قصة عمر بن الخطاب مع بائعة اللبن
قصة عمر بن الخطاب مع بائعة اللبن هي واحدة من القصص التي تعرف أطفالنا الصغار على الأخلاق الحميدة التي كان يتحلى بها ثاني الخلفاء الراشدين.
والذي تم تسميته بالفاروق لكونه يميز بين الحق والباطل وكان من أشهر الصحابة المحيطين برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه واحد من العشرة المبشرين بالدخول إلى الجنة، ومن أشهر القادة في تاريخ الإسلام.
قصة عمر بن الخطاب مع بائعة اللبن
كان في عصر الخليفة عمر بن الخطاب يوجد العديد من بائعي اللبن الذين يعملون على إضافة الماء على اللبن من أجل كسب المزيد من المال وما حدث كان كالتالي:
زادت هذه الظاهرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، مما جعل المسلمون يلجؤون إليه ويشتكون من ذلك الأمر حتى يجد لهم حلول لهذه المشكلة.
أرسل الخليفة عمر بن الخطاب منادي يبلغ الناس في الأسواق، ويحذر البائعين من العقاب في حالة إضافة أحدهم الماء على اللبن.
حيث كان يقول (يا بائعي اللبن لا تشوبوا اللبن بالماء، وتغشوا المسلمين، ومن يقوم بفعل هذا فيعاقبه أمير المؤمنين عقابًا شديدًا).
كان عمر بن الخطاب يذهب من حين إلى أخر، وتمشى داخل البلاد من أجل الاطمئنان على أحوال الرعية والمسلمين.
وذات يوم وهو يفعل ذلك ذهب إلى أطراف المدينة مع واحد من خادميه، ومشوا لمسافة طويلة حتى شعر بالتعب ثم جلسوا بجانب أحد البيوت.
سمع أمير المؤمنين السيدة التي تسكن في ذلك البيت وهي تطلب من ابنتها أن تضيف الماء على اللبن.
لكن الفتاة رفضت وقالت لها ألا تسمعي ما كان يقوله منادي خليفة المسلمين، حيث أوصانا ألا نضيع الماء على اللبن.
شاهد أيضًا: قصة أويس القرني في بر الوالدين
الجزء الثاني من القصة
رفضت الفتاة إضافة الماء على اللبن وقالت لها والدتها أننا في مكان لا يرانا فيه أحد ولا عمر ولا المنادي الخاص به وكررت طلبها بإضافة الماء إلى اللبن وما حدث كان كالتالي:
رفضت الفتاة للمرة الثانية وضع الماء على اللبن، وقالت لوالدتها اني لا أعصى سيدنا عمر في الخفاء.
وأطيعه في العلن حتى وإن كان لا يرانا سيدنا عمر فإن الله سبحانه وتعالى على دراية بكل ما نفعله.
سمع الخليفة عمر بن الخطاب كل الحوار الذي دار ما بين الأم وابنتها.
وقام بوضع علامة على باب البيت الخاص بهم حتى يستطيع معرفته فيما بعد.
وذهب إلى منزله وفى اليوم التالي طلب من أحد الخدام أن يعرف حالة هذه الفتاة وهل هي متزوجة أم لا.
ذهب الخادم ليسأل عن الفتاة وأمها وعرف أنها أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي.
وهي غير متزوجة حالياً وتعيش في المنزل مع أمها الكبيرة في السن التي تعمل في بيع اللبن.
اقرأ أيضًا: قصة طليحة بن خويلد الأسدي
الجزء الثالث من القصة
أحضر سيدنا عمر بن الخطاب أولاده الثلاثة وهم عبد الرحمن، عبد الله، وعاصم، وقام بسؤالهم هل هناك أحد منهم يريد زوجة له وكان الرد كالتالي:
رد عبد الله أنه متزوج ولا يريد أن يتزوج مرة ثانية، وكذلك الحال بالنسبة لعبد الرحمن، بينما قال له عاصم أنه غير متزوج.
ويريد زوجة له وطلب منه أن يتزوج الفتاة الموجودة لديه، عاصم بن عمر بن الخطاب كان من المسلمين الصالحين الذين يتمتعون بالأخلاق الطيبة.
كما أنه اشتهر بالفصاحة في قول الشعر وعاش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقام بذكر العديد من الأحاديث النبوية نقلاً عن أبيه أمير المؤمنين.
قام سيدنا عمر ابن الخطاب بتزويج ابنه عاصم من هذه المرأة حسنة الأخلاق التي رفضت خلط الحليب بالماء.
وأنجب منها عاصم ابنتان الأولى هي ليلى عاصم بن عمر بن الخطاب، والثانية هي حفصة بنت عمر بن الخطاب.
عاشت عاصم مع هذه المرأة حياة إسلامية وتم تربية بناته على الطريقة الدينية وكانوا من الصالحين.
وعندما كبروا تزوجت ليلى من عبد العزيز بن مروان الذي يعتبر أحد الخلفاء الأمويين.
وأنجبت منه عمر بن عبد العزيز وكان يحمل نفس صفات جده.
وأصبح خامس الخلفاء الراشدين من شدة عدله وورعه مثل الخليفة الفاروق.
الدروس المستفادة من القصة
قصة عمر بن الخطاب مع بائعة اللبن تحتوي على العديد من الحكم والعبر التي يجب تعلمها أشهرها ما يلي:
- يجب عدم الغش في البيع والتجارة لأن ذلك من الأمور التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى.
- وعلينا أن نتعامل بأمانة وصدق مع الغير، ولا نقبل إلا بالرزق الحلال.
- كل شخص راع ومسئول عن رعيته مثلما كان يفعل الخليفة عمر بن الخطاب حيث كان يعمل على قضاء حوائج المسلمين ويعمل على حل مشاكلهم.
- علينا الحرص على طاعة الرب في السر والعلانية، وألا نظهر عكس ما بداخلنا ونتعامل بنفاق.
- الزواج يكون من صاحبة الأخلاق التي تتحلى بالأخلاق الطيبة.
- حتى يستطيع الشخص أن يؤسس معها منزل على أساس سليم وتحسن تربية الأبناء.
- التعامل في أي أمر أو موقف يجب أن يكون بالرجوع إلى الله وتعاليمه.
- مع الحرص على تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في كل أمر.
تابع من هنا: قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان
أوضحنا قصة عمر بن الخطاب مع بائعة اللبن وأهم الدروس المستفادة منها، والجدير بالذكر أن هذا الخليفة هو من أسس التقويم الهجري وساعد في زيادة مساحة الدولة الإسلامية.
وتم تسميته بأمير المؤمنين، وكان معروف بخصاله الحميدة بين الناس أشهرها العدل، وكان شديد الورع ويخاف الله في كل تصرف يقوم به.