قصة النمرود بن كنعان

ذكر القرآن الكريم قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود، وكان النمرود واحدًا من المفسدين، المتكبرين في الأرض، وكان النبي إبراهيم عليه السلام يحاول أن يدعوه للإيمان بالله، ولكنه كان كافرًا، ومصرًا على الضلال، وسوف نحكي اليوم قصة النمرود بن كنعان كاملة من خلال السطور التالية.

قصة النمرود بن كنعان

كان النمرود يدعي أنه هو الإلهة، فكان إبراهيم عليه السلام يدعوه بأن يؤمن بالله عز وجل، الواحد الأحد.

حتى وإن إبراهيم عليه السلام خرج ذات يومًا مع الناس لجلب المؤن من النمرود.

وكان كلما ذهب إليه أحدًا يسأله النمرود: من ربك؟، فيجيبه الشخص: أنت.

ولكن حينما سأل النمرود إبراهيم عليه السلام: من ربك؟ فقال له إبراهيم: ربي الذي يحي ويميت.

وأشار العلماء أن النمرود قام بعمل مناظرة مع إبراهيم بعدها، فلما قال له إبراهيم عليه السلام.

أن ربه الله الذي يحي ويميت، فقام النمرود بالإتيان برجلين، وأصدر حكمًا على واحدًا منهم بأن يقتل الآخر، فقتله.

وقام بإطلاق سراح الآخر لأنه نفذ أوامره، ولما رأى إبراهيم محايلته على تحقيق نجاح المناظرة بصورة مخادعة.

قال له إبراهيم، فإن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأت أنت بها من المغرب، وهنا أفحم إبراهيم عليه السلام النمرود، وبهت.

بعدما غلبه إبراهيم عليه السلام في المناظرة.

شاهد من هنا: قصة الحاكم النمرود و البعوضة باختصار

كيف نال النمرود جزاء كفره وطغيانه في الأرض؟

يقال أن النمرود تعذب 400 سنة، وذلك من خلال بعوضة دخلت في منخاره.

وظلت تعذبه طوال تلك السنوات، ثم أهلكه الله بعدها، وذلك وفقًا لتفسير ابن الأثير.

وفي تفسير آخر للسمرقندي، قال أن البعوضة ظلت في رأس النمرود 40 يومًا.

وظلت تأكل من دماغه حتى هلك، ويقال أن الله أهلكه بالنار، والله أعلم.

قصة نمرود وسيدنا إبراهيم عليه السلام في القرآن

لم يذكر اسم النمرود بشكل صريح في القرآن الكريم، ولكن قصته مع سيدنا إبراهيم هي المشار إليها في قول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

قصة أخرى للنمرود مع إبليس لعنه الله

كان النمرود في مكان به مجموعة من النساء، ودخل عليه رجلًا أحدبًا، ويرتدي ثياب لونها أسود.

فتعجب النمرود من دخول هذا الرجل إلى قصره، وفي الحجرة الخاصة باستحمامه.

ثم قال له هذا الأحدب بسخرية: أنت من يحكم الأرض ومن عليها؟! فغضب النمرود بشدة من قول هذا الأحدب، وأمر الجنود بأن يقتلوه.

ثم أمر النمرود بقتل النساء أيضًا الذين شهدوا هذه الواقعة، وسمعوا كلام الأحدب عن النمرود.

ثم بعد ذلك اتجه النمرود لحجرته، ولكنه فوجئ بوجود الأحدب الذي أمر بقتله في غرفته.

فتعجب وذهل، وقال له: أأنت الأحدب الذي أمرت بقتله منذ قليل؟

فرد عليه وقال له: أنا أمير النور، وإذا كنت ترغب في أن تستمر في حكمك لهذه الأرض.

عليك أن تراني بالهيئة الحقيقية لي، فوافق النمرود، وتحولت هيئة الرجل إلى جسم طويل، وكبير، مقزز، ومليء بالشعر.

فتعجب النمرود، وقاله له: من أنت؟ وكيف تحولت هيئتك لذلك؟ فرد عليه: أنا إبليس، وأمره بالسجود.

اقرأ أيضًا: قصة قارون مع موسى

ماذا طلب إبليس من النمرود؟

وطلب منه إبليس أن يسجد له مقابل أن يعطيه السلطان، والقوة، وهذا أول لقاء بين إبليس والنمرود.

وقد وافق النمرود على السجود له، وباع له روحه، مقابل حصوله على السلطان والقوة.

وظل إبليس لعنه الله يعلمه السحر، وعلمه كيف يتقنه، حتى أصبح ساحرًا عظيمًا، ويفعل كل ما يرغب به باستخدام السحر .

حتى أن إبليس قد أمر النمرود بقتل أبيه، ليصير حاكمًا للبلاد، وقد وافق النمرود، وفعل ذلك.

وتخلص من والده، وزاد استكباره في الأرض منذ تعلمه السحر، وظل يدعي الألوهية، ويعذب من لا يؤمن به.

وظل يغزو الممالك، حتى أصبح ملكًا ل7 أقاليم باستخدام السحر، وقام بصنع تاج من الذهب لرأسه.

حتى أن النمرود قد استخدم هذا السحر حينما قام بالمناظرة، مع إبراهيم عليه السلام.

ولكنها بائت بالفشل، بعد أن أفحمه إبراهيم، وتحداه أن يأتي بالشمس من المغرب.

الدروس المستفادة من قصة النمرود

لا شك أن قصص القرآن الكريم تحمل في طياتها الكثير من العبر والمواعظ، النافعة لنا في الحياة.

ومن أبرز الدروس المستفادة من قصة النمرود بن كنعان ما يلي:

  • العبد الذي يثق في قدرة الله عز وجل، ينبغي أن يتمسك بالحق، ولا تبع الطاغي، والجبار في الأرض، وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى قادرًا على خسف هذا الطاغي، والجبار، ولو بعد حين.
  • العبد ضعيف، مهما أوتي من قوة، وسلطان، ولذا عليه طاعة الله عز وجل.
    • ولا يدعي ما ليس فيه ليبرز قوته، وطغيانه في الأرض، فالله قادرًا على أن يخسف بالعبد الذي يدعي شيئًا الله وحده قادرًا على فعله.
  • غالبًا ما تكون نهاية كل ظالم، وجاهل، ومتكبر، ومغرور هو الهلاك المروع من الله عز وجل.

تابع أيضًا: قصص من التاريخ الإسلامي

جديرًا بالذكر، أن النمرود أول من تعلم السحر على يد إبليس لعنة الله عليه، ونشأ في بابل، وقد شهد عصر النمرود بالازدهار، والرخاء.

وبنى النمرود له برجًا عظيمًا يعرف ببرج “بابل”، وعاش فيه حياة مرفهة، وكان ذلك قبل توليه حكم البلاد، حتى أهلكه الله جزاء أفعاله، وكفره كما ذكرناها في مقال اليوم عن قصة النمرود بن كنعان.

قصص ذات صلة