان.
قصة العجوز والبحر
تدور أحداث هذه القصة حول رجل عجوزًا اسمه سانتياغو، حيث كان رجلًا قويًا وماهرًا في الصيد عندما كان شابًا.
وفي أحد الأيام قابل سانتياغو في طريقه شابًا يدعى مانولين الذي سمع عن ذلك العجوز كثيرًا.
ولهذا طلب الشاب من الشيخ الكبير أن يكون رفيقه في رحلات حياته، حتى يكتسب منه الكثير من حمته، وخبرات حياته.
وما كان من هذا الشيخ إلا أن وافق على طلبه، وكان يساعده بخلاصة خبراته التي اكتسبها من الحياة.
وذات يوم شعر سانتياغو بالأسف على نفسه لم يعد يصطاد منذ فترة طويلة بسبب كبر سنه.
وقرر أن يذهب ليصطاد بمفرده دون أن يرافقه الشاب مانولين، وقد ركب البحر في طريقه إلى الصيد.
وكان يحدث البحر، ويخبره أنه لا يخافه، ويذكره بأنهم أصدقاء من زمن طويل.
والطيور كانت دائمًا في خدمته، حيث كانت تخبره بمكان الأسماك، فيرمي سنارته لكي يصطاد.
وأثناء صيده، أمسكت سمكة ضخمة بسنارته، ولكنه لم يستطع أن يقاوم ذلك، وكانت السمكة تريد الهرب من السنارة.
ولهذا كانت تشد القارب بقوة في طريق سيرها، وظل الشيخ ثلاثة أيام في البحر، حتى تمكن من اصطياد سمكة المارلين، وربطها في القارب، وعزم على العودة.
وفرح العجوز بذلك، وفرحت معه الطيور، ولكن لم تكتمل فرحته بذلك، حتى اجتمع عليه أسماك القرش التي تشتهي هذه السمكة.
ولم يستطيع مقاومتهم، حتى قضوا عليها فلم يعود إلا بهيكلها، فربطها في القارب إلى جانب منزله، ودخل لينام ويرتاح بعد سفره الطويل.
وفي الصباح عندما رأى أهل القرية قارب العجوز تعجبوا كثيرًا أنه استطاع صيد هذه السمكة الكبيرة وهو شيخٌ كبير، وهذا التعجب الذي أبداه أهل القرية أبدل حزنه فرحًا.
اقرأ أيضًا: قصة العجوز وضيوفها الثلاثة !
الدروس المستفادة من قصة العجوز والبحر
بعد أن ذكرنا قصة العجوز والبحر نستعرض بعض من الدروس المستفادة من هذه القصة، والتي يمكنك أن تعلمها لطفلك، أو تجعله يستنتجها بنفسه، ومنها:
- ينبغي أن نستمر على ممارسة هواياتنا، والثقة بقدراتنا، مع مراعاة الحذر جيدًا، والثقة في ضعف الإنسان كلما كبر.
- تحمل مسؤوليات، ومهام على قدر قوتنا، وعلى قدر طاقتنا، فلا نحمل أنفسنا فوق طاقتها، حتى لا نعرضها للهلاك.
- قد لا يمكن للإنسان أن ينجح في أمرًا أصر على القيام به، ولكن المحاولة شرفًا له ينبغي أن يعتز به أمام نفسه، وأمام الآخرين.
- علينا أن نكتسب الخبرات من من هم أكبر منا سنًا، وعلمًا، وخبرة؛ فينبغي أن يكون لك مثلًا أعلى تقتضي به، وتأخذ منه ما ينفعك خلال مسيرة نجاحك، وإنجازاتك.
- الإنسان الناجح غالبًا ما يكون ناجحًا حتى مع كبر سنه سيظل بارعً، وسيظل يمتلك المهارة التي تعلمها في الصغر.
- الأمل هو وحده من يستطيع أن يعطينا نبض في الحياة، فمن لا يحلم يكون ميتًا.
- أن لا تأمن لصبحة البحر بشكل مستمر، فقد تغلبك أمواجه، وتجتمع عليك أسماكه الضخمة، فالبحر صديق وفي، ولكن في بعض الأحيان يكون سبب هلاكك.
- المثابرة، والإصرار على الوصول إلى النجاح مهما كانت هناك صعوبات تقف حجر عثرة بينك وبين ما تريد أن تصل إليه، فعليك أن تحاول أكثر من مرة، حتى إذا فشلت في المرات الأولى.
- لعلك تنجح في المحاولة الأخيرة، فما دام فيك نبض ينبغي أن يكون فيك أمل.
شاهد أيضًا: قصة جحا وجارته العجوز من نوادر جحا المضحكة
من هو مؤلف قصة العجوز والبحر
مؤلف هذه القصة هو إرنست ميلر همينغوي، وهو كاتب أمريكي مشهور.
ورغم أنه في بداية حياته كانت مشاعر الإحباط واليأس، والتشاؤم هي التي تسيطر عليه.
إلا أنه استطاع التخلص من ذلك، وحل مكان اليأس الأمل، وعبر عن القوة العقلية للإنسان الذي يستطيع التحكم في تصرفاته.
ومشاعره، وردود أفعاله خلال هذه القصة التي كانت تسيطر عليها مشاعر الأمل .
القيمة الأدبية لقصة العجوز والبحر
لقد حصل إرنست همنغواي على جائزة نوبل بسبب هذه القصة التي أظهرت قيمة أدبية كبيرة في عالم الأدب.
حيث صور فيها المؤلف الصراع الذي يعيشه الإنسان خلال رحلة حياته.
كما أنه استخدام أساليب بلاغية غاية في الروعة والجمال، حيث جعلنا نشعر أن الطيور والأسماك لها عقلٌ تفكر به.
كما أن هذه القصة أثبتت قيمة الإنسان، وتمييزه بالعقل، وأنه مهما مر عليه الزمن، فهو سيد الموقف.
والمسؤول الأول عن أفعاله وسلوكياته، وأن الأمل لا يستطيع أحد أن يبثه داخلك، ما لم تمنحه أنت لنفسك، فهذه الرواية كانت بمثابة تحفة فنية تبين لنا قيمة أنفسنا وكيفية الثقة بها، وبقدراتها.
والكيفية التي يمكننا بها أن نزيد من خبراتنا، ونطور مهاراتنا كأن نستفيد من خبرات الآخرين.
وتجاربهم في الحياة مثلما فعل الشاب مع الشيخ العجوز، عندما طلب منه أن يلاحقه خلال رحلة حياته.
تابع من هنا: قصة العجوز والبحر قصة ورائعة
وبهذا نكون قد وضحنا أحداث قصة العجوز والبحر وبينا أهم الدروس المستفادة منها، كما وضحنا قيمة هذا العمل الفني.
وكيف وضح الكاتب العلاقة بين عقل الإنسان وجسده ونفسه، وكيف يستطيع أن يزرع الأمل في روحه، وأن يؤمن بقدراته ومواهبه، وأنه يستطيع مهما كبر سنه مع احترام ضعفه في هذه المرحلة.