قصة لقمان الحكيم

قصة لقمان الحكيم هي قصة جميلة ذكرت في كتب التراث القديم، ولقمان الحكيم من الشخصيات التي ذكرت في القرآن الكريم، حيث قدم العديد من النصائح المفيد من خلال التحدث إلى ابنه.

ولهذا يعتبر القرآن الكريم كتاب عظيم مليء بالحكم والمواعظ التي تمرر إلى أجيال الأمة الإسلامية من خلال القصص والحكايات المفيدة التي تسرد بشكل ليس له مثيل، وهذا ليس بجديد فالقرآن الكريم كتاب عزيز حكيم.

قصة لقمان الحكيم

يقال أن لقمان كان عبداً لدى أحد الأسياد، وكان سيده يرى فيه حكمة بالغة.

وقدرة مميزة على توصيل المعاني ببلاغة شديدة، لذا في يوم من الأيام طلب هذا السيد من سيدنا لقمان أن يأتي  له بشاة يستطيع أن يذبحها.

وبعدها طلب منه أن يأتي له بأطيب جزء من هذه الذبيحة ويطهوه له.

لذا فعل لقمان كل ما طلبه سيده منه، وعاد، وهو يحمل في يده لسان الشاه وقلبها، وقدمه إلى السيد.

لذا تعجب السيد وسأل لقمان لماذا اخترت هذين الجزئيين من الذبيحة، لماذا القلب واللسان.

ألم يكن هناك أجزاء أجمل في الذبيحة لتأتي لي بها أفضل من هذين الجزئيين، فجاء رد لقمان بالنفي، لذا سكت سيده.

شاهد من هنا: مجموعة قصص تحمل الكثير من العبر والحكم المؤثرة

الحكمة من وراء اختيارات لقمان

لم يكن أحد يعلم الحكمة الكاملة من وراء اختيارات لقمان إلا القليل.

ولكن في اليوم الثاني على أي حال طلب سيد لقمان منه أن يذبح شاة أخرى.

ويأتي له بخبث جزء منها، لذا فعل لقمان ما أمره به، وذبح الشاة، وجاء إلى سيده بالخبث  جزء بها.

وكان في يده نفس الأجزاء التي أحضرها في الأمس وهي اللسان، والقلب، لذا تعجب السيد كثيراً.

مما فعله لقمان، كيف يعقل أن يكون أفضل وأخبث جزئيين في الشاة هم نفسهما ذات القطعتين اللسان والقلب.

أجاب لقمان على تعجب سيده وقال إن ليس هناك شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا فعلهم وقولهم.

ولا يوجد أخبث من اللسان والقلب إذا خبثا فعلهم وقولهم، لذا أعجب السيد بحكمة سيدنا لقمان البالغة.

وعلى هذا منحه حريته وأعتقه، وسافر لقمان بعدها إلى نفس المكان، الذي يعيش فيها سيدنا داود عليه السلام أي في فلسطين، وحتى أنه كان يعمل عنده لفترة.

خلال هذه الفترة أعجب كذلك سيدنا داود عليه السلام بحكمة لقمان البالغة، والتي شهدتها بوضوح في حل النزاعات والخلافات بين الناس.

لذا جعل سيدنا داود من لقمان قاضي في البلاد على بني إسرائيل.

وبفضل حكمة لقمان التي وهبها الله سبحانه وتعالى له ذكر في القرآن الكريم.

اقرأ أيضا: قصة حياة أسامة بن زيد كاملة

حكمة في وصايا لقمان الحكيم في القرآن الكريم

لقد تميز سيدنا لقمان بحكمته العظيمة التي جعلت له سورة تحمل اسمه في القرآن الكريم، وجاء في هذه السورة ذكر بعضاً من وصايا لقمان لابنه.

حيث يحثه فيها على القيام بالأعمال الصالحة، وكان منها: ولقد ءَاتَيۡنَا لُقۡمَٰنَ لحكمة أَنِ ٱشۡكُرۡ لِلَّهِۚ وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٞ (12).

وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ (13).

وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡه أمّه وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰله فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِير (14).

وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (15).

يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ (16).

يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ (17).

وَلَا تصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يحِبّ كلَّ مخۡتَالٖ فَخورٖ (18).

وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡت ٱلۡحَمِيرِ (19).

الدروس المستفادة من قصة لقمان الحكيم

تحمل قصة سيدنا لقمان العديد من الفوائد، التي تطول وتختلف وتتنوع لتشمل مختلف جوانب الحياة.

وفيما يلي نذكر لكم أهم هذه الفوائد التي يمكن أن يخرج بها أطفالكم بعد سماع القصة:

  • الحكمة التي تمتع بها لقمان وميزته عن سائر الخلق في ذلك الوقت هي هبة أعطاها الله للقمان.
    • ومنحة بمثابة نعمة ربانية، لقمان أحسن استخدامها، لذا لا دخل للبشر فيها.
  • السبيل إلى الحصول على بعضاً من الحكمة التي وهبها الله لسيدنا لقمان هو الدعاء.
    • وطلبها من الله، ولكن يجب أن نعلم أن الحكمة يناله كل من صادق.
  • كما يجب على المرء أن يستفيد من كل مجلس علم يجلس فيه.
    • وذلك لأن لدى كل شخص منا مقدار من الحكمة يفيد به الآخر.
  • يحب أن نشكر الله سبحانه وتعالى على النعم الكثيرة التي وهبها لنا.
    • حيث يؤدي شكر الله إلى دوام النعمة، والحفاظ عليها من الزوال.
  • يجب أن نعلم أن الله غني عن عباده والعالمين، وأن من ينتفع بالشكر هو العبد نفسه.
  • الإيمان التام بمدى غنى الله وقدرته الفريدة على وهب العباد تساعد على تقبل الدعاء.

تابع أيضًا: قصة وصايا لقمان الحكيم مع أبنه راقية للأطفال

قصة لقمان الحكيم من القصص الجميلة التي توضح كيف يمكن لعبد صالح مثل سيدنا لقمان أن يحسن استخدام نعمة جميلة مثل الحكمة التي وهبها الله له، وكيف اختار أن يصاحب المزيد من الناس الصالحين مثل سيدنا داود عليه السلام.

قصص ذات صلة