حكاية قصيرة قبل النوم
يحب الأطفال الاستماع إلى القصص، ويحبون أن يحكى لهم حكاية قصيرة قبل النوم، لأنها تتميز بقصرها، كما أنها من الوسائل الممتعة والمسلية، وتغرس في نفوس الأطفال القيم التعليمية، ويتعلمون منها دروسًا قيمة ممزوجة بين الواقع والخيال، وبالتالي فهي أيضًا وسيلة تعليمية جيدة.
حكاية قصيرة قبل النوم
هناك العديد من الحكايات التي يمكن أن تحكى للأطفال قبل نومهم، ومن أبرز الحكايات القصيرة ما يلي:
قصة الثعلب المكار
في إحدى الأيام كان يوجد أسد تخاف منه الحيوانات، لأنه كان يؤذيهم، ولذا قررت حيوانات الغابة بأكملها التصدي والتعاون ضد بطش الأسد، وتمكنوا من وضع خطة ذكية، وهي حبسه في قفص.
ونجحت خطتهم بالفعل، وقاموا بحبس الأسد، وأصبحوا يعيشون أمان، وسعادة داخل الغابة.
وذات يومًا، مر أرنب صغير إلى جانب قفص الأسد، فقال له الأسد أرجوك يا أيها الأرنب الصغير ساعدني أن أخرج من هذا القفص، فرفض الأرنب.
وقال له: لن أخرجك، فأنت تعذب الحيوانات، وتأكلهم.
فقال له الأسد: أعدك بأنني لن أكرر هذا الأمر، وسأكون صديقًا لجميع الحيوانات، ولن أؤذي أحد منهم.
فصدق الأرنب الأسد، وفتح له باب القفص، ولكن الأسد غدر به، فبمجرد أن فتح له الباب انقض عليه الأسد، وأمسكه بيده.
وقال له: أنت ستكون الفريسة الأولى لي اليوم، فصرخ الأرنب.
وكان بالقرب منهم يوجد الثعلب المكار، فسمح استغاثة الأرنب، وذهب مسرعًا ليساعد الأرنب الصغير.
وحينما وصل إليهم، قال للأسد: هل كنت حقًا محبوسًا في هذا القفص؟
فقال له الأسد: نعم، فقد حبستني حيوانات الغابة فيه.
فقال له الثعلب: لا أصدق ذلك، فكيف لأسد كبير مثلك أن يدخل في هذا القفص الصغير، أنت تكذب.
كما قال له الأسد: لا أكذب، وسأثبت لك أنني كنت بالفعل داخل هذا القفص.
وحينما دخل الأسد القفص ليثبت للثعلب أنه على حق، اقترب الثعلب من الباب وأغلقه سريعًا بإحكام.
وحبس الأسد مرة أخرى، وأمسك الأرنب الصغير من قبضته.
وقال الثعلب للأرنب: إياك أن تصدق الأسد مرة أخرى.
شاهد أيضًا: قصص أطفال قبل النوم قصيرة لنوم سريع وهادئ
حكاية الرجل الغريب
كان يوجد منزل صغير تسكن فيه امرأة مع أولادها الثلاثة، وكل صباح كانت تخرج للعمل، وتترك أولادها في المنزل لوحدهم.
وتعود إليهم في المساء، وتجلب لهم الطعام معها، وكانت تغني لهم على الباب ليعرف الأولاد صوت أمهم، ويعلموا أنها هي بالفعل.
وليس أحدًا يقلد صوتها، فيقوموا بفتح الباب لها، ويتم ذلك يوميًا، وذات يومًا تأخرت الأم عن موعد عودتها للمنزل، وكان أولادها ينتظرونها، ودق الباب فجأة.
فصاح أحد الأبناء وقال: من على الباب؟ فلم يجد إجابة.
وبعد عدة دقائق سمعوا شخصًا يغني وراء الباب، ففرح الابن الصغير، وقال: ها هي أمي.
لقد عادت ومعها الطعام، فقال له الأخ الأكبر: لا لا تفتح الباب، فهذا ليس صوت أمي.
ولكن أخوه الصغير لم يستمع إليه، وفتح الباب، ولكن وجد رجل غريب، وخاف الأطفال، وهجم عليهم الرجل، فبدأوا بالصراخ.
وظلوا يستغيثوا ولكن لا يسمعهم أحد، ثم عادت الأم في تلك اللحظة، وحينما رآها الرجل الغريب فر هاربًا.
وقالت لهم الأم: ألم أحذركم من فتح الباب لأحد غريب؟ فاعتذروا لها الأبناء، ووعدوها ألا يفعلوا هذا مرة أخرى.
الدجاجة الذهبية
كان هناك زوجين فقيرين، يعيشان في منزل قديم، وكان لديهم دجاجة تبيض لهم بيضة واحدة يوميًا كل صباح.
وكانت الزوجة تعد تلك البيضة، وتتقاسمها مع زوجها على وجبة الإفطار، ولكن الزوجة كانت تتذمر كثيرًا من عيشتها.
وقالت في نفسها: أتمنى لو أحصل على وجبة شهية، ومتكاملة، ولو لمرة واحدة.
فاقترحت على زوجها أن يذبحوا الدجاجة، ويعدوا عليها طبقًا شهيًا.
ولكن الزوج قال لها: لا بد أن تشكري الله على أنه رزقنا دجاجة تبيض لنا كل يوم، وإن ذبحناها فلن نجد ما نفطر عليه.
وقد هدأت الزوجة، واقتنعت بكلام زوجها، وفي أحد المرات ذهبت الزوجة لتتفقد الدجاجة، فوجدتها باضت بيضة ذهبية.
فشعر الزوجان بالسعادة، وقرروا بيع هذه البيضة، واستطاعوا شراء ما ينقصهم.
وأحضرت الزوجة من ثمنها وليمة كاملة، وتناولا الطعام وأصبحوا سعداء كثيرًا.
وقالت له الزوجة: لم نتناول منذ سنوات هذا الطعام الشهي، فنشكر الله على ما وهبنا.
وذات يومًا هبت رياح عاصفة، فخاف الزوجين على أن تصاب الدجاجة بسوء، فقرروا أن يدخلوها إلى منزلهم، وأثناء العاصفة تسربت المياه من سقف المنزل لأنه قديم.
وقامت المياه بالتسلل إلى أثاث المنزل، فقال الزوج لزوجته علينا أن ننتظر بيضة ذهبية أخرى، لندخر المال ونشتري بيتًا جديدًا، ونتخلص من هذا العناء.
فقالت له الزوجة: أظن أن بطن الدجاجة مليئة بالذهب، وإلا كيف لها أن تبيض بيض ذهبي؟ فقال لها الزوج: ما رأيك بأن نذبحها ونخرج ما في بطنها.
لنشتري بيتًا جديدًا، وبالفعل قاما الزوجان بذبحها، حتى يحصلون على الذهب من بطنها.
ولكنهما لم يجدوا سوى أحشاء الدجاجة فقط.
وندم الزوجين على فعلتهما، وقد خسرا رزقهما الذي كانوا يحصلون عليه منها، وذلك نتيجة طمعهما، وقلة صبرهما على البلاء.
حكاية القطة العنيدة
كان يوجد قطة، شكلها جميل، ولونها أبيض، وفروها ناعم، وعلى الرغم من كل هذا الجمال، إلا أنها كانت عنيدة، ولا شيء يرضيها بسهولة.
وكانت تتمنى أن تكون كالعصافير، لها أجنحة، لكي تطير بها في السماء.
وتذهب من مكان إلى آخر بسهولة، وقد حاولت القطة العنيدة أن تفعل مثلما يفعل العصفور، فحاولت أن تطير، ولكنها وقعت على الأرض.
وكسرت رجلها، فظلت تمشي تعرج، وأثناء سيرها مر بجانبها أرنبًا يقفز سريعًا من مكان إلى آخر.
ويقوم بقطف الجزر، فأعجبت به، وتمنت أن تكون مثله، تستطيع أن تقفز مثله، وقد حاولت بالفعل.
ولكنها تألمت بشدة.
واستمرت القطة في طريقها، وأثناء مرورها إلى جانب البحيرة، رأت السمك وهو يسبح في الماء، فتمنت أن تكون مثله.
فنزلت إلى الماء، وحاولت أن تسبح مثل السمك، ولكنها لم تتمكن من العوم.
وكانت ستغرق، لولا أنها خرجت سريعًا.
وحينما استمرت في المشي، رأت شجرة فاكهة كبيرة، بها الكثير من الثمار اللذيذة.
فتمنت أيضًا أن تكون فاكهة، فقامت بوضع قشور الفاكهة على جسمها، ثم نامت بجانب الشجرة.
ثم استيقظت على صوت الخرفان وهي تهرول باتجاهها، لأنهم اعتقدوا أنها فاكهة، وحينما حاولوا أن يأكلوها فرت القطة هاربة.
وهنا ندمت القطة العنيدة كثيرًا، وقررت ألا تتمنى أن تكون شيء آخر، وأن تحب نفسها كما خلقها الله، وهذه حكاية قصيرة قبل النوم سيحبها الأطفال كثيرًا.
اقرأ أيضًا: ذاكرة الجسد قصة قصيرة للكاتبة أحلام مستغانمي
حكاية القنفد الصغير
كان يوجد قنفد صغير يرغب في أن يلعب مع الحيوانات، ولكنهم كانوا يبتعدون عنه، لأنهم يخافون من الشوك الذي يوجد في جسده.
وذات يومًا كان يوجد قطة تلعب بالكرة الخاصة بها، فطلب منها القنفد اللعب معها، ولكنها رفضت.
وطلبت منه الابتعاد عن الكرة حتى لا يخربها، فحزن القنفد كثيرًا وتركها.
وهو في الطريق قابل الأرنب، وكان يلعب بالبالون، فطلب منه القنفد اللعب معه، ولكن الأرنب رفض، وخاف أن يتسبب القنفد في انفجار البالون.
فغضب القنفد، وعاد إلى المنزل وهو يبكي، وكانت أمه تطهو له الطعام، فوجدته يبكي، فسألته عما حدث، وحكى لها القنفد ما حصل من الحيوانات أصدقائه.
وقال لها أنه لم يعد يرغب في اللعب مع أحد، وأن الجميع يخافون منه بسبب الشوك المنتشر على ظهره.
وسألها لماذا يوجد علي ظهري كل هذا الشوك المؤذي؟ فقالت له يجب أن يحمد الله على هيئته.
وهذا الشوك، لأنه يحميه من الأعداء في وقت الشدة، وذات يومًا كان الحيوانات يلعبون مع بعضهم، ويشاهدهم القنفد الصغير من بعيد.
ولكن لا يقترب منهم، وجاء صيادًا ليصطاد الأرنب ويأكله، فخافت باقي الحيوانات، وتركوه وذهبوا بعيدًا.
ولكن القنفد انقض على الصياد، وبدأ يلقي أشواكه عليه، فتألم الصياد كثيرًا، وهو ما جعل الأرنب يستطيع الهروب.
ومنذ ذلك الحين، التف الأرنب حول القنفد، وجميع الحيوانات، ليشكروه على شجاعته.
وجعلوه يلعب معهم، وهو كان يحرص على ألا يؤذيهم الشوك الذي على ظهره، ولكنه أصبح سعيدًا، ونال المرح واللعب مع الأصدقاء.
الدروس المستفادة من الحكايات والقصص السابقة
أجمل ما في القصص والحكايات، هي الرسائل التعليمية، والقيم الأخلاقية التي تمنحنا إياها تلك القصص والحكايات، ومن أبرز الدروس المستفادة اليوم:
- استخدام القدرات العقلية في المواقف الخطر أمرًا هامًا.
- لا بد من الاستماع إلى نصائح الأم، والأب، والكبار، حتى لا نصاب بالمهالك.
- يجب الرضا بما قسمه الله لنا، فالطمع يقل ما جمع.
- يجب أن يشكر الإنسان الله على هيئته التي خلقه بها، وأن يحب نفسه كما هي، ولا يحاول أن يغير خلق الله.
- ألا يتمنى المرء ما في يد غيره، وأن يرضى بنصيبه في الحياة.
- عدم الحكم على الأشياء والأشخاص من مظهرهم الخارجي، فقد يكون معدنهم أصيل.
تابع من هنا: قصة أولا ليا الممرضة الشبح كاملة
تتميز الحكايات القصيرة والقصص بأنها من الفنون الأدبية الجميلة، المستوحاة من الواقع الممزوج بالخيال، وهو ما يشد القارئ، خاصة الأطفال.
فهي تتناسب مع وحي خيالهم، وقراءة حكاية قصيرة قبل النوم لطفلك أمرًا جيدًا، يساعده على النوم باسترخاء، ويستمتع بنوم هادئ.