رواية ما تبقى لكم
تعتبر رواية ما تبقى لكم من الروايات التي كتبها الأديب الفلسطيني غسان كلفاني، والتي تعد التجربة الثانية له في عالم كتابة الروايات، وهو صحفي، وروائي، وقاص، توفى في عمر ال36 عامًا.
إثر اغتياله في بيروت عام 1936م، حيث تم تفجير سيارته، والسطور التالية ستوضح كافة تفاصيل الرواية.
بداية القصة
كتب الروائي غسان كلفاني تلك الرواية، بعد التجربة الأولى له، والتي كانت بعنوان “رجال في الشمس”، أما رواية اليوم فتفاصيلها كالآتي:
تحكي الرواية عن أسرة فلسطينية من غزة، في مدينة يافا التي استولى عليها اليهود.
مما أدى إلى تشتت تلك الأسرة، وتدور القصة حول أحد الشخصيات الفلسطينية.
والذي يعرف باسم “حامد”، من الشخصيات الرئيسية الأولى في الرواية، ويمثل الشباب الفلسطينيين، الذين تكبدوا مآسي النزوح في عام 1948م.
ولم يستوعب حامد تلك الأحداث، نظرًا لسرعتها، بالإضافة إلى أنه كان تارة يبدو شجاعًا، وتارة أخرى يبدو ضعيفًا.
ويعيش مع أخته في منزل واحد، بعد غياب أمهم عنهم، إلا أن طيف أنهم يراودهم طوال الوقت.
وكانوا يعيشون حياة بها الكثير من المعاناة.
شاهد أيضًا: روايات رومانسية بالعامية المصرية كاملة للقراءة
من هي الشخصية الثانية في الرواية؟
والشخصية الثانية في الرواية يطلق عليها “مريم”، وهي أخت حامد، والتي ضاعت أحلامها، وأموالها.
وكل آمالها بعد ضياع أرضها، وصارت حياتها مليئة بالشقاء، والمعاناة التي فرضت عليها بسبب النزوح.
الشخصية الثالثة في الرواية
هي شخصية “سالم” وهو أحد المعتقلين، وكانت القوات الإسرائيلية تبحث عنه.
وقد دل عليه أحد الخائنين، ولكن قبل أن يسلمه سلم هو نفسه.
وخرج من وسط الصفوف رافعًا رأسه، وكأنه يقول “ها أنا أسلم نفسي بيدي لا بيد شخصًا آخر”.
من هو الشخصية الرابعة في تلك الرواية؟
الشخصية الثالثة للرواية هو الخائن “زكريا”، فهو من دل الصهاينة على مكان “سالم” وباقي زملائه، وهو راكعًا أمامهم، يبلغ عن باقي زملائه.
واستغل غياب حامد عن المنزل، ليغتصب أخته مريم، والذي انتهى أمره على يد مريم، هي فتاة حرة طاهرة، استطاعت قتل هذا الخائن.
وفر حامد بعدها إلى منطقة في الصحراء، ما بين فلسطين والأردن، لاهثًا، يبحث عن المجهول، وأمه الضائعة، ويفر من العار الذي لحق به وبأخته.
ما الرسالة التي تحملها رواية كنفاني؟
أراد كلفاني أن يوصل للقراء رسالة بأن المرأة الفلسطينية هي رمز الأرض، وكيف تبدو فلسطين حينما تغضب وتثور.
ما الجملة التي كانت على لسان كل أبطال الرواية؟
هناك جملة ظلت على لسان كل أبطال الرواية، وظلت تتكرر كثيرًا وهي جملة “ما تبقى لي”، والتي قالها كل الأبطال.
وهم يسردون قصتهم في الرواية، والتي تمثل مدى معاناتهم.
وكان أول من قالها من أبطال الرواية هو “حامد”، وكان يخاطب بها الصحراء.
ثم قامت مريم بترديد نفس العبارة، بعدما رحل حامد، ولم يبقى لها سوى دقات الساعة.
التي تشعرها بالضيق، وخائفة من سماع صوت خطوات “زكريا” تتردد فوق السلم مرة أخرى.
ما الشكل الذي اتخذته الرواية؟
لم تأخذ رواية ما تبقى لكم الصورة التقليدية لتطور الأحداث.
بل أن غسان كلفاني بنى أحداث الرواية على أحداث تتقاطع فيها الأماكن، والأزمان.
مع توازي الأحداث، وخلق شخصيات روائية بناء على ملاحظته لأنماط السلوك.
والشخصيات العاديين الذين يتعامل معهم في أيامه العادية، وتمكن كلفاني من إبراز تلك الرواية في الساحة الأدبية.
لأن هذه الشخصيات أصبح الناس يتحدثون عنهم، وكأنهم شخصيات حقيقية، والأحداث حدثت بالفعل.
كما أشار كلفاني، أنه مهما نفذت كل الأشياء، سيظل هناك شيئًا يستحق البقاء.
وما يظل من شهداء الحق هو قبورهم، وأنهم عاشوا وماتوا على تلك الأرض.
وكان أقصى حلمهم أن يجدوا مكانًا لرفاتهم في أوطانهم.
اقرأ أيضًا: روايات رومانسية مصرية جريئة كاملة للقراءة
كيف تسببت تلك الرواية في موت غسان كلفاني؟
يعد رتم الرواية بطئ، ولا يوجد بها الكثير من الأحداث، كما أن شخصياتها قليلة.
ولكنها تعبر عن معاناة الكثير من المواطنين الفلسطينيين.
وكان غسان كلفاني من أبرز المناضلين الفلسطينيين، وكان شهيدًا لكلمة الحق.
وكل ما فعله هو استغلال موهبته للتعبير عن الظلم، وتوصيل قضيته إلى العالم.
على الرغم من أنه كان لا يحمل درعًا، ولم يستخدم سيفًا، ولكنه استخدم قلمه للتعبير عن قضيته.
وظل يكتب قضيته في تلك الرواية، التي تذرفها الدموع، وظل يحلم بالعودة.
وظلت كتاباته تعبر عن معاناته، ومعاناة كل مواطن فلسطيني، حتى أنه تم قتله بعدما كتب تلك الرواية.
وهذا أكبر دليل على أن كلمة الحق تفعل الكثير، وكتابتها بالقلم تزلزل قلوب الظالمين.
الدروس المستفادة من تلك الرواية؟
قدمت لنا هذه الرواية الكثير من الدروس المستفادة، فهي من الروايات التي تحمل في طياتها كم كبير من المعاناة، والشجاعة، وغيره، وكذلك التالي:
- كلمة الحق قادرة على زلزلة القلوب، وهي دائمًا ما يخاف منها أصحاب الباطل.
- فرسان القلم لا يقلون شيئًا عن فرسان الحروب، فسهام القلم قد تصيب الهدف.
- وترتد في صاحب الظلم، فالقلم قد يحدث تغييرًا للظلم.
- كذلك ساحات الإبداع تتسع لكل صاحب رؤيا، وصاحب قضية.
- حتى وإن خلت ساحات المعارك.
- الكلمات المكتوبة، حتى وإن كانت غير منطوقة تفعل وتعبر عن الكثير.
اقرأ من هنا: قصص وروايات رومانسية مثيرة
تعتبر رواية ما تبقى لكم من الروايات التي تحمل أحداثًا سريعة، ومتداخلة، ولا يوجد فواصل بين الحوارات بداخلها، وهي ليست رواية كبيرة، فلا تتعدى صفحاتها 100 صفحة، ولكنها تحمل قدرًا كبيرًا من المعاناة.