قصة امرأة العزيز

قصة امرأة العزيز التي كانت زوجة الوزير الذي كان حامي خزائن مصر، وذلك في زمن النبي يوسف عليه السلام، وكان اسم الوزير هو إطفير ابن روحيب، واسم زوجته هو راعيل بنت رعاييل.

لكن ذهب بعض المؤرخين إلى أن اسمها هو زليخا، ولكن البعض الآخر قال إن زليخا هو لقب المرأة وليس اسمها، وأخيراً قيل عنها أيضاً أن اسمها الآخر هو فكا بنت ينوس.

قصة امرأة العزيز

تبدأ قصة امرأة العزيز مع سيدنا يوسف عندما قاموا أخوة يوسف -عليه السلام- برميه في البئر أو الجب.

وبينما كان يمكث هناك حياً مرت عليه قافلة تتجه إلى مصر، وعندما وجدوا الطفل الصغير في البئر ادعى أخوة يوسف أنه ليس إلا عبد عندهم.

وعلى هذا تم بيعه إليهم وأخذ الأخوة ثمن يوسف وكان قليل، ذهبت هذه القفلة بيوسف إلى مصر.

وكان هنا عزيز وزوجته، فاشتراه العزيز منهم، وأعطاه إلى زوجته، وطلب منها أن تحسن إليه وتكرمه.

كان العزيز يرجو أن يكون هذا الغلام نافعاً لهم وقادر على أن يصون أموالهم، واتخذوه والداً لهم بالتبني وذلك حتى تقر أعينهم به.

وذلك لأن عزيز مصر كان عقيم، ولم يكن عنده أولاد صغار، لكن عندما كبر سيدنا يوسف عليه السلام.

وأصبح رجل كبير كان شاب وسيم للغاية، بل بديع الجمال، وكان لديه مظهر حسن وصور رائعة.

شاهد أيضًا: قصة إبليس مع الله

مراودة امرأة العزيز سيدنا يوسف

بفضل مظهر سيدنا يوسف المميز عندما كبر وأصبح شاباً فتنت به امرأة العزيز.

لذا قامت بمراودته عن نفسه، ولكن سيدنا يوسف عليه السلام كان يعلم أن ما تدعو إليه من الأمور، التي لا تليق به أو بها، أو بمكانته أو بحاله.

بالإضافة إلى أنه من الأشخاص الذين يخشون الله سبحانه وتعالى، ويخافه.

حيث تمكن سيدنا يوسف من التصدي لأسلوب امرأة العزيز عن إقناعه لمراودتها، عندما قامت بغلق الأبواب والأنوار، وارتداء أجمل الثياب.

إرسال الله تعالى برهانًا لإبعاد يوسف عن الفاحشة

بفضل الله سبحانه وتعالى تمكن سيدنا يوسف من منع نفسه عن الفاحشة، وذلك بعد أن قام استعاذ بالله تعالى من الأمر الذي تدعوه إليه امرأة العزيز.

وبالأخص أنه تذكر إحسان زوجها إليه، حيث قام باحتوائه، وأكرمه.

لذا لم تكن فكرة خيانته في زوجته، وأهله، فكرة مقبولة بالنسبة إلى سيدنا يوسف عليه السلام.

وبالطبع لولا عصمة الله له سبحانه وتعالى، كان من الممكن أن يكون الوضع مختلف.

لذا حاول سيدنا يوسف أن يفر إلى الباب حتى يتمكن من فتحه ويخرج، لكن امرأة العزيز لحقت به، وهو يفر نحو الباب لمنعه من الخروج.

وأمسكت بقميصه من الخلف وذلك لأنه سبقها عند الباب، لذا انقطع القميص بين يديها.

اتهام امرأة العزيز ليوسف أمام سيدها

عندما وجدت امرأة العزيز زوجها عند الباب اتهمت يوسف أنه حاول أن يراودها عن نفسها.

وذلك لأنها حاولت بمكرها وحيالها الشريرة أن تبعد الشبهات عنها.

ولذلك حثت زوجها العزيز على حبس، وتعذيب سيدنا يوسف عليه السلام.

حيث قالت لزوجها ما هو جزاء الشخص الذي أراد أن يفعل الفاحشة في أهلك سوى أن تقوم بحبسه وتعذيبه.

وكانت هذه حيلتها، حتى تتمكن من الحفاظ على سمعتها وتبرئة نفسها.

اقرأ أيضًا: قصة آسيا زوجة فرعون

وشهد شاهد من أهلها

كان هناك مجلس مخصص للملك، وكان يضم مجموعة من الرجال وفي هذا المجلس كانت تتم محاكمة سيدنا يوسف عليه السلام على ما فعله.

وكان في هذا المجلس أقارب لامرأة العزيز، ذهب بعض المفسرين بأن الشاهد، الذي أقر بخطأ امرأة العزيز كان طفل صغير في المهد.

ولكنه تكلم حتى يبرأ سيدنا يوسف عليه السلام، وبعد ذلك سمع الشاهد الاتهامات الموجهة إلى سيدنا يوسف، وكذلك رأى الحيرة التي تعلو وجه الملك.

لذا قرر أن يعرف الحقيقة بالدليل، وكان قميص سيدنا يوسف هو الدليل.

قال الشاهد أنه إذا كان القميص مشقوق من الأمام، فهذا يعني أن سيدنا يوسف هو الذي راود امرأة العزيز عن نفسها.

وإما إذا كان القميص مشقوق من الخلف، فهذا يعني أنها هي التي راودته عن نفسه.

تبين من كلام الشاهد أن سيدنا يوسف برئ، لذا طلب العزيز من زوجته أن تستغفر الله من الذنب الذي اقترفته.

وطلب من سيدنا يوسف أن يضع الأمر طي الكتمان، ولا يحدث بها أحد.

العبر المستفادة من قصة امرأة العزيز مع سيدنا يوسف

نعرض فيما يلي بعض أهم الدروس والعبر المستفادة من قصة نبي الله يوسف مع امرأة العزيز.

حيث يظهر في هذه القصة نوع آخر من أنواع الظلم الذي يتعرض له سيدنا يوسف، وفيما يلي أهم العبر:

  • نتعلم أن الإحسان لا يمكن أن يقابل بالإساءة.
  • نتعلم أن على الإنسان الفاضل إلا ينسى المعروف والجميل الذي قدمه له غيره.
  • أن خير أمر يعين المرء على الصبر على الشهوات هو الاستعانة بالله سبحانه وتعالى.
  • كلما شعرنا أننا على وشك أن نرتكب أمر خاطئ علينا أن نستعيذ بالله من الوقوع في هذا الشر أو هذا الخطأ، وهذا من شأنه إن شاء الله أن يصرفنا عن الأمر.

تابع من هنا: قصة لوط عليه السلام

قصة امرأة العزيز كانت من القصص التي ذكرت في القرآن ووضحت مدى مكر المرأة حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف (إنّ كيدكنّ عظيم)، ويقصد هنا النساء، وبالتحديد امرأة العزيز التي وجهت التهمة إلى سيدنا يوسف زور وباطل وبهتان.

قصص ذات صلة