قصص عن الصبر للأطفال
قصص عن الصبر للأطفال من التراث العربي والإسلامي، حيث يوجد قصص كثيرة وجميلة توضح أهمية الصبر، لذا يجب علينا نحن الكبار أن نعرف الأطفال اهمية هذا المفهوم من خلال قصص جميلة ومعبرة.
فالصبر قيمة عظيمة يجب أن تتحلى بها كل نفس، فهو خير سبيل يساعد المرء على تحمل مشاق وصعوبات الحياة، وبفضل الصبر يعتاد الإنسان على عدم الجزع.
قصص عن الصبر للأطفال
قصتنا الأولى عن الصبر حدثت في أحد البلدان البعيدة، حيث خرج حكيم من الحكماء إلى هذه البلدة.
وبينما كان يسير في طريقه رأى عدد من الأطفال الذين كانوا يشكون من الجوع.
ورأى الحكيم سرعة الأم في تحضير الطعام، ورأى الأبناء وهم ينظرون إليها بفارغ الصبر.
بعد أن انتهت الأم من تحضير الطعام إلى الأبناء سكبت لهم بعضاً منه في أطباق التقديم.
وقامت بوضع الطعام أمامهم، وفجأة جاء مجموعة من الرجال الذين أخذوا أطباق الطعام من أمام الأطفال.
وقاموا بإخفاء الطعام، ولكن الغريب هو أن الأم لم تحرك ساكناً.
لهذا اندهش الحكيم من هذا الفعل، وبالأخص لأن الأبناء كان ينظرون إلى الأم بحزن شديد.
ولكن قد مضى بعد الوقت، ونسى الأطفال ما حدث، لذا عادوا إلى الأم.
وطالبوا منها أن تصنع لهم طعاماً أخراً، ولكن الأم قالت للأطفال أنتم ليس لديكم صبر.
كيف يمكن أن تنتظروا طعام آخر حتى ينضج، ولكن أحد الأطفال.
قال للأم لا يا أمي سوف ننتظر مثلما انتظرنا الطعام الذي سرق مننا في المرة الأولى.
ولكن الأم أصرت على أن يبحث الأطفال على الطعام الذي سرق منهم، لذا تعجب الحكيم.
توجه الحكيم إلى الأم وسألها باستغراب وتعجب: لماذا لم تفعلي شيئًا لأطفالك عندما سرق الطعام منهم.
أنتي كنتي قادرة على إيقاف هؤلاء الرجال.
قالت له الأم: لو انتظرت قليلاً أيها الحكيم حتى ينتهي الأطفال من البحث عن الطعام سوف تفهم كل شيء، لذا انتظر الحكيم.
وبالفعل عاد الأطفال وكل منهم يحمل طبقه في يده وهو سعيد بالعثور على الطعام.
توجهت الأم إلى الحكيم وقالت له: أيها الحكيم أنا أربي أطفالي على الصبر والمثابرة.
لهذا عندما سرق الطعام كان ذلك بخطة مني حتى يتعلموا الصبر على الجوع.
وعندما طلبت منهم البحث عن الطعام، كان ذلك بهدف تعلم المثابرة، وذلك كله حتى يتمكنوا من العيش في هذه الحياة.
اقرأ أيضًا: قصة عن الصداقة
قصة عن الصبر الصياد الصغير
قصتنا التالية تدور أحداثها في قرية صغيرة حيث كان يعيش جد وحفيده الصغير، وكان لجد يعمل كصياد للسمك في بحيرة صغيرة بجانب منزله.
وكان يذهب كل يوم في كل صباح حتى يصطاد السمك من هذه البحيرة.
ولكن هذه المرة قرر الجد أن يأخذ حفيده الصغير معه، وكانت هذه هي مرته الأولى.
وكان الجد يعلم أن الطفل متسرع، ولا يوجد لديه حفنة من الصبر.
رأى الجد أن الطفل يضع الطعم في الصنارة مسرعاً، لذا أخبره أن عليه أن يهدئ ويكون صبور حتى لا تهرب الأسماك.
ولكن مرت خمس دقائق على الحفيد دون أن يتمكن من صيد سمكة واحدة.
لذا صاح في الجد وقال له: جدي! جدي! أين ذهبت كل هذه الأسماك التي تأتي بها إلينا كل يوم.
لماذا لا أجد أي واحدة؟ لكن الجد تجاهل كلام الفتى الصغير، وحافظ على صمته.
ولكن هي دقائق معدودة حتى كرر الحفيد نفس الصياح مرة أخرى، ولكن هذه المرة قال نفس الجمل أربع مرات متتالية.
ولمدة ساعة من ملل الصبي الصغير لأنه لم يتمكن من صيد أي سمك ظل الجد محافظ على هدوئه بعد مرور ساعة.
فجأة بدأت صنارة الجد في الاهتزاز، لذا علم الجد على الفور أن هناك سمكة.
وهذه السمكة قد أكلت الطعم الذي وضعه لها، لذا قام الجد، وأمسك الصنارة بهدوء على الفور.
وحاول أن يسحبها برفق، وذلك حتى لا تهرب السمكة، ولكن الحفيد الصغير انتبه إلى الجد وما كان يفعله، لذا اقترب منه.
وكان على وشك الصراخ من السعادة، ولكنه تذكر كلام جده في اللحظة الأخيرة أن من الممكن أن تهرب السمكة.
وأخيراً تمكن الجد من صيد السمكة، وهنا نظر الطفل إلى السمكة بسعادة.
وسأل الجد كيف تمكنت من فعلها، فكان رد الجد أنه تمكن من ذلك عن طريق الصبر.
قصص قصيرة تعلم الصبر
قصتنا هذه المرة سوف تعود بنا إلى زمن قديم للغاية في عصر الجاهلية.
حيث جاء رجل إلى عنترة بن شداد وقام بسؤاله: يا عنترة ما هو السر الخفي وراء شجاعتك التي جعلتك قادر على التغلب على كل هؤلاء الرجال؟
جاء رد عنترة على هذا السؤال قائلاً: ستعرف إجابة السؤال إذا وضعت إصبعك في فمي.
وبعدها خذ إصبعي هذا وضعه في فمك، بعدها قال عنتر أن على كل منهما أن يعض على أصبع الآخر.
فعل الرجل ما طلب منه عنترة، ولكن عندما بدأ العض لم يتمكن الرجل من تحمل الألم.
لذا شرع في الصراخ بصوت عالي للغاية، لذا فتح عنتر فمه، وحرر أصبع الرجل.
ورد على الرجل قائلاً هكذا اتمكن من التغلب على كل هؤلاء الأبطال من خلال الشجاعة والصبر، وقوة التحمل.
قصة آل ياسر
تعتبر قصتنا التالية واحدة من أشهر القصص التي تعبر عن الصبر، حتى أنها أصبحت مضرب للأمثال.
وهي قصة آل ياسر الذين كانوا من أوائل من أسلموا أيام رسول الله ومعلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعدها كان العذاب الأليم هو مصير آل ياسر الذي كان لا مفر منه سوى بالموت أو الارتداد عن دين الله، ولكن زوراً.
ولا عجب أن بعض الصبر العظيم الذي صبره آل ياسر أن تكون الجنة هي بشرتهم ووعدتهم الحق من الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
قيل عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: ( أخذ المشركون عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ فلم يتركوه حتى سبَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر آلهتهم بخير.
ثم تركوه، فلما أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال: ما وراءك؟.
قال: شر يا رسول الله، ما تُرِكْتُ حتى نِلْتُ منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: كيف تجد قلبك؟.
قال: أَجِدُ قَلْبِي مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد، رواه الحاكم.
وبعدها فأنزل الله تعالى: { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
اقرأ أيضًا: قصة فرعون للأطفال
قصة سيدنا أيوب
نبي الله أيوب واحد من أعظم الأنبياء الذي يعرف به الصبر، وهو يعرف بالصبر، حيث يعتبر من أعظم الأمثلة التي ضربها القرآن في الصبر.
حيث تراكمت عليه الآلام، والأوجاع، والابتلاءات ولكنه لم يجذع قط، بل ظل صابر محتسب.
حيث كان رجل يملك من المال ما كثر، بالإضافة إلى الدواب، والأنعام، وكان له الكثير من الأبناء،.
وكان يملك من المنزل أجملها، ولكن بأمر من الله مات أبنائه، وبعدها أصابتها الأمراض المختلفة مثل الجذام الذي أخذ يأكل من جسده.
حيث لن يتبقى فيه أجزاء سليمة سوى قلبه، ولسانه الذين كانوا عامرين بدعاء وذكر الله عز وجل.
وضاق به الحال مادياً حتى أن زوجته كانت مضطرة ضفائرها، حتى تتمكن من النفق عليهما.
ولم يكن من سيدنا أيوب إلا أنه دعا ربه فقال ربي إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين.
وكان هذا الدعاء خير مثال على رضى وصبر سيدنا أيوب الذي استمر لسنوات طويلة.
حيث يقصد بكلمة الضر الشيء البسيط من الضرر، وبالفعل كان جزاؤه رفع البلاء عنه.
حيث أخرج له ينبوعًا من الأرض، ومنه أغتسل سيدنا وشرب الماء.
وعلى هذا كان الشفاء بأمر من الله سبحانه وتعالى، ورجعت إليه صحته، وجاء إليه الكثير من المال.
وكان هذا هو جزاء الصابرين المحتسبين.
كما جاء في قول الله عز وجل في كتابه العزيز: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”.
قصة عن الصبر من التراث العربي
قصتنا التالية هي قصة تروى منذ قديم الزمن عن امرأة في البادية قبلها المدائني.
وهو واحد من كبار الآداب في العصر العباسي منذ زمن بعيد، وقال عن هذه المرأة ما يلي:
رأيت في البادية امرأة لم أر لها مثيل في الصبر والجلد.
وكذلك لن أرى أحسن من وجهها بشاشة ونضارة، حيث كانت هذه المرأة دائمة التبسم والضحك.
لذا قلت له: يالله ما الذي فعل هذا بكِ من الاعتدال والسرور.
ردت المرأة علي فقالت: كلا والله فأنا لدي أحزاناً وهموم خلفي تكفيني وتكفي مثلي عشرات، لذا سأخبرك بها
بدأت المرأة تقص على المدائني قصتها قائلة: كان لدي زوج.
وكان لي منه والدين، وفي صباح عيد الأضحى كان الصبيان يلعبان.
لذا قال الطفل الأكبر للطفل الأصغر هل تريد أن تعرف كيف ذبح أبي الشاة، فقال الأصغر لأخيه نعم أريد، لذا ذبحه.
عندما رأى الأخ الأكبر الدماء خاف وهرب نحو الجبال، لذا أكله الذئب.
وعندما خرج أبيه ليبحث عنه ضاع في الطريق، ومات من العطش، لذا أفردني الدهر.
فقلت لها وكيف أنتِ والصبر؟ فقالت: لذا قالت المرأة لو دام لي لدمت له، ولكنه كان لي جرحاً فَشُفِي.
الدروس المستفادة من قصص عن الصبر
يوجد العديد من الدروس المستفادة من القصص التي تناولها عن الصبر، حيث تعتبر هذه الصفة من أجمل الصفات التي تميز بها الأنبياء والصالحين والرسل، وفيما يلي العبر من هذه القصص:
- نتعلم من القصة الأولى عن الصبر أنه أمر يمكن تعلمه وتنشئة الأطفال الصغار عليه منذ الصغر.
- كذلك نتعلم من القصة الثانية أن الثمار والنجاحات كلها تأتي بفضل الصبر.
- نتعلم من القصة الثالثة أن الصبر هو الذي يمد صاحبه بالقوة التي يحتاج إليها، حتى يتمكن من التغلب على الأقوى منه، بمعنى أن ليست كل القوى هي قوة بدنية، بل بعضها قوة نفسية من الصبر.
- تعتبر قصة آل ياسر من خير القصص التي يتعلم منها الأطفال بحق مفهوم الصبر والجلد الحقيقي، وأن خير ما يساعد المرء على الصبر هو الإسلام.
- صبر سيدنا أيوب هو صبر يضرب بها الأمثال، وهذا لأنه تمكن من الصبر على جميع الابتلاءات التي يمكن أن يبتلى بها إنسان قط مثله مثل قصة امرأة البادية.
تابع من هنا: قصة النبي يحيى للأطفال
قصص عن الصبر للأطفال توضح أهمية مفهوم الصبر، وكيف يقيد صاحبه في حياته الدنيا، وكذلك في الآخرة، وهذا ما تمكنا من رؤيته في قصة سيدنا أيوب عليه السلام، وكذلك قصة آل ياسر.