حكايات من التراث

تعتبر الحكايات التي تأتي من التراث العربي من أكثر الحكايات التي يمكن أن تجد فيها عبر ودروس، حيث توضح تلك الحكايات أهمية الصبر وامتلاك الطموح على الإنسان وكيفية تحقيق هدف ما، لذا في هذا المقال سوف نتحدث عن بعض من حكايات من التراث.

حكايات من التراث

هناك العديد من الحكايات التي لا تعد ولا تحصى والتي من ضمن تلك الحكايات هي حكاية النصائح الثلاثة، والتي تبدأ تلك القصة مع رجل كان يرغب في السفر بشدة.

وبالفعل قام بمهاجرة بلاده والذهاب إلى منطقة أخرى وأخذ يبحث عن عمل، حتى يستطيع أن يعول زوجته ووجد منصب كبير، وهو أن يعمل خادم تابع لرئيس الدير.

أخذ هذا الرجل يعمل مع رئيس الدير لفترة كبيرة من الوقت، حتى رغب في الذهاب إلى بلاده لكي يرى زوجته، لذا قرر بأن يتحدث مع رئيسه لكي يسمح له بأن يسافر.

فذهب إليه وقال: هل أنت متاح الآن يا سيدي؟، فرد عليه الرئيس بأنه متاح وأذن له بالحديث إذا كان يرغب في قول شيء ما.

قال له الرجل بأنه يريد أن يسافر لكي يرى زوجته، فرد عليه الرئيس قائلًا: أذهب ليس هناك مشكلة.

ولكن أجعلني أنصحك بثلاث أمور، فقال له الرجل: ما تلك النصائح يا سيدي؟.

فرد رئيسه قائلًا: النصيحة الأولى التي أحب أن أقولها لك، هي عندما تقوم بالذهاب إلى طريق أخر غير المعتاد عليه فسوف تواجه صعاب كثيرة.

النصيحة الثانية يجب عليك أن ترى أكثر مما تكل، بينما النصيحة الثالثة بأنه لابد من أن تعيد التفكير مرة أخرى في الأمور التي تقوم بها.

بالإضافة إلى التصرفات التي تفعلها والأقوال التي تقولها، وبذلك أنتهى الرئيس من النصائح الثالثة.

ثم جلبه له خبز واحد وأخبره بأنه عندما يشعر بالسعادة يقسمه.

شاهد من هنا: قصص وحكايات سندريلا

الفصل الثاني

يبدأ الفصل الثاني عند مغادرة الرجل بيت الرئيس لكي يذهب إلى زوجته، وفي أثناء طريقه تعرف على بعض من المسافرين.

وفي أثناء طريقهم معه قالوا له بأنه سوف يذهبون من طريق أخر.

نظرًا لأنه مختصر وعرضوا عليه بأن يذهب معهم، ولكن هذا الرجل سمع النصيحة الأولى من رئيسه بألا يسلط طرق غير معروفة بالنسبة له.

وقال لهم: لا، بل سوف أذهب من الطريق المعتاد عليه.

عند السير في طريقه وجد صوت عالي من بعيد فذهب، لكي يرى ماذا حدث فوجد هذا الصوت هو صوت إطلاق نار.

حيث المسافرين الذين سلكوا الطريق المختصر، قد قتلوا جميعًا من مجموعة من المجرمين.

لأنهم أرادوا سرقتهم، فعندما رأى هذا الأمر شكر الله كثيرًا.

الفصل الثالث

أستمر الرجل في السير ولكن كان يشعر بالجوع فرأى منزل به بعض الأشخاص فطرق الباب عليهم.

وطلب منهم الحصول على بعض الطعام فرحبوا به كثيرًا وأحضروا له صحن كبير به لحم.

وكان شكله مغري ولذيذ فعندما قام الرجل بمسك هذا اللحم عرف بأنه لحم بشر.

فأراد بأن يسألهم عن طبيعة تلك اللحمة، ولماذا يقدمون له هذا النوع من اللحم.

عمل الرجل بالنصيحة الثانية من رئيسه بألا يأكل الكثير ويشاهد الكثير.

وبالفعل لم يسأل أهل ذلك البيت وبدأ في تناول الطعام وأكل كمية قليلة للغاية ثم رحل.

وعند رحيله قال له صاحب البيت أنت ذكي فمن يستفسر عن هذا الطعام.

ونوع اللحم بقوم بقتله وتقديمه للضيوف، أحسنت وأعتبر نفسك محظوظ، فقام مرة أخرى بشكر ربه على نجاته.

الفصل الرابع

استمر الرجل في طريقه حتى وصل إلى وجهته ودخل إلى بيته، لكي يرى زوجته، ولكن تفاجأ بأنها غير متواجدة في المنزل.

ورأى على طاولة الطعام أشهى وألذ أنواع الطعام وأثنين كوب من العصير لفردين.

أنتظر قليلًا حتى جاءت زوجته ولكن رأى بأن هناك شخص متواجدًا معها فنزل أسفل السرير حتى لا تشاهده.

وشاهد زوجته بأنها تقبل هذا الشخص فعلم بأنها تخونه فأراد أن يقوم لكي يقتلها.

ولكن أنتظر وعمل بالنصيحة الثالثة لرئيسه بأن يعيد التفكير في قراراته قبل أن يفعلها وألا يتسرع.

أنتظر الرجل أسفل السرير، حتى سمع زوجته تقول لهذا الشخص، لقد افتقدتك كثيرًا فلقد طال غيابك.

ولكن الله تعالى بعث لي رجل كان يسد غيابك عني فهو خير زوج وصديق وأخ.

فعلم الرجل بأن الشخص الذي تتحدث معه زوجته هو أخاها العائد من السفر.

ابتسم الرجل وخرج لزوجته وأخوها وضمها إلى صدره، ثم أخرج الخبز الذي أعطاه له رئيسه في العمل.

وقام بتقسيمه إلى ثلاث قطع جزء له والآخر لزوجته والجزء الثالث لأخووها، وشكر ربه كثيرًا.

اقرأ أيضًا: حكايات قبل النوم للكبار بالعامية

حكاية الصياد والأعمى

تعتبر حكاية الصياد والأعمى واحدة من أشهر حكايات من التراث.

حيث تبدأ تلك القصة بأن هناك رجل كبير في العمر وظيفته صيد السمك.

ونظرًا لعمره فكان نظره ضعيف قليلًا، وأخذ يضعف ثم يضعف أكثر في أكثر حتى أصبح أعمى.

لم يستطع الرجل أن يتوقف عن العمل بسبب نظره، فاستمر في صيد السمك.

وكان يعاونه أثنان من أصدقائه، حيث كانا يقودان المركب الذي يذهب بها في البحر، ثم ينتظران معه حتى يعودان به إلى الشاطئ ليلًا.

بالإضافة إلى أنهما يقولان له متى يمكنه رمي الصنارة أو الشبكة لكي يصطاد.

أستمر الرجلان في مساعدته فترة طويلة امتدت إلى شهور عديدة وكانا عطوفان عليه كثيرًا.

ولكن في مقابل ذلك المعاونة والعطف، فلم يشكرهما يومًا على تلك المساعدة، بل أيضًا قام بمعاملتهم بأسلوب سيئ.

ومن تلك المواقف السيئة عندما كانا يخبرونه بالوقت الذي يرمي فيه الشبكة كان يقوم برميها بغضب، ويقول لهما لا حاجة إليكما فأنا أعرف متى أقوم برميها.

الفصل الثاني

أخذ الرجلان موقفًا من ذلك الأعمى وحزنا كثيرًا لتلك المعاملة القاسية فهم لا يستحقان ذلك.

لذا واحد من ذلك الرجلين أخذ يفكر في طريقة، وتوصل إلى أنهم لابد من معاقبته على تلك المعاملة في حين أنهما يعاملوه بطريقة جيدة.

جاء اليوم الثاني وخرج الرجل الأعمى لكي يركب القارب فقام الرجلان بإخباره بأن يركب.

فقد جهزوا له القارب فرد عليهم قائلًا: ماذا تفعلون؟ هل تظنون بأنني أحمق، ولا أعرف متى أركب القارب ومتى تعدونه؟ فأنا أعلم جيدًا بأنه حان وقت الركوب، وبالفعل ركب.

عند قيامه برمي الشبكة أخبراه بذلك، وكان رده عليهم أيضًا سيئ للغاية.

ولكن يقولا له شيئًا وعندما حان وقت الرحيل عاد الرجلان إلى الشاطئ دون أن يخبروه.

وأثناء عودتهم قالا للرجل الأعمى لقد وصلنا ترجل من القارب ورد عليهم ردًا قبيحًا وأنه من الحماقة بأن يخبراه بالوقت فهو يعلم جيدًا.

ثم قام بالقفز من القارب على أمل بأن يجد اليابس، ولكن سقط في الماء ولم يستطع بأن ينقذ نفسه ومات.

حكاية نص النصيص

تدور تلك الحكاية عن امرأة وهي متزوجة، ولكن الله تعالى لم يرزقها بالخلفة، لذا قامت بالذهاب إلى الطبيب لإجراء فحص.

ولكن ظهرت بأنها لن تستطيع الإنجاب، لأنها تعاني من بعض المشاكل في الرحم.

مرت الأيام وفي يوم من الأيام سمعت بأن هناك تفاح مخصوص لمن يريد أن ينجب فقامت بشرائه.

ثم تناولت تفاحة، ولم تستطع أن تكملها للأخر بل تناولت نصفها فقط.

وبالفعل وجدت نفسها حاملًا وعدت الشهور وأنجبت طفل ذو حجم ضئيل.

في يوم من الأيام ذهب هذا الولد مع صديقه في رحلة ما ولكن حل الليل وكانوا يريدون النوم بشدة.

لذا أخذا يفكران في طريقة لكي يناموا وتوصلا بأن ينامان عن الغولة، وبالفعل ذهبا إليها ووافقت.

ولكن كانت في نيتها بأنها سوف تعطي لهما طعام كثير، لكي يتناولونه حتى تقوم بأكلهما في منتصف الليل.

لكن الولد الصغير لاحظ ذلك الشيء، نظرًا لأن معاملتها كانت جيدة للغاية، ففكر في طريقة في الهروب.

ولكن لم يعرف لذا قام بالنوم في سلة كانت متواجدة في مكان مرتفع، بينما صديقه كان متواجدًا على السرير.

عندما كانت الغولة تأتي لكي تلتهم صديقه المتواجد على السرير يقوم الفتى بتناول حبة فول.

لكي يعرفها بأنه مستيقظ فتبتعد حتى ينام وظل على تلك الطريقة طوال الليل، حتى جاء الصباح فهربا سريعًا من تلك الغولة.

وعندما عاد إلى مدينتهم أخبر من فيها عما فعله وكانوا فخورين به كثيرًا.

الدروس المستفادة من حكايات من التراث

إن هناك العديد من العبر والصفات المستفادة من تلك الحكايات والتي من ضمنها ما يلي:

  • يجب أن يفكر الإنسان جيدًا في أفعاله قبل أن يفعلها، حتى لا يندم عقب ذلك.
  • معاونة الأشخاص ومساعدتهم خاصة الذين في حاجة إلى مساعدة.
  • القول الحسن فلابد من أن تكون معاملتك حسنة مع جميع الأشخاص، حتى لا ينفرون منك.
  • عدم الدخول لمنازل لا تعلم من أصحابها، فأنت لا تعلم ماذا يوجد في الداخل وماذا سوف يواجه.
  • كن واثقًا في الله تعالى بأنه سوف ينجيك من كل كرب.

تابع أيضًا: قصص وحكايات الخراف السبعة

لقد وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي يدور عن حكايات من التراث، حيث أوضحنا بعض القصص والتي تعتبر من أشهر القصص المتواجدة في التراب العربي، بالإضافة إلى بعض الدروس المستفادة من تلك القصة.

قصص ذات صلة