قصص تاريخية إسلامية
قصص تاريخية إسلامية تضم العديد من القصص المختلفة من الحضارات المختلفة التي مرت على الأمة الإسلامية، حيث على مدار تاريخ البشرية مر على المسلمين والحضارة الإسلامية العديد من الأحداث، والعديد من الحضارات.
وكل هذه الأمور أثر على التاريخ بشتى الطرق، حيث خلال العصور الوسطى كان الإسلام، والحضارة الإسلامية هي التي كانت متحكمة في العالم لعقود وقرون طويلة.
قصص تاريخية إسلامية
الإسلام يمتلك تاريخ طويل مليء بالأحداث العالقة في الأذهان حتى الآن، ولعل من أهم الشخصيات.
التي تقترن بالتاريخ الإسلامي وقصصه هو الصحابي الجليل، والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو لم يكن رجلاً عادياً.
بل كان رجل أعز الله به الإسلام، وذلك لأن النبي معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم دعا يوماً.
قائلاً: “اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: بِأَبِي جَهْلٍ، أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ “، قَالَ: فَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ”.
تكمن أهمية عمر بن الخطاب في أنه تمكن من تدمير عروش ملوك، وأباطرة كان يعرفوا بأنهم هم ملوك الأرض.
لم يكن أحد يتخيل هزيمتهم على يد الجيوش الإسلامية، مثل كسرى ملك بلاد فارس، والقيصر إمبراطور الروم والعديد غيرهم.
ولكن المثير هو أن عمر بن الخطاب أو عمر الفاروق كان مسلم لم يتخيل أحد إسلامه في ذلك الوقت.
لدرجة أن قبل إسلامه جاء إسلام حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه وكان هو أول معارض له.
تاريخ عمر بن الخطاب قبل الإسلام كان متطرف إلى الجهة الأخرى، حيث كان يملك مكاناً خاصاً في نادي قريش، وكان هو سفيرها.
وكان لديه كلمة مسموعة في قبيلته بن عدي، وفي مكة وهذه هي مواصفاته على الصعيد الاجتماعي.
ولكن على الصعيد الشخصي كان عمر بن الخطاب يعرف عنه أنه شخص غليظ الطباع، قاسي القلب.
لديه كره شديد على الإسلام والمسلمين، لدرجة أنه كان يقوم بتعذيب إحدى جواريه من أول النهار حتى آخر الليل، وعندما كان يتركه كان يقول: “والله ما تركتك إلا ملالةً”.
كان عمر بن الخطاب يمر بفترة صعبة نسبياً عندما أسلم، حيث كان عليه ضغط نفسي شديد.
حيث عندما كان يفكر في احتمالية صحة الإسلام كان يتوتر، لأن هذا يعني أنه سوف يتخلى عن كونه قائد لمكة وزعيم القبيلة.
وسيترك كل الملذات والمغريات، ولكن الذي لفت نظره هو مدى قدرة المسلمين على الصمود أمام الإهانة والعذاب.
فهم لم يتمكنوا إذا كان هذا الدين غير صحيح.
قصة إسلام عمر بن الخطاب
بالرغم من هذا التوتر والإرهاق النفسي توصل عمر إلى حل، وهو أن عليه أن يقتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
والأمر الذي دفعه إلى ذلك وشجعه هو ضرب حمزة بن عبد المطلب لأبا جهل.
وإهانته له بعد دخول الإسلام، لكن عمر في ذلك الوقت كان يجهل مكان تجمع المسلمين.
ولكنه خرج من بيته بالسيف متوحشاً قاصداً الرسول، وكان يبحث عنه لقتله.
وبينما كان في الطريق قابل أحد المسلمين الذين أخفوا إسلامهم، وهو نعيم بن عبد الله وهو كان من نفس قبيلة عمر.
وعندما رأى عمر رأى الشر في عينيه وملامح وجهه، لذا سأله عن وجهته، للتأكد.
فقال له أن يبحث عن الرسول لقتله، لذا حاول نعيم أن يلهي عمر عن قصده لبعض الوقت.
لذا قال له حقيقة أن أخته وزوجها أسلموا، وذلك لأنه علم أن بهذا سيكون حجم الضرر أقل.
عندما علم عمر جن جنونه، لذا ذهب لبيت أخته، واقترب منه ووقف عند الباب وسمع همهمة.
وتبين له أن خباب يعلم كل من سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب -رضي الله عنهم- بعضاً من تعاليم الإسلام.
وكذلك بعض آيات القرآن الكريم، لذا دخل عمر، وضرب زوج اخته سعيد.
وعندما حاولت فاطمة الدفاع عن زوجها قام عمر بصفعها صفعة أدت إلى سيلان الدم من وجهها.
ولكن جرأة أخته ومواجهتها له جعلته يتراجع عن التسبب في أذى لها.
طلب عمر من أخته أن تقرأ له شيء مما يقرؤون، لكنها قالت له عليك أن تغتسل وتتطهر أولاً.
لذا نفذ عمر الشروط وبعدها قرأت له، وبعدها حدثت المعجزة ورق قلب عمر بن الخطاب وأسلم.
وذهب بعدها لبيت النبي، ولكن ليس لقتله، بل ليعلن إسلامه، رضى الله عن عمر وجمعنا به في الجنة.
اقرأ أيضًا: قصص قصيرة إسلامية مؤثرة عن الاستغفار
قصة الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر
كان يعرف عن المنصور محمد بن أبي عامر أنه من أهل الزهد في الدنيا، وجاء في كتب التاريخ أنه كان يملك حمارًا، رحل به إلى قرطبة ودرس الأدب هناك وطلب العلم وتعلم الحديث.
وكان متميزاً في هذا العلم عن غيره حتى أن ذاع صيته في جميع أنحاء العالم لدرجة أنه وصل إلى أوروبا.
تبدأ قصة الحاجب المنصور عندما أخذ مكانًا أمام قصر السلطان، حتى يتمكن من كتابة مطالب العامة.
وبعد فترة من القيام بالعمل نفسه ترقى، وأصبح من المقربين إلى السيدة أم صبح بالقصر.
توفى الخليفة آنذاك وبعد وفاته تولى ابنه الخلافة، وهو بالكاد يبلغ الثانية عشر من عمره.
فكان صغير للغاية، بينما من الناحية الأخرى كان ابن أبي عامر هو قائد جيش السلطان، وكان أحب الأعمال لديه هي الجهاد في سبيل الله.
ويمكن أن نقول إن الحاجب المنصور نال ما نال بعد إصراره العظيم، وعزيمته الكبيرة التي جعلت منه شخص مميز، ويحمل مكانة مرموقة بين العامة.
قصة إسلام سلمان الفارسي
سلمان الفارسي هو رجل يعرف أيضاً باسم أبا عبد الله، وهو من أصبهان في بلاد فارس.
كان قد سافر من بلاده، حتى يطلب دين الله الحق مع بعضاً من قومه.
ولكن تم بيعه إلى رجل من اليهود، ولكنه بعد ذلك كوتب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خير معين له في كتابته.
وبعد أن جاء النبي إلى المدينة أعلن سلمان إسلامه، وكان مستعد إلى أن يغزو مع الرسول كل غزواته، ولكن الرّقّ منعه من شهود كل من غزوة بدر وأحد.
لكن أول غزوة تمكن من الذهاب فيها مع النبي -صلى الله عليه وسلم هي غزوة الخندق.
وما بعدها كله شهده، وولاة عمر المدائن، وتتميز قصة سلمان الفارسي بأنه توضح لنا أنه كان الرجل الأول في الإسلام، الذي تمكن من خوض مسافات طويلة فقط، ليعلم ما هو دين الله الحق.
حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “السُبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم.
وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة”.
يروى عن سلمان الفارسي أنه بعد إسلامه قام النبي صلى الله عليه وسلم بالآخى بينه وبين أبي الدرداء.
لذا عندما ذهب أحد الأيام لزيارة أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء في هيئة رثّة، لذا سألها ماذا بك.
فقالت له أن أخيه أبا الدرداء ليس له أي حاجة في الدنيا.
لذا عندما عاد أبو الدرداء صنع وقدم إلى سلمان طعامًا، فقال له كل فأنا صائم.
فقال سلمان ما أنا بآكل حتى تأكل، لذا أكل.
وعندما جاء الليل ذهب أبو الدرداء حتى يقوم الليل، لكن سلمان الفارسي قال له نَمْ، فنام.
وعندما حان آخر الليل قال سلمان لأبو الدرداء قم الآن لنصلي، فقاما فصليا.
وبعدها قال له جملته الشهيرة “إن لنفسك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، وإن لضيفك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقه”.
شاهد أيضًا: أول معركة بحرية إسلامية
الدروس المستفادة من قصص تاريخية إسلامية
يوجد العديد من الدروس المستفاد من الاطلاع على قصص من التاريخ والتراث الإسلامي، مثل تلك التي ذكرت أعلاه، وفيما يلي نعرض بعضاً من أهم هذه العبر، والفوائد والمواعظ ومنها:
- تقدم هذه القصص العديد من العبر والمواعظ العظيمة للمسلمين في كل زمان ومن أي مكان، وذلك لأن الشيء المشترك بينهم جميعاً هو الإسلام وحبه.
- تعتبر هذه القصص بمثابة أسوة حسنة للمسلمين بفضل أبطالها.
- توفر هذه القصص لمحة عن التاريخ للمسلمين في هذا الجيل، حيث بدون الاطلاع على هذه القصص سيكون من الصعب معرفة ما حدث في ذلك الأوقات.
- تذكرنا هذه القصص بعدد من الإنجازات التي قاموا بها رجال عظماء في التاريخ الإسلامي، وبفضلها قامت الحضارة الإسلامية.
- تعرض قصص التاريخ الإسلامي نماذج مشرفة لجميع درجات، وأنواع البشر الذين عاشوا في زمن الرسول أو بعده وذلك، حتى نتعلم من تصرفاتهم ونحاول أن نسير على خطاهم.
- يوجد في بعض قصص التاريخ الإسلامي ذكر لبعض المعجزات، التي حدثت على مر التاريخ، والتي ذكرت في القرآن الكريم، حيث قامت الآيات بتوثيقها، أو في السنة النبوية الشريفة.
- نتعلم من بعض القصص التي ذكرت الصبر والإصرار في طلب أي الشيء، بهاتين الصفتين يستطيع الشخص الوصول إلى مراده.
اقرأ من هنا: عظماء ظلمهم التاريخ قصة قصيرة رائعة
قصص تاريخية إسلامية توضح لنا مدى تأثير الإسلام كدين حنيف على حياة الأشخاص في ذلك الزمان، وفي هذه الأماكن، حيث جاءت قصص التاريخ الإسلامي بذكر العديد من المعجزات التي يعجز الجميع عن تفسيرها إلا بالرجوع للقرآن والسنة النبوية.
وهذا الأمر بدوره تسبب في أمان العديد بالدين الإسلامي الحنيف واتباعه، فلا يوجد أفضل من التاريخ لنأخذ نظرة عن كثب لحياة الأوليين.