قصة السيدة هاجر وبئر زمزم

قصة السيدة هاجر وبئر زمزم من القصص التي تحمل معها العديد من العبر والدروس التي ينبغي أن نقتدي بها في حياتنا اليومية، كما أن ماء زمزم من المياه المباركة التي لها فوائد عظيمة نوضحها خلال التالي، كما سنضع سرد مختصر لقصة السيدة هاجر يمكنك الاستفادة منها، وتطبيقها في الحياة اليومية.

قصة السيدة هاجر وبئر زمزم

بدأت هذه القصة عندما سافر سيدنا إبراهيم عليه السلام هروبًا من قومه الطاغين الذين أرادوا حرقه، كما أنهم استمروا على عصيانهم.

ولهذا هرب منهم، ثم أراد بعد ذلك أن يتزود الطعام فشد الرحال إلى مصر نظرًا لما بها من خيرات.

وكان ذلك برفقة زوجته السيدة سارة التي طمع فيها فرعون مصر فأخذها له نظرًا لشدة جمالها.

وكان كلما اقترب منها دعت الله فيصرع صرعًا شديدًا، ثم يطلب منها أن تدعو الله ليذهب ما حل به.

وتكرر ذلك عدة مرات، حتى علم فرعون بأن الله عز وجل حفظ سارة فأطلق سراحها وأهداها جارية لها كانت تدعى هاجر.

وكانت سارة لا تلد فقد عاشت سنوات عديدة مع سيدنا إبراهيم دون أن تلد منه.

ولهذا وهبت السيدة سارة هاجر لإبراهيم حتى تلد له ابنًا، وبالفعل دعا النبي الله سبحانه وتعالى ليرزقه الولد.

ويظهر ذلك في قول الله تعالى: {رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم} (الصافات:100-101)، وأنجبت له إسماعيل عليه السلام.

وعندما غارت السيدة سارة من هاجر وابنها أمره الله عز وجل بأن يأخذ زوجته هاجر.

ويذهب بها إلى مكة المكرمة حيث الصحراء الخالية من الطعام والشراب، ولا يذهب إليها إنسان.

ورغم ذلك لم يعترض النبي على أمر الله عز وجل وأطاع ربه وذهب بزوجته وابنه إلى مكة.

شاهد من هنا: قصة السيدة العجوز والدب الأبيض

قصة بئر زمزم

دخل نبي الله إبراهيم مكة المكرمة برفقة زوجته هاجر وابنهما إسماعيل عليهما السلام.

وكانت مكة حينها صحراء جرداء لا ماء فيها ولا طعام، ورغم ذلك ترك النبي السيدة هاجر مع ولدها في هذا المكان.

فتبعته قائلة: أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي لا يوجد فيه شيء، وكررت ذلك كثيرًا.

فلم يلتفت لها حتى قالت: آلله الذي أمرك بهذا، فقال لها نعم، فقالت: إذًا لن يضيعنا.

فذهب إبراهيم ودعا ربه فقال:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم:37].

وعندما نفذ ما معها من ماء، عطش إسماعيل، وأخذ يبكي بشدة، فتركته وصعدت إلى الصفا تبحث عن أحد ينقذها.

ثم تعود إلى إسماعيل مرة أخرى لتطمئن عليه، وظلت تسعى بين جبل الصفا، وجبل المروة تبحث عن طعام أو شراء.

حتى فعلت ذلك سبع مرات، ولكن دون فائدة فلم تجد شيء فرجعت لابنها، حتى وجدت يركل برجليه بشدة على الأرض من شدة الجوع، والعطش حتى انفجر ينبوع زمزم من تحت قدميه.

فأخذت تسقي ابنها لتروي ظمأه، ثم اجتذب الطير حول هذا الماء، وقد أرد الطير أناسّ من قبيلة جرهم إلى هذا البئر فجعلوه موطنًا لهم.

فاطمأنت السيدة هاجر عليها السلام بجوارهم، وحمدت الله على رحمته ولطفه بابنها إسماعيل.

وكان هذا هو استجابة لدعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما طلب من الله عز وجل أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إلى هذا المكان.

وأن يرزقهم من الثمرات ما يجعلهم يشكرون الله عز وجل عليه.

اقرأ أيضًا: قصة أغنى سيدة في الصين زوو كنفي

الدروس المستفادة من هذه القصة

هناك العديد من الدروس المستفادة من قصة السيدة هاجر وبئر زمزم يمكن سردها خلال التالي:

  • غرس قيم الثقة بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه، والأخذ بالأسباب.
    • فلم تركن هاجر إلى كونها علمت أن هذا أمر الله سرعان ما صدقت الأمر.
    • ووثقت أن الله لن يتخلى عنها، كما أنها كانت تأخذ بأسباب السعي للبحث عن الطعام.
    • حيث كانت تسعى بين الصفا والمروة بحثًا عن الغذاء لابنها.
  • أن النصر الله يأتي لا محال، وقد يأتي من جهة لم نتطرق إليها أبدًا، مثلما وجدت هاجر.
    • عندما انفجر ينبوع الماء من تحت قدم ولدها، رغم أنها كانت تبحث عنه بين الصفا والمروة.
  • تكرار المحاولات، حتى نستبصر طريق الوصول.
  • الطاعة العمياء لأمر الله سبحانه وتعالى، حتى وإن لم نكن نعلم الحكمة من ذلك.
  • لا ينبغي أن تقلق والله عز وجل موجود ومطلع على كل شيء.
  • الدعاء يغير القدر، فينبغي علينا أن نلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء ونتضرع إليه.
  • أن ماء زمزم مبارك، وفيه شفاء للناس يمكن الاستعانة به على الشفاء من أمراض الحسد، والمس، والسحر.
  • تقدير غيرة الأزواج فقد غارت السيدة سارة من هاجر عندما ولدت، رغم أنها هي التي طلبت زواج النبي من هاجر.
    • فهؤلاء النساء تنشأ بينهن الغيرة بشكل كبير، لهذا ينبغي فصلهما واحتواء ذلك وتقديره بينهما.
  • ينبغي معرفة طبيعة الصحراء، وكيفية تعميرها لتصبح أرض يستطيع الناس أن يعيشون عليها.
    • فينبغي استصلاح الأراضي والانتفاع بها.

تابع أيضًا: قصة سمية أم عمار

وبهذا نكون قد تحدثنا عن قصة السيدة هاجر مع بئر زمزم وكيف حاوطها الخوف، ولكنها اطمأنت لكون الله عز وجل أمر بذلك، كما علمتنا عليها السلام درس في التوكل مع الأخذ بأسباب الوصول.

فلا ينبغي الركود والاتكال، فالأخذ بالأسباب من أسباب الوصول إلى ما تريد مع التضرع إلى الله في المقام الأول.

قصص ذات صلة