قصة أبو قاسم الطنبوري
يعتبر أبو قاسم الطنبوري، من أشهر التجار الذين كانوا موجودين في بغداد، حيث كان هذا التاجر بخيل للغاية، بالرغم من كونه أحد أهم أغنياء البلد، ورويت عن أبو قاسم الكثير من القصص.
والطرائف، التي تناقلتها العديد من الكتب عبر التاريخ، خاصةً الكتب التي تهتم بأدب النوادر، وللتعرف على قصة أبو قاسم الطنبوري، تابع هذا المقال.
قصة أبو قاسم الطنبوري
تبدأ قصة أبو قاسم الطنبوري مع حذاءه في السطور التالية:
- كان لدى أبو قاسم الطنبوري حذاءً، أو خفًا، اعتاد أن يلبسه دائمًا لمدة سبع سنوات متتالية.
- وكان كلما تقطع موضع من هذا الحذاء، أو تعرض للاهتراء.
- أو التمزق، كان يهرع أبو قاسم سريعًا، حتى يقوم بتخيطه برقعة ما.
- تلك الرقع جعلت الحذاء يبدو بشكل غريب للغاية، بالإضافة إلى أنها جعلت وزنه ثقيل جدًا.
- وبسبب حذاء أبو قاسم الطنبوري، صار الناس في البلاد يضربون به المثل.
- وكانوا يتحدثون عنه دائمًا.
- وفي يوم من الأيام، ذهب أبو قاسم الطنبوري إلى سوق الزجاج، وذلك حتى يشتري بعض الأشياء.
- عندما رآه السمسار، قال له: يا أبا قاسم، قد جاء إلينا اليوم في السوق تاجر من حلب.
- وكان معه حمل زجاج مذهب، ولكنه قد كسد.
- واستكمل السمسار كلامه قائلًا: “قم بشراء هذا الحمل من الزجاج.
- وأنا سوف أبيعه لك مجددًا، بعد تلك المدة، وذلك سيجعلك تكسب من خلاله المثل، مثلين.
شاهد أيضًا: قصة النبي زكريا للأطفال
الجزء الثاني من القصة
بعد أن عرض السمسار تلك الصفقة على أبو قاسم الطنبوري حدث ما يلي:
- بعد أن عرض السمسار تلك البيعة على أبو قاسم، وافق على تلك الصفقة فورًا، وبالفعل اشترى حمل الزجاج بستين دينارًا.
- وبعد أن خرج أبو قاسم الطنبوري من سوق الزجاج، ذهب إلى سوق العطارين، وهناك وجد سمسارًا آخر.
- سرعان ما رأى هذا السمسار أبو قاسم الطنبوري، قال له ما يلي: يا أبا قاسم، قد جاء إلينا اليوم من مدينة نصيبين تاجر ما، ومعه ماء ورد عطر.
- واستكمل السمسار كلامه وقال: وبسبب عجلة سفر التاجر، ذهب وتركه.
- ما رأيك أن تشتري ماء الورد هذا بثمن رخيص.
- ثم قال السمسار: وإذا اشتريته بهذا الثمن، سوف أبيعه لك مجددًا بعد مدة معينة.
- ولكنها قريبة، وسوف تكسب فيه المثل مثلين.
الجزء الثالث من القصة
بعد أن عقد السمسار الثاني صفقة ماء الورد مع أبو قاسم الطنبوري حدث ما يلي:
- بعد أن أنهى السمسار كلامه، وافق أبو قاسم الطنبوري على تلك الصفقة فورًا مرة أخرى، وقام بشراء ماء الورد بستين دينارًا.
- وبعد أن اشتراه، وضع أبو قاسم الطنبوري ماء الورد على رف من الرفوف الموجودة في منزله، في الصدر.
- وفي أحد الأيام، دخل أبو قاسم إلى الحمام لكي يغتسل، فاقترح عليه أحد أصدقائه أن يقوم بتغيير حذاءه، لأنه قد تقطع بشدة، وعفا عليه الزمن.
- حينها قال أبو قاسم الطنبوري لصديقه: معك حق يا صديقي فالسمع والطاعة لك.
- عندما خرج أبو قاسم من الحمام، وجد بجانب حذاءه، حذاء آخر جميل الشكل.
- اعتقد حينها أن ذلك الحذاء من صديقه نفسه الذي حدثه في الداخل، فقام بارتداء الحذاء، وذهب مرة أخرى لبيته.
اقرأ أيضًا: قصة النبي زكريا للأطفال
الجزء الرابع من القصة
بعد أن ظن أبو قاسم الطنبوري أن ذلك الحذاء هدية له، حدثت المفاجأة وهي في السطور التالية:
- كان الحذاء الذي أخذه أبو قاسم ملك قاضي البلد، وعندما خرج من الحمام، ولم يجد الحذاء، عرف أن أبو قاسم الطنبوري هو من أخذ حذاءه.
- أحضر القاضي أبو قاسم، وقام بضربه، وفعل ذلك حتى يؤدبه على فعلته.
- ثم بعد أن قام بضربه، حبس القاضي أبا قاسم، بالإضافة إلى أنه فرض عليه غرامة مالية معينة، وبعد أن دفعها أطلق سراحه.
- بعد أن خرج أبو قاسم الطنبوري من حبسه، أخذ حذاءه القديم، وهو في قمة غضبه.
- ثم ذهب به إلى دجلة، وقام بإلقاء الحذاء فيها، فوجد أحد الصيادين الحذاء، ومن شكله القديم البشع، عرف أنه لأبو قاسم الطنبوري.
الجزء الخامس من القصة
بعد أن وجد الصياد حذاء أبو قاسم الطنبوري مرة أخرى، حدث ما يلي:
- عندما وجد الصياد هذا الحذاء، وعرف أنه يخص أبو قاسم الطنبوري، أخذه وذهب إلى بيته، حتى يعيد الحذاء له.
- لم يجد الصياد أبو قاسم في البيت، فما كان منه إلا أنه قام برمي الحذاء من نافذة البيت، فدخل إلى صدر البيت.
- أثناء رمي الحذاء، سقط على الرف الموجود عليه الزجاج، فوقع الزجاج وتكسر.
- بالإضافة إلى أن ماء الورد قد ضاعت أيضًا، حينها عاد أبو قاسم الطنبوري إلى منزله.
- فوجد الحذاء وما حدث في البيت، وعندما رأى الزجاج المكسور وماء الورد الضائع، لطم أبو قاسم وجهه، وبدأ في البكاء.
- وأثناء بكاء أبو قاسم الطنبوري كان يصيح قائلًا: وا فقراه، لقد أفقرني هذا الحذاء الملعون.
- حيث قد تسبب هذا الحذاء بالكثير من الحوادث الأخرى لأبو قاسم، والتي كانت السبب في أذيته بشكل كبير.
- أصبح هذا الحذاء نذير للشؤم، ومنذ ذلك الحين أصبح يضرب به المثل.
تابع من هنا: قصة إسلام النجاشي
وفي نهاية هذا المقال، تكون قد تعرفت على قصة أبو قاسم الطنبوري، حيث كان هذا الرجل بخيل جدًا، لا يقوم بتغيير حذاءه أبدًا، حتى أصبح شكل الحذاء قديمًا للغاية، وسيئ جدًا، وبالرغم من ذلك لم يقوم بتغييره، حتى أصبح هذا الحذاء نذير شؤمًا عليه.