قصة الحمار المغرور
قصة الحمار المغرور واحدة من أنسب القصص التي يمكن أن تقصونها على أطفالكم، حيث من خلالها يستطيعون أن يتعلموا معنى التواضع والأخلاق الكريمة، فما الغرور إلا صفة سيئة يتحلى بها كل شخص متكبر وسيء الخلق.
لذا عليكم أن تختاروا القصص الهادفة التي من خلالها يمكن توصيل معنى جميل للأطفال، وتعد القصص من أسهل السبل، التي يمكن من خلالها توضيح ما تريدون تعليمه لصغاركم.
قصة الحمار المغرور
تعتبر هذه القصة من القصص الخيالية الجميلة المكتوبة بأسلوب سهل وشيق، وتعد أبطال هذه القصة من الحيوانات، وذلك حتى يستطيع الطفل فهمها، وتدور أحداثها كما يلي:
كان يا ما كان ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام يحكى أن كان هناك فلاح طيب يتصف بالأخلاق الحسنة.
وكان هذا الفلاح لديه حظيرة يوجد بها حيوانات كثيرة مثل الحمار، والبقرة، والجاموسة، والماعز، والأغنام.
بالإضافة إلى الطيور كالدجاج، والبط، والوز، وكان يوجد بها أيضًا قطط كثير.
كان يعيش مع تلك الحيوانات حمار قوي ومغرور، كان دائمًا مدلل من صاحب الحظيرة.
فكان يأكل كما يشاء وينام كما يشاء، لذا كان منبوذ من باقي أصدقائه، لأنه متكبر ومغرور.
شاهد من هنا: قصة الحمار الذكي والثور الكسلان
سبب حب الفلاح للحمار
كان الفلاح يحب حماره بشدة، ويرجع سبب حب الفلاح للحمار كما يلي:
ذلك كان بسبب اهتمام الفلاح الزائد به، لأنه يستخدمه في قضاء حوائجه وأعماله اليومية.
حيث كان دائمًا يصحبه معه إلى السوق، ليضع البضائع على ظهره.
كما كان يأخذه معه أيضًا إلى النهر، حتى يضع على ظهره جرار المياه، حتى يحملها إلى المنزل.
ولذلك كان يحبه كثيرًا، ويهتم به أكثر من باقي الحيوانات، فقد كان يركب على ظهره، عندما يكون ذاهبًا إلى أي مكان حتى.
وإن كان الجو شديد الحرارة، وعلى الرغم من ذلك لم ينزعج الحمار يومًا من الرجل، وكان يتحمل لأقصى درجة.
ونتيجة لذلك أصبح الفلاح يحبه بشكل كبير، ويعطي له ألذ طعام من الشعير والبرسيم.
وكان يرتب ما فوق ظهره ويمسح على رأسه بحنان عندما يقدم له الطعام بكل حب، وكان يحضر له الماء البارد حتى يشرب ويصبح سعيد.
غرور الحمار مع الآخرين
كانت معاملة الفلاح الطيبة للحمار السبب في تكبره وغروره، وكان معاملته له كالتالي:
كان الفلاح يترك الحمار طليق في الحظيرة، دون أن يضع حبل في رقبته أو يربطه ويقيد حركته، مثل باقي الحيوانات.
ولكن مع الأسف هذه المعاملة الحسنة جعلته يتكبر على باقي أصدقائه، بدلًا من أن يتعلم الطيبة، والأخلاق مثل الفلاح.
فكان دائمًا يسخر من أي حيوان آخر من أصدقائه، وكان كثير الضحك عليهم، وكان أيضًا يذهب، ويأتي في الحظيرة دون أن يهتم بأمر أحد.
حيث كان يفكر في راحته فقط وكان يضرب من يلومه ويقترب منه، ولا يشغل باله بألم وحزن أحد.
وفي يوم من الأيام كان الحمار يمشي وهو متعالي ورافع رأسه وفخور بنفسه، وفجأة أقترب منه خروف صغير وأصطدم به، فرفع الحمار صوته.
وهو منزعج قائلًا، من قال لك تمشي بجواري هل تساوي نفسك بي ألم تر من أنت أيها الخروف الصغير قليل الحجم.
وحينها ذهب الخروف الصغير إلى أمه وهو يبكي، وقص عليها ما صدر من الحمار.
ولذلك اجتمعت الحيوانات كلها وذهبوا إليه، حتى يلومونه على فعلته السيئة مع الخروف.
ولكنه سخر منهم ولم ينتبه لكلامهم وقال لهم، أنتم تغارون مني، لأني أفضل منكم، والفلاح يحبني أكثر منكم.
اقرأ أيضًا: قصة ممتعة للأطفال جلد الحمار
الحمار المغرور كسر البيض
كان لكسر البيض الفضل في رجوع الحمار إلى عقله، وذلك حدث كالتالي:
وفي يوم من الأيام جاء الفلاح ومسح على ظهر الحمار وقال له، أريدك أن تمشي ببطء.
لأني سوف أضع على ظهرك كمية كبيرة من البيض التي سأبيعها في السوق، ولا أريدها أن تنكسر وأخسر ثمنها.
قال له الحمار أمرك يا سيدي، وذهبا في طريقهما إلى السوق، وأثناء ما كان الحمار يمشي سمع صوت ينادي من الأسفل.
أحترس أحترس حتى لا تدوس على ظهري، لكن الحمار لم يهتم وأستكمل طريقه، وأثناء ما كان يمشي داس على زهرة جميلة كانت توجد في الأرض
وفجأة خرجت نحلة صغيرة وطارت إليه وقالت له ألم أقل لك أحترس هيا اعتذر لي.
فضحك الحمار ساخرًا منها وقال لها، أتريدينني أن اعتذر منك أيتها النحلة الصغيرة والضعيفة.
فقررت أن تقرصه النحلة بقوة حتى تعلمه درس في الأخلاق، وحينها صرخ بقوة وجرى بسرعة.
وبسبب ذلك وقع الفلاح على الأرض وانكسر البيض، فضربه الفلاح بقسوة.
وعاد به إلى الحظيرة وربطه، وحينها عرف الحمار أن الغرور نهايته ألم ووجع وكره من الآخرين.
في نهاية المطاف قام الحمار بالاعتذار لكل أصدقائه على أفعاله السيئة معهم.
الدروس المستفادة من قصة الحمار المغرور
هناك بعض الدروس التي يمكن للطفل أن يستفيد منها ويتعلمها، يمكن حصرها في النقاط الآتية:
- الغرور صفة سيئة، تجعل الإنسان يتكبر على الآخرين، ويبتعد عنهم.
- المغرور منبوذ من كل الناس الذين يعيشون حوله، فلا يقتربون منه، ولا يضحكون ويلعبون معه، حيث يفضلون تجنب معاملته السيئة لهم.
- الشخص المغرور لابد من أن يواجه الألم، والمعاناة في حياته.
- يعيش المغرور في وحدة وعزلة عن الآخرين، ولا يستمتع معهم بالحياة، لأنه يراهم أقل منه.
- الغرور يؤدي بالإنسان إلى الفشل، والذل في النهاية.
- الاعتذار والاعتراف بالخطأ سمة من السمات الجميلة، التي لابد أن يتحلى بها الإنسان، حتى يحبه الآخرين.
تابع أيضًا: قصة الغراب والحمار وظلم بني البشر
وهكذا نكون وصلنا إلى نهاية قصة الحمار المغرور التي يمكنك أن تحكيها لطفلك بأسلوب سهل ومبسط.
فالغرور يجعل الإنسان يظلم غيره ويعامله أسوء معاملة، وهي صفة تختلف تمامًا عن ثقة الإنسان بنفسه، فما أجمل قصص الأطفال المليئة بالحكم والمواعظ.