قصة ثعلبة مانع الزكاة

قصة ثعلبة مانع الزكاة هي من أهم القصص التي يجب على الأطفال والكبار معرفتها، وذلك لأن هذه القصة تحكي لنا عن شخص قام بمنع الزكاة التي تعد ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام.

لذا فقد عاقبه الله عقابًا شديدًا جراء ما فعله، ومن شأن هذه القصة أن تعلمنا أن الزكاة تعد من أهم الأمور في ديننا الحنيف.

ويجب علينا المحافظة عليها وتعرفنا حكم تارك الزكاة وعقابه، ونتعرف على تفاصيل هذه القصة في فقرات هذا المقال.

قصة ثعلبة مانع الزكاة الفصل الأول

كان ثعلبة واحدًا من الأشخاص الذين أنعم الله تعالى عليه بالكثير من الأموال، وقد بدل المال حاله، لكن ومع الأسف لم يتبدل حاله إلى الأحسن.

بل كان إلى الأسوأ، حيث إنه شغله عن عبادة الله تعالى والقيام بفرائضه، فبعد أن كان يصلي وراء الرسول في الصفوف الأولى، أصبح يتراجع عن الصلاة شيئًا فشيء.

وذلك بسبب انشغاله في التجارة، ولم يعد يصلي في المسجد وراء الرسول سوى صلاة الظهر والعصر فقط.

بدأت تجارته تزداد أكثر بمرور الوقت وأصبحت التزاماته أكبر، حيث إنه تجاهل صلاة الجماعة في المسجد تمامًا.

ولم يعد يذهب إلى المسجد سوى يوم الجمعة فقط، كما أنه لم يكن يشكر الله على المال الذي لديه وعلى نعمه الكثيرة التي أنعم عليه بها.

بل إنه ذهب إلى الرسول في يوم ما ليطلب منه أن يدعو الله أن يرزقه الكثير من المال.

على الرغم من أن الرسول قد حذره أكثر من مرة وقال له أن المال القليل الذي يشكر الله تعالى عليه خير له من المال الكثير الذي لن يطيقه.

لكنه لم يستمع إلى كلام الرسول وطلب منه أكثر من مرة أن يدعو الله من أجله.

لكن الرسول وقتها قال له أنه سيعطي كل ذي حق حقه؛ فلا يمكنه أن يدعو له ويترك غيره.

لكنه ألح كثيرًا على الرسول حتى وافق ودعا له كما يطلب.

اقرأ أيضًا: قصة البستاني والثعلب

قصة ثعلبة مانع الزكاة الفصل الثاني

في يوم من الأيام لاحظ الرسول أن ثعلبة لم يعد يأتي إلى المسجد كما السابق، فسأل عنه الصحابة فقالوا له أن حاله قد تغير.

وأن المال قد أعمى قلبه وجعله لا يصلي في المسجد سوى صلاة الجمعة.

وفي يوم أمر الرسول بجمع الزكاة، فذهب رجلين إلى ثعلبة يطلبون منه الزكاة فامتنع عن أدائها.

وقال لهم أن هذه عبارة عن جزية ثم طلب منهم أن يجمعوا الزكاة من باقي المسلمين، ثم يعودوا إليه في النهاية.

بعدما عاد إليه المكلفين بجمع الزكاة، كرر عليهم نفس كلامه في المرة السابقة.

لذا ذهبوا إلى الرسول يشتكون له، فعندما قصوا عليه ما فعله ثعلبة قال لهم يا ويحه.

ثم نزلت الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى: “فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ”.

عندما نزلت الآية ذهب الناس إلى ثعلبة ليخبروه بنزول هذه الآية.

فذهب مسرعًا إلى الرسول ليطلب منه تفسير هذه الآية.

فقال له الرسول الكريم أن الله تعالى قد أمر ألا يقبل منه الزكاة.

وكان رد فعله عبارة عن أنه أصبح يحثو التراب، فقال له الرسول أن هذا جزاء ما فعله.

وأنه هو من جنى هذا على نفسه على الرغم من أن الرسول قد حذره أكثر من مرة لكنه لم يطع أمره.

بالإضافة إلى منع أخذ الزكاة من ثعلبة، فقد ابتعد الناس في المدينة عنه.

وذلك عندما سمعوا أنه نزلت في آية كريمة تقر بنفاقه.

وتحكي لجميع المسلمين ما فعله وأنه تكبر على الله تعالى، وامتنع عن أداء ركنين أساسيين في الإسلام وهم الصلاة والزكاة.

وحاول أن يؤدي الزكاة في عهد الخلفاء الراشدين لكن لم يقبلوها منه واتبعوا خطى الرسول.

تابع أيضًا: قصة الغراب والثعلب

الدروس المستفادة من القصة

بعد أن تعرفنا على قصة ثعلبة مانع الزكاة، ننتقل للتعرف على أهم الدروس المستفادة من هذه القصة والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • نتعلم أهمية الزكاة، حيث إنها تعمل على تقوية مبدأ التعاون، والتعاطف بين المسلمين وبعضهم البعض.
    • فهي تجعل الغني يشفق على الفقير ويساعده بالزكاة.
    • وتجعل الفقير يقر بما فعله الغني معه، ويدعو له ولا يحمل حقد تجاهه.
  • نتعلم أيضًا أن الزكاة لا تقلل من ثروة صاحبها شيئًا.
    • وذلك لأن الله تعالى يضع البركة، والرزق في المتبقي من المال.
    • ويزيد المتصدق إذا وجده صادقًا راضيًا بأدائه للزكاة.
  • كما نتعلم أن الممتنع عن أداء الزكاة بسبب بخله ينال عذاب شديد من الله تعالى.
    • وذلك لأنه يعلم أنها ركن أساسي من أركان الإسلام وأن الله تعالى، حث جميع المسلمين على أدائه على الرغم من ذلك فهو يتكاسل عنه.
  • كما أننا نتعلم ضرورة الانصياع إلى أوامر الله ورسوله الكريم، حتى لا يأتي علينا وقت نندم على عدم تنفيذ أوامرهم.

اقرأ من هنا: قصة الثعلب والديك

في هذا المقال تعرفنا على قصة ثعلبة مانع الزكاة والتي تعد من أجمل القصص التي تروي لنا أهمية الزكاة، وحكم تاركها والعقاب الذي سيناله في الآخرة بسبب ما فعله.

ونظرًا لأنها تعلم الأطفال الكثير، فيجب علينا قراءتها لهم منذ سن مبكر لنزرع فيهم حب الزكاة وتأديتها كما أمر الله تعالى.

قصص ذات صلة