قصة أوزوريس
يحب الكثير من الأشخاص قصص الأساطير التاريخية القديمة، مثل قصة أوزوريس، وهي قصة لها أكثر من مصدر، ولها تفاصيل كثيرة، ولكن أحداثها الأساسية، وشخصيات القصة متشابهة.
وتحكي القصة عن الخير والشر، وأعمال الحب، والغيرة، وهي من القصص التاريخية المتميزة، سنقدما اليوم عبر موقعنا.
قصة أوزوريس
شخصيات القصة
تتكون القصة من 4 شخصيات، وهم كالتالي:
- أوزوريس.
- زوجته إيزيس.
- أخاه ست.
- ابنه حورس.
شاهد أيضًا: قصة مجنون ليلى
بداية القصة
كان أوزوريس ملكًا لمصر، وكان حكمه عادلًا، ويحبه شعب مصر كثيرًا، لأنه كان يحب الخير.
وكان ينشر العدل، وعاش الشعب في فترة حكمه في حياة كريمة، وازدهار للزراعة، وكان الوجه البحري مقره.
ولكن كل ما يتمتع به الملك أوزوريس أثار غضب أخاه ست، الذي كان قلبه مليئ بالحقد من أخيه.
مما أشعل في داخله رغبه التخلص منه، ليهنأ هو بالحكم بدلًا منه، ولذا فكر في مكيدة لقتل أخوه أوزوريس، ويأخذ العرش منه.
ما الذي فعله ست لتدبير مقتل أوزوريس؟
قام ست بتجهيز تابوت ذهبي، مرصع بالألماس، وخصصه على مقاس أخيه أوزوريس، وقام بتجهيز وليمة كبيرة.
ودعا الكثير من الأشخاص، وأخبر الجميع بأن هذا التابوت جهزه ليهديه إلى أي شخص يتناسب مقاسه مع هذا التابوت.
فقام الجميع بتجريب التابوت بالتناوب، إلى أن جاء دور أوزوريس، وحينما نام في التابوت ليجربه.
قام ست بإغلاق التابوت عليه بمساعدة معاونيه، ثم ربط التابوت ورماه في النهر.
وهنا مات أوزوريس غرقًا، وتولى ست بعده الحكم.
اقرأ أيضًا: قصة جابر عثرات الكرام
ماذا فعلت إيزيس زوجة أوزوريس بعد موت زوجها؟
لم ترضى إيزيس بما حدث لزوجها، ولم تتركه يغرق وهي مكتوفة اليدين، فبحثت عن التابوت.
حتى عثرت عليه في جبل يعرف باسم “بيبلوس”، ولكن ست حينما علم أنها تبحث عن التابوت، وجده قبلها.
وقام بتقطيع جثة زوجها إلى 14 قطعة، أو 16 قطعة، كما تقول الروايات.
ثم فرق كل قطعة في مكان، حتى لا تتمكن زوجته من إيجادها، ولكنها بالفعل تمكنت من جمع كل أشلاء زوجها.
واستعانت بالسحرة، لإعادة روحه مرة أخرى، ولو حتى لفترة قليلة.
كما أنها استعانت بالسحر لتحمل منه وبالفعل حملت منه ابنها حورس، ولكن أزوريس لم يقدر على العيش كحياته السابقة.
وعاش أوزوريس ملك على مملكة الأموات، واختبأت ازيس في الدلتا، لتبقى بعيدة عن الأعين خلال فترة حملها.
وبعدها وضعت ابنها حورس، وربته في السر، واستعانت بقوة السحر، حتى أصبح الفتى كبيرًا، ورجلًا قويًا.
ماذا فعلت إيزيس بعد أن كبر حورس؟
عادت بابنها حورس إلى الوادي عند ست، وطالبته بإعادة عرض أوزوريس، حيث أثبخ من حق ابنها حورس الشرعي تولي الحكم.
وحصلت معارك عديدة بين ست وحورس بسبب العرش، وانتهت هذه المعارك بانتصار حورس، الذي كانت تساعده قوى السحر.
على ماذا انتهت تلك القصة الأسطورية؟
انتهت القصة بمحاكمة ست، وتمت إدانته على أفعاله الدنيئة، وأصبح عرش الحكم للوريث الشرعي حورس.
بينما ست تولى حكم الصحراء، وظل أوزوريس حاكمًا لمملكة الموتى، لأنه رفض أن يعود للأرض مرة أخرى، بعد انتشار الشر فيها.
الدروس المستفادة من القصة
تعتبر قصة أوزوريس من القصص الأسطورية، والتي تحمل قصصًا غريبة، ومدهشة، ولكنها تحمل لنا بعض الدروس المستفادة، والتي من أبرزها ما يلي:
- حينما يعم الخير، يعم الحب والسلام، وتزدهر البلاد، وتعمر الأرض، وينتشر العدل بين الناس.
- وحينما يعم الشر، تخلق الكراهية، والحقد، ويعم الفساد في الأرض، وتختفي الطمأنينة، وينتشر الخوف بين الناس، لانتشار الظلم، وعدم تحقيق العدل والمساواة.
- الحياة لا تستمر بالخير ولا بالشر فقط، وإنما كلاهما يوجد لتتوازن الحياة، لا بد من وجود كلًا منهما، ولكن الخير دائمًا ما ينتصر على الشر، لتحيا الدنيا من جديد.
- الحقد والضغينة يؤديان إلى إلحاق الضرر بالآخرين، حتى وإن كانوا أقرب الناس إلينا، فعلينا الحذر من فخ الحاقدين.
- يجب على الإنسان ألا يثق ثقة عمياء في الناس، حتى لا يقع فريسة سهلة تحت أيديهم.
- الحياة منذ قديم الأزل، يحدث بها الصراعات بين الخير والشر، ولا زال الصراع يدور حولهما على مر العصور.
تابع من هنا: قصة مجنون ليلى
من الجدير بالذكر، أن القصص التاريخية الأسطورية، تغرز في نفوسنا الكثير من المعاني الجميلة، ونتعلم منها الحكم، والمواعظ، التي تتوافق مع عصرنا الحالي.
فعلى الرغم من أننا نواكب العصر الحديث، ولكن قصة أوزوريس لا تزال تتكرر في الحياة، ولكن بطرق مختلفة تتواكب مع العصر.