حذيفة بن اليمان أحد المبشرون بالجنة وصاحب سر الرسول
حذيفة بن اليمان أحد المبشرون بالجنة وصاحب سر الرسول .. هو أحد المبشرون بالجنة ووالده صحابي جليل يدعى اليمان حسيل أو حسل، ووالدته هي رباب الأشهلية وهو سر الرسول صلَّ الله عليه وسلم.
وله منزلة عالية عنده، وكان يكنى بين الصحابة بأنه الحافظ الأول لأسرار النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
وقد ذكر العلماء بأن النبي كان قد أفضى إلى حذيفة بأسماء كل المنافقين الذين يتواجدون بينهم ومات حذيفة ولم يفشي هذا السر أبدًا، ومن الطريف أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه عندما كان يحضر جنازة لا يُصلي حتى يسأل هل حذيفة موجود.
فإن وجده صلى على الميت وإن لم يجده علم أنه منافق، فهيا معًا من خلال هذا الموضوع الذي يقدمه لكم “موقع قصصي” نتعرف أكثر على قصة هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه.
قصة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كاملة :-
سوف نتعرف على قصة حذيفة رضي الله عنه من خلال عدة نقاط هامة في حياته، وهي كما يلي:
نشأة ومولد حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :-
- أصل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه حذيفة من مكة المكرمة، ولم يُحدد العلماء السنة التي ولد فيها.
- وكان والده قد بايع الرسول صلَّ الله عليه وسلم لكنه اضطر إلى الانتقال إلى المدينة المنورة بعد أن تعرض لبعض المضايقات من رجل أثناء التجارة.
- لذلك إنتقل إلى المدينة المنورة وهُناك ولد حذيفة، وكان حذيفة رضي الله عنه.
- وأرضاه يرى أنه مهاجر وأنصاري لأنه أصوله من مكة وكان يعيش في المدينة.
حياة حذيفة بن اليمان مع الرسول صلَّ الله عليه وسلم :-
- شهد حذيفة مع الرسول صلَّ الله عليه وسلم معظم الغزوات، وكان من الرجال القلائل الذين التفوا حول الرسول في غزوة الأحزاب.
- عندما تولى الجيش وبقى الرسول صلَّ الله عليه وسلم وحده، وقد كان هو سر الرسول وقد ذكرنا السبب في ذلك.
- وقد ذكرت كتب التاريخ أن في يوم من الأيام ألح عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بأن يقول له أسماء هؤلاء المنافقين.
- لكن حذيفة لم يُفشي سر الرسول، وقال لعمر رضي الله عنهما لن أقول السر الذي استودعه الرسول لدي.
مواقف مشرفة لحذيفة بن اليمان :-
- كان لحذيفة رضي الله عنه العديد من المواقف المشرفة المتميزة التي لا نستطيع أن نعدها ولا نحصيها.
- لكن الكتب ذكرت لنا أن في يوم غزوة أُحُد، وبينما القتال مشتد بين المسلمين والمشركين.
- فإذا بحذيفة يرى أن أحد المشركين سوف يقتل أبيه بالخطأ، فأسرع إليه وقال له أنه والدك فاحترس.
- لكنه لم يدركه وعندما رآه قد قتل أبيه قال له يغفر الله لكم إنه هو الغفور الرحيم.
- وقد كان شديد الورع والعبادة وكان شديد التواضع كثير الإنفاق على الأرامل والمساكين.
- وكان يبكي طوال الليل خوفًا من أن يكون قد ارتكب ذنبًا دون قصد في النهار.
- وقد شهد حذيفة العديد من الفتوحات الإسلامية كفتح العراق ومعركة اليرموك وفتوحات فارس وكذلك موقعة نهاوند.
تولي حذيفة بن اليمان ولاية المدائن :-
- وقد تولى حذيفة بن اليمان إدارة المدائن بتكليف من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
- وعندما تولى هذه الإمارة اجتمع أهل المدائن حتى يستقبلون الوالي الجديد فإذا بهم يرون رجل يأتي راكبًا حمار.
- وفي يده رغيف وبعض الملح، وعندما رأوه هكذا طار صوابهم وخاصًة عندما علموا.
- أنه الوالي الجديد، فقد اعتادوا أن يكون الوالي له مظاهر من البذخ والترفُع.
- ولكنهم رأوه متواضعًا بل أقل منهم، وعندما رأى حذيفة أهل المدائن ينظرون له بتعجب قال لهم: إياكم ومواقف الفتن.
- فسألوه وما هي مواقف الفتن؟ قال لهم: أبواب الملوك يدخل أحدكم على الوالي أو الأمير فيصدقه بالكذب ويمتدحه بالنفاق.
- وهكذا بدأ معهم هذه البداية وهي بداية تُعبر فعلًا عن شخصية هذا الصحابي الجليل وما هو المنهج الذي سوف ينتهجه في ولايته عليهم.
- وقد كان شديد العدل خائفًا دائمًا من أن يكون قد ظلم أحد من رعيته، فكان ينزل كل يوم جمعة منذ طلوع الشمس إلى بزوغها.
- ويسأل الناس هل من محتاج فأعطي، هل من مظلوم لا يعرف كيف يصل إليَ، وكان يطلب من الناس السماح.
- إن تولى عنهم رغمًا عنه، وكان يطلب منهم إن رأوا أحد من الحاشية يطغى عليهم.
- يأتوا إلى بيته في أي وقت ويخبروه، وكان بيته دائمًا مفتوحًا للناس.
وفاة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :-
- توفي حذيفة رضي الله عنه بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان بأربعين يومًا.
- فلما شعر حذيفة رضي الله عنه بأن الموت يقترب كان جاذعًا ومستمر في البكاء.
- وعندما سألوه عن سبب بكائه كان يقول ما أبكي أسفًا على الدنيا بل الموت أحب إليَ، ولكني لا أدري على ما أُقدم على رضا أم على سخط.
- وفي يوم وفاته دخل عليه بعض الأصحاب فبادرهم بالسؤال: أجئتم إلي بالأكفان، فردوا عليه: نعم.
- فقال لهم: أروني إياها، وعندما وجدها جديدة ابتسم وقال لهم ما هذا لي بكفن إنما يكفيني لفافتين بيضتان ليس معهما قميص.
- فإني لن أُترك في القبر إلا قليلًا حتى أُبدل خيرًا منهم أو شرًا منهم، ثم قال مرحبًا بالموت حبيب جاء على شوق لا أفلح مَن ندم.
- وهنا توفي الصحابي الجليل في العام السادس والثلاثين هجريًا، والجدير بالذكر إن في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين.
- وصلت مياه نهر دجلة إلى قبر حذيفة بن اليمان فسارع الملك غازي وكذلك المُفتي في العراق بنقل الجثمان الطاهر.
- وفتح القبر إلى المنطقة التي دفن فيها سلمان الفارسي، وقد تم ذلك في موكب جماهيري حاشد.
- وكذلك تم عمل جنازة عسكرية مهيبة حضرها الملك.
الدروس المستفادة من موضوع حذيفة بن اليمان :-
- الصدق والأمانة والشجاعة من الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم.
- حفظ الأسرار والوفاء بالعهد من الأشياء الضرورية في حياة الإنسان لأنها تجعل السلام يسود.
- أخذ مسيرة الصحابة نهجًا لنا وقدوة.
وهكذا نكون قد قدمنا لكم كل ما يخص الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه، نتمنى أن تقوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تتابعونا دائمًا في قسم “قصص الأنبياء” حتى يصلكم المزيد من القصص التي سوف تغير مفاهيمكم الدنيوية.