رواية سقف الكفاية
تعتبر رواية سقف الكفاية من أولى روايات الكاتب السعودي محمد حسن علوان، وصدرت هذه الرواية في عام 2002، في دار الفارابي للنشر في بيروت، وله العديد من الروايات الأخرى المشهورة، وتتحدث رواية اليوم عن الحب الجامح، وأن الحب ليس قرارًا، والسطور التالية ستكمل لنا تفاصيل الرواية
رواية سقف الكفاية
تعتبر هذه الرواية من الروايات العاطفية، وتحكي بداية الرواية عن سقف الكفاية، وتتحدث عن قصة حب بين شابان في العشرينات من العمر، والبقية كالتالي:
أسماء أبطال الروية
تحتوي القصة على بطلين، في العشرينات من العمر، وهما “مها، وناصر”، ولكن الرواية ترى أنه من الصعب الحفاظ على حبهما.
نظرًا لأنهم يعيشان في مجتمع محافظ، مجتمع يهتم بالعادات، والتقاليد، والتمسك بالدين الإسلامي، فهما في مجتمع سعودي يصعب فيه العيش في قصة حب.
وكان لقاء الشابان الأول في مدينة الرياض، ولأن وضع المدينة صعب، فقد بدأت قصة حبهما بالمكالمات الهاتفية.
مثل الكثير من قصص الحب التي تتم في هذه المدينة، ولكن بطلا الرواية تمردوا على العادات، والتقاليد، والأعراف المتعارف عليها في مدينتهم.
اقرأ أيضًا: قصة النبي زكريا للأطفال
كيف اجتاز البطلان لقائهم عبر الهاتف فقط
اجتاز بطلا الرواية لقائهم فيما بعد، ليتقابلوا في غرفة بفندق، أو في المكتبة، حتى أن وصل الأمر إلى غرفة نومهما.
ولكن الأمر لم ينتهي بالنهايات السعيدة، التي اعتدادنا عليها في قصص العشق، وإنما كانت نهاية الرواية مؤلمة وحزينة للغاية، وكانت بمثابة نكسة عاطفية كبيرة.
ما الذي أدى إلى تحول مجرى الرواية؟
انتهت قصة حب بطلا الرواية بالانكسار لأحدهم، فقد تركته بطلة الرواية لتحب شخصًا آخر، وتزوجته.
وكان الشخص الآخر يسمى “سالم”، وعاش ناصر بطل الرواية الأول في أوجاع مريرة، وذكريات مؤلمة، وتوجع كثيرًا من فراق حبيبته.
ولكنه لم يجد ملجأ مما حدث له إلا أن يسافر من أجل إكمال دراسته.
وقد سافر ناصر بالفعل إلى فانكوفر ليكمل دراسته، ولكنه كان مليء بالأوجاع من الذكريات المؤلمة التي تسببها له حبيبته.
وكان يظن أن غربته سوف تنسيه تلك الذكريات الأليمة.
ولكن حتى الغربة لم تمسح تلك الذكريات الجميلة التي تظل خالدة بداخله، ولا شيء قادر على محوها.
إلا أنه استمر في غربته، محاولًا النسيان، حتى تعرف على شاب عراقي، عمره 25 عامًا، وهذا الصديق هو من ساعده على نسيان أوجاعه.
وآلام الذكريات، والذي كان يعرف باسم “ديار”، وهو أيضًا كان يعاني حالة من الحزن.
بسبب تشتته عن الوطن، وفقدانه لزوجته وطفله، وعاش أيضًا في بؤس، ومعاناة لم تنتهي.
ما الطابع الذي يغلب على تلك الرواية؟
هذه الرواية يغلب عليها الطابع الشعري، نظرًا لما تحتويه من صور جمالية، وكأنها عبارة عن قصيدة، حتى أن الكاتب قام بكتابتها بخيوط مسحوبة بالحزن.
والفرح، والألم، والسياسة، والحب، واستطاع أن يدمج تلك الصور الرائعة مع بعضهما، ليخرج لنا صورة جميلة تعبر عن العراق وما يحدث فيها.
كما أن تلك الرواية أبرزت لنا صور الحرب العراقية الإيرانية، حيث جسدها الكاتب بطريقة دقيقة على لسان بطل الرواية ناصر.
الذي خاض الحرب، وهو طفلًا، وكان دائمًا يتحدث عنها، كما أن الرواية ناقشت لنا قصص الحب المقمعة، والمغلقة داخل مجتمعنا.
ما الذي يميز تلك الرواية عن باقي روايات الحب؟
تحدث الكاتب عن قصة الحب، التي عاش فيها بطلا الرواية، والتي تحاكي أغلبية قصص الحب في المجتمع العربي.
والتي تترك فيها البطلة البطل من أجل الزواج بشخص آخر، ولا تبالي بحالة المحب بعدها.
ولكن الكاتب في تلك الرواية أسرف في التعبير عن الحالة الصعبة التي عاشها البطل بعد أن تركته حبيبته.
اقرأ أيضًا: قصص عن التوكل على الله
ما الذي لمسته تلك الرواية في داخلنا؟
تفنن الكاتب في اختيار كلماته، فهي مقاربة للشعر، تحمل رقة، وشحنة عاطفية كبيرة، ويظل الكاتب يسرد في تفاصيل لقائهم الأول.
وكيف تطورت علاقة حبهما، حتى أنها بلغت أقصى معانيها، ثم تحولت إلى تمامًا إلى عالم آخر واقعي وأليم.
وتحتوي الرواية على تركيبه بنائية، وأسلوب لغوي تفصيلي، مع مرونة، وخطاب روائي، وأسلوب أدائي فني.
وأكثر ما تميزت به الرواية هي الهزة العنيفة للكلمات، وسرد الأحداث، لتعبر عن مشاعر الألم الحقيقية التي عانى منها البطل.
وترك الكاتب النهاية مفتوحة للقارئ، على الرغم من أن نهاية الرواية اختتمها بجملة “عندما دخلت مها”.
إلا أنه لم يكمل أحداث الرواية بعد ذلك، وبهذا يكون قد ترك الأمر لخيال القارئ، لوضع الأحداث المناسبة للرواية.
الدروس المستفادة من تلك الرواية
تعلمنا تلك الرواية الكثير من الدروس المستفادة، لنعتبر بها في حياتنا، حتى لا نقع في مصيدة الآلام، والأحزان، والدروس المستفادة من رواية سقف الكفاية كالتالي:
- بعد الحزن قد لا تستمر الحياة، ونحتاج إلى وقت طويل للحزن كي نجتازه.
- ولكن علينا في النهاية أن نجتازه، لنكمل طريقنا، وتستمر الحياة .
- حكاية الرواية انتهت منذ أن بدأت، فقد رفض بطل الرواية الاستسلام في النهاية.
- واستمر حتى استطاع المضي قدمًا.
- نهاية الرواية مفتوحة، وتعني عدة احتمالات، ولكن الكاتب أراد أن يتركنا متعجبين، ومتحيرين.
- تشير الرواية إلى أنه لا سقف للكفاية.
تابع من هنا: رواية رد قلبي قصة حب رومانسية
جديرًا بالذكر، أن الكاتب محمد حسن علوان قد أمتعنا بعذوبة الكلمات، منذ كتابة السطور الأولى من رواية سقف الكفاية، وكان اختياره للغة الشعرية موفقًا، ومتناسبًا مع موضوع الرواية.
وأبرز لنا أجمل صورة عن قصة الحب بين البطلين ناصر، ومها، ومدى الحب الجنوني الذي تحدوا به الجميع، ولكن انتهى بمأساة، وآلام.