قصة الحمار والحصان
قصة الحمار والحصان تعد من القصص التي تعطي عبرة كبيرة عن التعاون، وعدم الأنانية وحب النفس، فمن خلالها يستطيع الطفل أن يتعلم كيفية مشاركة الغير في أعمالهم ومساعدتهم.
فما أجمل الأطفال وبراءتهم التي لا مثيل لها، فهذه القصة البسيطة، سوف تؤثر فيهم وتدفعهم نحو الأفضل.
قصة الحمار والحصان
تدور أحداث تلك القصة بين الحمار والحصان كالتالي:
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان كان هناك حمار وحصان يعيشان معًا في بيت واحد في قرية صغيرة قريبة من بحيرة كبيرة.
وكان الحمار ضعيف وهزيل، بينما كان الحصان قوي، ويتمتع بالصحة، والسرعة.
وكان صاحب البيت رجل فقير لديه أربعة أولاد يعيشون معه هو وزوجته، ويحتاجون إلى طعام كل يوم، ولكن الرجل كان فقير وليس لديه مال كثير.
حيث كان يعمل في غسل الملابس لبقية أهل القرية مقابل سعر بسيط يشتري به طعام لأولاده.
فقد كان يأخذ منهم الملابس يوميًا يغسلها، وفي اليوم الثاني يعيدها لهم.
وكان هذا الرجل يحمل الملابس على ظهر الحمار، وهو ذاهب إلى أصحابها حتى يعطيها لهم، وكان يركب هو على ظهر الحصان القوي.
وهكذا في كل يوم وتمر الأيام على هذا الحال، حتى أتى فصل الصيف، وكان حينها الطقس شديد الحرارة.
وعلى الرغم من ذلك كان كلًا من الرجل والحمار والحصان يقومون بعملهم على أكمل وجه دون ملل أو تعب أو شكوى، فكل واحد راضٍ بعمله وسعيد.
ألم الحمار وتكبر الحصان
شعر الحمار بالألم والتعب وسقوط على الأرض، وكان الحصان مغرور وأناني لذا رفض مساعدته، وتدور الأحداث كما يلي:
في يوم من الأيام كان الطقس حار بدرجة كبيرة، وأشعة الشمس حارقة، وضع الرجل ملابس كثيرة على ظهر الحمار.
وركب هو على الحصان وصار في طريقه، حتى يصل إلى أصحاب الملابس ويعيدها إليهم.
وكان الحمار يتألم كثيرًا من شدة العطش والحر الشديد، فطلب من صديقه الحصان أن يأخذ جزء من الملابس، ويحملها معه حتى يخفف عنه الحمل.
لكنه رفض وتكبر عليه وقال له أنا عملي أن أحمل الرجل فقط، وهذا عملك أنت.
عليك أن تتحمل عملك ولا تشكو، وحينها حزن الحمار كثيرًا لمعاملة الحصان له، لأنه لم يتخيل أبدًا أنه سوف يتخلى عنه هكذا.
اقرأ أيضًا: قصص مسلية للأطفال قبل النوم
نهاية غرور الحصان
وكان لمعاملة الحصان القاسية مع الحمار السبب في نهاية غروره كالآتي:
صار الحمار يمشي في طريقه وهو يقاوم الألم والحمل الثقيل، وظل يلهث من العطش، والحر الشديد.
لكنه لم يستطع التحمل لوقت أكثر فسقط على الأرض من التعب والإرهاق، وحينها نزل الرجل مسرعًا إليه وقال له ماذا أصابك، فرد عليه قائلاً.
بأن الحمل ثقيل للغاية وأنه لم يستطع تحمله هو والعطش الشديد الذي يشعر به، وأخبر الرجل بأنه متعب بشكل كبير، ولا يستطيع حمل الملابس مرة أخرى.
شعر الرجل بالحزن على ما فعله في الحمار، واعتذر له وقال له لا تحزن، وذهب إلى البحيرة، وأحضر له وعاء فيه ماء بارد حتى يشرب.
وظل يمسح على رأس الحمار وظهره، حتى يخفف عنه بسبب الألم الشديد الذي كان يشعر به.
وأخذ الرجل الملابس ووضعها كلها على ظهر الحصان، وربطها بقوة مثلما كان يحملها الحمار بالضبط.
وحينها علم الحصان مدى ثقلها، وأن الحمار كان معذور عندما طلب منه مساعدته، فتألم الحصان وظل يلهث، وهو يمشي وكان يتألم من شدة العطش.
فقال لصديقه الحمار أنا آسف لك على ما صدر مني من غرور وأنانية، وأنني لم أفكر إلا في نفسي فقط.
ولكن الحمار كان طيب القلب وقال له لا بأس عليك، ولكن عليك أن تعلم أن الغرور صفة سيئة تضر صاحبها أكثر من نفعها.
وأنت إذا كنت وافقت على طلبي كان زمنًا نحمل الملابس معًا ولا يتألم أحد فينا.
وأخبره بأن التعاون يعطي روح جميلة من المشاركة بين الأصدقاء، ويساعدهم في انقضاء أعمالهم بسرعة كبيرة وبكل إتقان.
وحينها حمل الحمار جزءًا من الملابس، وصار في طريقه هو الحصان فرحين بتعاونهم معًا.
شاهد أيضًا: قصة الأمير والفقير
الدروس المستفادة من قصة الحمار والحصان
تتمثل الدروس المستفادة من تلك القصة كما يلي:
- التعاون صفة جميلة لابد أن يتبعها الجميع في قضاء أعمالهم، حتى تنتهي بسرعة بدون ألم وتعب.
- الغرور والأنانية أقبح ما يمكن أن يتصف به الإنسان، وتجعل الناس يبتعدون عنه.
- الاعتراف بالخطأ لا يقلل من شأن الإنسان، بل يزيد من قدره في نظر الآخرين.
- العمل يحتاج إلى الصبر والكفاح، حتى يستطيع الإنسان الوصول إلى ما يريد.
- يجب على الإنسان أن يشارك الآخرين آلامهم وأحزانهم مثلما يشاركهم أفراحهم.
- لذا يجب عليه أن يقف بجانب من يحب في وقت شدته.
- الرحمة مطلوبة بين البشر كافة وكذلك الحيوان، فالرحمة تشمل كل الكائنات الحية.
- لذلك يجب أن يرحم الإنسان القوي من هم أضعف منه، ولا يقسو عليهم.
تابع من هنا: قصص وحكايات الأميرة والوحش
وفي ختام قصة الحمار والحصان نتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بأحداثها المشوقة والمثيرة، حيث أن قصص الحيوانات من أجمل ما يمكن روايته للأطفال لسهولة تخيلها، وخاصًة إن كان الطفل يحب الحيوانات.