أجمل قصص العرب في الجاهلية

أجمل قصص العرب في الجاهلية تلك التي تحمل حكم ومواعظ يمكن أن تستفيد منها البشرية على مر الزمان، فكثير من قصص العرب تحمل في طياتها تعاليم جميلة الشأن يمكن لكل من الأطفال والكبار الاستفادة منها.

حتى أن من جمال هذه القصص بعض منها أصبح مضرب للأمثال، ومجال لحديث للناس على مر الزمان، وفي مقال اليوم حدثينا سيكون متحور حول العرب وآثارهم من القصص.

أجمل قصص العرب في الجاهلية

الصدق كان يعتبر في زمن الجاهلية واحد من أفضل الصفات، التي يمكن أن يتصف بها شخص.

ولهذا كان العرب يمتدحون الشخص الصادق في كلامه، والعكس صحيح كان يذمون الشخص الكاذب أو المخالف للوعد.

حيث يعتبر هذا الخلق من الصفات المذمومة.

ويوجد قصة شهيرة في التراث الجاهلي تعتبر مثال يذم به كل شخص يخلف موعده، وهذه القصة يطلق عليها (كامواعيد عرقوب).

كان عرقوب رجل يهودي يعيش في يثرب، وكان له أخ يحتاج إلى مال، وكان عرقوب هذا يمتلك نخلة في منزله، لذا وعد أخيه أن يعطيه شيء من ثمار هذه النخلة.

لذا عاد أخيه في يوم من الأيام على أمل أن يعطيه عرقوب ما وعد به، لكان ما كان من عرقوب إلا أنه قال: عد إليَّ عندما يتحول ثمار النخلة إلى بلح.

لذا ذهب الأخ وعاد بعد فترة كما طلب عرقوب أي بعد أن تحول ثمار النخلة إلى بلح، لكن هذه المرة صرف عرقوب أخيه بقوله عد عندما يتحول ثمار النخلة إلى رطباً.

ذهب شقيق عرقوب وبالفعل عاد مرة أخرى بعد أن تحول ثمار النخلة إلى تمر، وكان الأخ يأمل أنه يعطيه عرقوب ثمار من البلح.

ولكن عندما ذهب كان عرقوب قد ذهب في الليل إلى النخلة وقطف ثماره، ولم يتبق أو يترك أي شيء إلى أخيه المحتاج.

بعدها اشتهرت القصة وأصبح الجميع يعرف عرقوب وكذبه، وبخله، وأصبح مضرب للأمثال في خلف الوعد.

حتى أن وصل الأمر إلى أن بعض الشعراء قد ذموا عرقوب في أبيات مختلفة من شعرهم.

شاهد من هنا: حكايات جحا المضحكة

قصة أجمل من ذي العمامة

أجمل من ذي العمامة هو مثل شهير بين أهل مكة، ولكن وراء هذا المثل قصة جميلة بطلها هو سعيد بن العاص بن أمية.

وهو كان رجل شديد الجمال، لدرجة أنه عندما كان يخرج من بيته كانت النساء لا تكف عن النظر إليه في الشوارع ومن البيوت.

ولهذا السبب كان سعد يلبس العمامة، ولكنه كان يملك عمامة مختلفة لا يملك أحد عمامة مثله،لذا لقب بذي العمامة.

قيل أيضاً في هذه القصة إن هذا اللقب قد ظل ملزم سعد طوال حياته كناية عن السيادة.

حيث كان من عادات العرب أن يطلقوا لفظ “مُعمَّم”، وعلى هذا فإن إذا أطلق على فرد من أفراد قبيلة ما هذا اللقب.

فإن الذي يقصد به هو أن كل جناية يجنيها الجاني من هذه القبيلة هي معصوبة برأسه.

بعد ذلك عندما جاء الخليفة عبد الملك بن مروان لخطب ابنة سعيد بن العاص.

فأجابه أخوها ببيت من الشعر قال فيه: فتاةٌ أبوها ذو العمامة وابنه أخوها فما اكفائها بكثير.

قصة الحارث بن عباد وابن أبي ربيعة

كان الحارث بن عباد يرجع أصله إلى قبيلة بكر، وكان هناك حرب مشتعلة بين هذه القبيلة، وبين قبيلة تغلب، وكان السبب وراء هذه الحرب ناقة.

وهي حرب تاريخية شهيرة عرفت باسم حرب البسوس (لها قصة أخرى سوف نسردها لكم أدناه).

وفي هذا الشأن لقد عرف عن الحارث رجاحة عقله، وجمال صفاته.

وبعد ذلك لقد قتل له ولد يعرف باسم جير، وذلك حدث على يد عدي ابن أبي ربيعة التغلبي.

أراد الحارث أن يأخذ بثأر ابنة، لذا خرجت القبيلة الخاصة بها إلى الحرب، وبالفعل تمكن من أسر رجل من قبيلة تغلب.

وأتفق مع هذا الرجل أنه سوف يطلق سراحه في حال أخبره بمكان على عدي بن أبي ربيعة.

وذلك حتى يتمكن من أخذ ثأر ولده، لذا أخذ الأسير العهد من الحارث بن عباد.

وأجابه الأسير أنه هو نفسه عدي بن أبي ربيعة، لذا وفى حارث بعهده وأطلق سراحه.

اقرأ أيضًا: قصة عن الصداقة

قصة أجود من هَرِم

أجود من هرم هو مثل شهير يقال في المواقف التي تظهر فيها شدة الكرم.

وبطل هذه القصة هو هرم بن أبي سنان بن أبي الحارثي المري الذي كان يعرف عنه كرمه الشديد.

حتى أنه كان مضرب للمثل في شدّة الكرم، وعلى هذا لقد ذكر في بعض الأشعار مثل شعر زهير بن أبي سُلمى.

عندما وفدت ابنة هرم على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أيام خلافته.

سألها الخليفة بتعجب عن حجم الأعطية التي أعطاها أبيها إلى زهير، حتى يذكره بالمديح الذي جاء في أبيات شعره.

فقالت له أنه أعطاه أشياء فانية، وذكرت ما أعطاه وهو “خَيْلاً تنضى، وإبلا تَتْوَى، وثيابا تَبْلَى، ومالاً يفنى”.

لذا قال لها عمر رضي الله عنه: أعطى أبوكِ لزهير ما يُنسى، وما أعطاه إياه زهير لا يُنسى.

حيث قال زهير في مدح الهرم ما يلي: إنَّ البَخيلَ مَلُومٌ، حيث كان ولـ ـكِنَّ الجوادَ على عِلاَّتِهِ هَرِم هُوَ الجواد الَّذِي يُعْطيكَ نائلَه عَفْوًا، ويُظْلَم أحْيَانا فَيَظَّلِمُ.

قصة شؤم البسوس سبب حرب البسوس

هذه القصة واحدة من أجمل القصص التراثية في الجاهلية، وهي قصة بطلتها فتاة تدعى البسوس.

وهو اسم يرجع إلى فتاة عربية، وكانت هذه الفتاة يعرف عنها البؤس، والشؤم.

ولهذا أصبحت مضرب للمثل في كل مناسبة يخيم على أحدها الحظ السيئ والشؤم.

هذه الفتاة هي بنت منقذ التميمية، وكانت تهم بالذهاب إلى زيارة أختها أم جساس بن مرة.

وكان معها جار لها من قبيلة جرم وكان هذا الجار يدعى سعد بن شمس، وكان مع سعد ناقة.

لذا ذهبت هذه الناقة حتى ترعى في مرعى لكليب وائل، لذا عندما رآها ضربها بسهم.

ولذا فزعت الناقة وركضت إلى صاحبها وبينما هي تركض اختلط لبنها مع دمها.

لذا عندما رأى صاحب الناقة ما حل بها ذهب إلى البسوس حتى يخبرها بالقصة.

لذا ما كان منها إلا أنها قالت: واذُلَّاه! واغُربتاه! وعرف الشعر الذي قالته في هذه المناسبة فيما بعد باسم شعر الفناء.

عندما سمع ابن أختها جساس ما حدث في الناقة ثار الدم في رأسه، لذا خرج حتى لقي كليب.

وبعد ذلك طعنه وقضى عليه، ومن هذه الحادثة اشتعلت حرب بين العرب لم تهدئ لسنوات عديدة.

بل أن في حقيقة الأمر استمرت الحرب لمدة أربعين سنة بين كل من قبيلة بكر، وقبيلة تغلب.

وكان من نتائج هذه الحرب أن بسوس أصبحت مضرب للمثل في الشؤم والقطيعة، وذلك لأنها بالنسبة لهم هي السبب الرئيسي وراء الحرب.

تابع أيضًا: قصة حب قصيرة

قصة الخرسُ لا يبطل الزواج

الخرس لا يبطل الزواج هو مثل عربي قديم عند العرب في زمن الجاهلية.

وقصته تبدأ من عند رجل جاء إلى رجل آخر بهدف التقدم إلى خطبة ابنته.

لذا ما كان من الرجل أبو الفتاة إلا أنه قال: إن ابنتي التي جئت حتى تخطبها هي خرساء اللسان.

وكذلك خرساء الأساور، وأيضاً خرساء الخلخال، فهل ترضى؟

فقال  الرجل الذي جاء ليخاطبها: رضيت، ولكنها ظن أنها يمكن أن تكون سمينة، وبالتالي هي قليلة الكلام.

ولكنه عندما زف إليه وجد أنها لا تتكلم، أي أنها تعجز عن الكلامـ وليس كما ظن أنها قليلة الكلام.

لذا ذهب بالفتاة إلى والدها حتى يرجعها إليه، ولكن ما كان من الأب إلا أنه قال للرجل أن لم أخفي هذا عليك.

لذا ذهبوا إلى القاضي حتى يحكم بينهم، وقال الزوج للقاضي أنه ظن أن الزوجة قليلة الكلام وحسب، وليست خرساء تماماً.

وذلك لأن من الجمل المتعارف عليها عند العرب أن أخرس اللسان عادةً يقصد بها الشخص قليل الكلام، ولكن كان أمر القاضي وحكمه هو أن هذا الزواج صحيح.

وليس به خلل أو عيب، وذلك لأن هذه العلة لا تمنع إتمام الزواج، لذا عاد الرجل وعاش مع زوجته.

وبالفعل استمرت الحياة بينهما، وأنجبت له أطفال أذكياء وكان يتغنى بهم شعراً.

قصة ما يوم حليمة بسر

ما يوم حليمة بسر هو مثل شهير وقصته هي أن الحارث بن أبي شمر كان يوجد بينه وبين المنذر بن ماء السماء حرب، لذا توجه المنذر إلى الحرث.

وكان معه جيش يقارب تقريباً مئة ألف مقاتل، لذا خاف الحارث كثيراً على قومه، وجاء إليه رجل يدعى شمر بن عمر بن بكر بن وائل.

وهذا الرجل كان غاضب من المنذر، ولهذا أخبر الحارث أنه يمكنه أن يبطئ جيش المنذر عن القتال.

لذا قام على الفور الحارث بانتداب مئة رجل من قوم، وأخبرهم أن يأتوا المنذر.

وأمر أن يخبرونه أنهم يدينون له، وبالتالي فواجب أن يعطونه حاجته، وعلى هذا ذهب إلى ابنته حليمة، وأمرها أن تطيب الرجال.

وهذا يعني أن تضع لهم الطيب، وكان من بين هؤلاء الرجال فتى يقال له لبيد بن عمرو.

لذا عندما دنت منه تقرب منها الفتى وقبلها، لذا قامت بضربه وبكت وخرجت إلى أبيها، واشتكت له.

ولذا أمرها أبيها أن تصمت حتى يعود الرجال من الحرب، وذلك لأن هذا الفتي هو أذكاهم.

لذا بالفعل ذهب الرجال إلى المنذر، وقالوا له أنهم يدينون له، وهناك انتظروا حتى غفل الحرس.

وبعدها دخلوا على المنذر وقتلوه هو ومن كان معه، ومنذ ذلك اليوم وأصبح، وما يوم حليمة بسر مثل شهير ومعروف.

الدروس المستفادة من قصص العرب في الجاهلية

نذكر فيما يلي بعض العبر أو الدروس المستفادة من قصص العرب في زمن الجاهلية، وفيما يلي بعض العبر والأمور التي نستفيد بها من مثل هذه القصص، ومنها:

  • العرب كانوا أهل فطنة وشجاعة وكرم.
  • يتعلم القارئ العديد من الأمثال التي كانت متداولة بين الناس، وهي مأخوذة عن قصص عربية ذات أصول ومناسبات مختلفة.
  • نتعلم أن هذه الأمثال وهذه القصص لم يقف استعمالها عند زمان، وذلك لأنها أصبحت تراث أصيل.
  • نتعلم من بعض القصص الشجاعة، والبعض الآخر الصدق، والوفاء بالوعد والعهد، ومن البعض الآخر الكرم، والتواضع، والذكاء.
  • تحمل بعض القصص بعد إنساني مؤثر للغاية وحكيم، يجعل المرء يشغل عقله، وكذلك يشعر بقلبه.

أجمل قصص العرب في الجاهلية التي لم يقف استعمالها في زمانهم، حيث تم تناقل هذه القصص بفضل جمالهم.

أو بفضل ما تحمله من معاني جميلة عبر الأجيال المختلفة، وخلفت عن السلف، وأصبحت مصدر لتعليم الأجيال القادمة، ومصدر عبرة لهم وتراث يفتخر به.

قصص ذات صلة