قصة مثل رجع بخفي حنين

قصة مثل رجع بخفي حنين واحد من أشهر الأمثال الشعبية العربية، حيث تعتبر الأمثال هي أسلوب مستخدم بشكل متكرر عند العرب منذ القدم، وكان الهدف من هذا الأسلوب هو الرشد والنصح.

ولهذا يعرف عن العرب الحكمة، وعادةً ما يكون هناك قصة واقعة وراء إحدى هذه الأمثال وتكون مرتبطة بموقف معين، تظهر من جديد عندما يتداولها الناس في مواقف مشابهة عبر الأزمان.

قصة مثل رجع بخفي حنين

يوجد مثل شهير سمع عنه الكثيرين وهو عاد بخفي حنين وهو مثل عربي شهير يقال عندما يكون الشخص حاول أن يحقق شيء ما في محاولة فاشلة منه.

وأخفق بشكل واضح، والمميز بشأن هذا المثل أنه على عكس بعض الأمثال الأخرى يوجد وراءه قصة واقعية حدثت في زمن قديم في العراق، وتبدأ القصة بأن كان هناك رجل يدعي حنين.

وكان هذا الرجل يعمل في تصليح الأحذية، وكان يعيش في منطقة الحيرة في العراق.

ويعرف عن هذا الرجل أنه كان مشهور بخبرته الواضحة في مجال الصناعة، حيث كان دائماً ما يتقن ما يصنع.

شاهد أيضًا: قصة النبي شعيب للأطفال

وصول الأعرابي إلى دكان حنين

جاء إلى هذا الرجل في أحد الأيام شخص أعرابي، وكان راكباً بعير.

لذا جعل بعيره بجانب دكان حنين، و هذا الرجل إلى حنين الدكان، كان هذا الرجل يتفقد الأحذية.

ويسأل حنين من عن الأسعار، وعن الأنواع وما إلى ذلك.

وبينما كان يتجول أعجبه حذاء فأراد أن يأخذها.

لكن حاول أن يقلل سعر الحذاء عن طريق مساومة حنين على الأسعار.

وأخذ الرجلين يجادلان على السعر لفترة طويلة، وفي نهاية المطاف لم يتفق مع حنين على سعر، لذا غضب حنين كثيراً.

وذلك لأن هذا الرجل أخذ منه الكثير من الوقت، وضاع منه الكثير من الزبائن.

وفي نهاية المطاف لم يأخذ الحذاء، ولم يشتريه بعد كل هذه المساومة والجدال الطويل، والذي زاد الطين بلة أن الرجل خرج من الدكان وهو لا يكترث إلى حنين، وإلى ما يشعر به.

الانتقام من الأعرابي

بعد ما حدث مع الرجل الأعرابي فكر حنين في طريقة مبتكرة يمكن من خلالها أن ينتقم من الرجل الأعرابي، وذلك لأنه كان يريد أن يفرغ غضبه جراء ما فعله به.

لذا لحق حنين بالرجل، ولكنه سلك طريق حتى يصل إلى نفس المكان الذي يقصده الرجل.

ولكن يصل قبله، ووضع حنين أحد الخفين اللذين كان يريد الرجل الأعرابي شرائهم على الطريق، وبعدها مشى بضع مترات أخرى، وبعد ذلك وضع الخف الثاني.

لذا بينما كان الرجل الأعرابي يمشي وجد الخف الأول، لذا قال لنفسه ما أشبه هذا بخف حنين.

أتمنى أن أجد الخف الثاني حتى أخذ الاثنان معاً، لكن هذا خف واحد لذا تركه الرجل الأعرابي.

وأكمل طريقه، وبعد ذلك بفترة وجد الخف الثاني، قال الرجل الأعرابي في نفسه يبدو أن هذا الخف الثاني من خفي حنين.

اقرأ أيضًا: قصص تاريخية إسلامية

يولد المثل من الانتقام

لذا أخذ الرجل الأعرابي وترك بعيره وراء عند الخف الثاني، بعدها عاد إلى الخف الأول وفي هذا الوقت كان حنين يراقب الموقف والتحرك عن بعد.

وعندما تأكد من أن الأعرابي ترك البعير أخذه حنين وهرب، وعندما عاد الأعرابي إلى مكان الحذاء الثاني لم يجد بعيره الذي تركه هنا.

لذا عاد الرجل الأعرابي إلى أهل داره لا يحمل شيء سوى خفين حنين، وهذا أمر غريب.

وذلك لأن من عادات العرب أنهم عندما يرجعون إلى أهلهم يكونوا محملين بالهدايا، والمحاصيل.

لذا عندما سأل أهل الرجل الأعرابي ماذا أحضرت لنا.

كان رده هو أحضرت معي خفي حنين.

لذا ضحك عليه الجميع وقيل عنه عاد بخفي حنين.

الدروس المستفادة من قصة مثل رجع بخفي حنين

تكمن أهمية الأمثال العربية في أنها قادرة على تلخيص فكرة مميزة من خلال جملة بسيطة ومتداولة، وفيما يلي أهمية الأمثال:

  • تعد الأمثال الشعبية بمثابة مرآة صادقة بالنسبة إلى المجتمع والثقافة.
  • تحمل الأمثال خلاصة التجارب الإنسانية التي مر بها البشر قبلنا.
  • تعتبر الأمثال الشعبية اختزال للخبرات الفردية والجماعية.
  • الأمثال هي عبارة عن تكوين منسجم مع وجدانه.
  • الأمثال الشعبية تعد مستودع لكل من العادات والتقاليد.
  • تصور الأمثال الشعبية حياة مجتمع ما في فترة زمنية ما، في مكان ما.
  • تقدم الأمثال صورة حقيقية عن المجتمعات من مختلف نواحي الحياة، سواء كان من الناحية الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو السياسية، أو اللغوية، أو الدينية وغير ذلك.
  • يعتبر المثل أبسط وأقوى مثال على الشعر في لغته.
  • يعتبر المثل أفضل نوع أدب يمكن أن يصل إلى مختلف طبقات المجتمع.
    • وذلك لأنه يعتبر أبسط شكل من الشعر، لذا يمكن أن نقول أن المثل غير مقصور على فئة معينة من المجتمع.
  • نتعلم كذلك أن هذا المثل خير جملة يمكن أن نعبر عن المواقف التي يفشل فيها الشخص.
  • العرب يعتبرون من أكثر الأشخاص الذين أبدعوا في صناعة الأمثال الشعبية.

شاهد من هنا: قصة النبي زكريا للأطفال

قصة مثل رجع بخفي حنين هو مثل عربي قديم يعبر عن مدى فشل شخص ما بدون أن يدري أنه فشل، وكذلك يعبر هذا المثل عن فقدان الشخص شيء أهم مما كسبه.

مثلما حدث في القصة يمكن أن يكون الأعرابي كسب خفي حنين لكنه فقد بعيره الذي كان يحمل عليه كل شيء وكل الهدايا.

قصص ذات صلة